اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عاد الحديث عن المفاوضات بين "إسرائيل"  وحركة حماس بوساطة أميركية- مصرية- قطرية في مرحلة متقدِّمة من الحرب، ليتصدَّر المشهد من جديد، بحيث أن العدو الإسرائيلي يؤكد دائماً ذلك بزيادة وتيرة عدوانه على غزة ، بهدف الضغط على المقاومة الفلسطينية بـ "شراكة" الوسطاء، الذين يمارسون الضغوطات على حماس، حتى بإشاعة الأجواء الإيجابية من أجل اتهامها بالعرقلة أمام شعبها بحال فشلت المفاوضات، إلا أن حماس في كل مرة تتلقف الخدعة وتقلبها عليهم، فيظهر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من جديد أنه لا يريد إيقاف الحرب، وهذا ما يضعه بوجه الأميركيين.

على ما يبدو أن الأميركي يعتبر أنه حان وقت الاتفاق، لكن في الوقت نفسه يريد أن تُحقِّق "إسرائيل"  إنجازاً كيلا تُكسَر في هذه الحرب، لذلك لا يمارس ضغطاً حقيقياً عليها. فورقة التفاوض صحيح أنها مُقدَّمة كمقترح أميركي، إلا أن الجميع يعلم أنها "إسرائيلية" المصدر والأميركي تبنّاها، ورغم ذلك تُرحِّب حماس بالمقترحات المقدَّمة مع تعديلات تُضيفها عليها، والثابت فيها وقف إطلاق نار دائم وإنسحاب "إسرائيل"  من غزة، وأي اتفاق لا يوجد فيه هذان الشرطان غير موافَق عليه، وهذا ما يعرفه الوسطاء جيداً.

تَظهر المقاومة الفلسطينية أنها الطرف الأحرص على التوصّل الى اتفاق الهدنة طوال فترة التفاوض السابقة، كما تقول دائماً، ورغم طلب حماس في المقترح السابق الضمانات من الوسطاء مع تركيا والصين وروسيا، فإنها تؤكد اليوم أن الضمانة الوحيدة هي المقاومة وصمودها، خاصة وأن الأميركي طرفاً وليس وسيطاً، فهي تريد بحال تم الإتفاق أن يكون مكتوباً كي لا يتراجع "الإسرائيلي" بمرحلة من مراحله التي هي ثلاثة، وهذا ما يرفضه العدو، كما تريد بحال الوصول الى نقطة خلافية أن تُكمِل المفاوضات ولا يوقفها خلاف، حتى يتم التوصل الى وقف إطلاق نار، حيث تكمن عقدة مسار التفاوض.

من الواضح أن "إسرائيل"  لا تريد وقف إطلاق نار، فكلّما تُصبح الكرة في ملعبها يبدأ نتنياهو بالمماطلة، وهذه المرة يُرجَّح أن تستمر حتى تاريخ الرابع والعشرين من الشهر الجاري، يوم إلقاء كلمته في الكونغرس الأميركي، وبعدها يعود لرفع سقف شروطه كي يستمر في الحرب، رغم ارتفاع الصوت المُعارِض لذلك في الكيان، خاصة ممّن يعتبرون أن المقترح الحالي المطروح في المفاوضات هو فرصة لاستعادة الأسرى الصهاينة لا يمكن تعويضها فيما بعد، إلا أن على ما يبدو أن نتنياهو لا يسمعهم، وتبقى الأفضلية بالنسبة له إعتباراته الشخصية وحسابات تهديد اليمين المتطرِّف في الحكومة له بالاستقالة كلّما لاح في الأفق أجواء تفاوضية إيجابية ولو علنية فقط.

إذاً، حتى هذه اللحظة ليس هناك أي بوادر إيجابية تلوح في الأفق حول أي اتفاق ممكن أن يحصل في وقت قريب، باعتبار أن الرد "الإسرائيلي" بات متوقَّعاً، نظراً لردود الفعل التي تتكرر كلّما يُنتظر رد نتنياهو على المقترح المقدَّم، وبخاصة أن الخلاف على مسار التفاوض وعقدة الوصول الى وقف إطلاق نار نهائي، كما تُعتبر ثابتة من ثوابت حماس، ويُعتبر عدم الوصول الى هذه النتيجة من ثوابت نتنياهو حتى هذه اللحظة.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت