اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لم تكن المرة الاولى التي يُستهدف فيها الشهيد محمد نعمة ناصر من قبل العدو الإسرائيلي، فهو منذ الثامن من تشرين الأول الماضي من الأهداف الرئيسية للعدو، وقد حاول اغتياله اكثر من مرة، ونجح أخيراً في منطقة الحوش في صور، حيث كان برفقة مرافقه الشهيد محمد خشاب.

تدور أسئلة كثيرة حول طريقة قيام العدو باستهداف قيادات المقاومة الرفيعة، مثل أبو طالب وأبو نعمة، ولكن بالنسبة للعارفين بما يجري في الجنوب، فإن هؤلاء القادة لا يمكثون في غرفة عمليات واحدة طيلة مدة الحرب، وهم يخرجون ليمارسوا مهامهم وعلى رأسها التواصل مع القادة في الميدان. وفي أحيان كثيرة هناك حاجة ماسة لخروجهم الى ساحات القتال، لذلك فإن العدو الذي لا تغادر طائراته ومسيراته سماء الجنوب، كان يسعى طيلة الأشهر التسعة لاغتيال هؤلاء القادة، الذين يعلمون أنهم مستهدفون، ورغم ذلك يستمرون بالخروج وممارسة مهامهم.

قبل 6 أيام من زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الأخيرة الى بيروت، نفذت "اسرائيل" عملية اغتيال الشهيد أبو طالب، وخلال زيارته الى باريس لبحث ملف الحرب بين حزب الله والعدو الاسرائيلي اغتالت "اسرائيل" الشهيد أبو نعمة، ولذلك مؤشرات يسعى "الاسرائيلي" للقول من خلالها أنه يمتلك القوة لإيلام حزب الله، بحال استمر برفض الشروط "الإسرائيلية"، وأيضاً للقول لهوكشتاين أنه جاهز للذهاب بعيداً في الحرب مع لبنان، لذلك سيكون رد المقاومة على نفس المستوى.

ما بين الاغتيالين محاولات اغتيال عديدة لم تنجح، ولكن ما قد ينجح بنظر "الإسرائيليين" هو استفادة الكيان العاجز عن الذهاب إلى عدوان شامل على لبنان، من سعي حزب الله إلى إبقاء الأمور في الحرب ضمن الحدود المضبوطة، عبر الإستمرار في التصعيد، الذي يقوم بشكل أساسي على عمليات الإغتيال.

قلنا منذ أشهر أن العدو الإسرائيلي سيسعى لتنفيذ اغتيالات شديدة القسوة في لبنان وسوريا، للإستفادة من عدم رغبة حزب الله وإيران بالحرب المفتوحة، ولكنه عندما أخطأ الحسابات في استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، كان ما لم يتوقعه من هجوم إيراني مباشر عليه للمرة الاولى في التاريخ، وكان موقف الجمهورية الاسلامية واضحاً بأنها ترد على الاغتيال وجاهزة لحرب مفتوحة مع العدو بحال قرر الرد على الرد، ونذكر تماماً ماذا حصل في تلك المرحلة.

اليوم، هناك من يعول على مشهد مماثل، أو يطرح التساؤلات حول إذا ممكناً تكرار الموقف نفسه من جانب حزب الله، وبحسب المصادر فإن الحزب يدرس سبل الرد، ولكن لا بد من التأكيد على أن استهداف قنصلية إيران في سوريا، يختلف تماما عن استهداف قادة الحزب في جنوب لبنان في خضم المعركة والحرب، إنما استمرار العدو بسياسة الاغتيالات قد يؤدي الى خطأ ما في الحسابات، وهذا ما تؤكد عليه المقاومة.

بالنسبة المقاومة قد يظن "الإسرائيلي" أنه يمتلك زمام المبادرة في المرحلة الحالية، ولكن الحقيقة ليست كذلك، فعلى سبيل المثال تحدث العدو منذ أيام عن نيته تنفيذ عملية عسكرية محدودة في الجنوب بعمق 5 كيلومترات، وسأل موفدون دوليون عن موقف الحزب بحال حصلت عملية كهذه، فكان الرد واضحاً ووصل الى الأميركيين الذين كانوا يستقبلون وزير الدفاع "الاسرائيلي" غالانت، وفحوى الرد أن المقاومة تمتلك الحق بالرد على أي عملية عسكرية وعدوان على لبنان مهما كان حجمه، بالشكل والطريقة والحجم الذي تراه مناسباً، ولو كان غير متناسب مع العمل "الاسرائيلي".

 

 

الأكثر قراءة

لمن يعمل فؤاد السنيورة ؟