اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شق منتخب إنكلترا طريقه بصعوبة إلى المربع الذهبي لكأس أمم أوروبا (يورو 2024) بألمانيا لكنه سيكون على موعد مع مهمة شاقة حينما يلاقي نظيره الهولندي اليوم الأربعاء.

وتأهل منتخب إنكلترا إلى المربع الذهبي في ثلاث بطولات كبرى تحت قيادة المدرب غاريث ساوثغيت، في مسيرة متميزة بدأت منذ مونديال روسيا 2018، لكن كان الاستثناء الوحيد في مونديال قطر 2022 حينما فشل الأسود الثلاثة في بلوغ هذه المحطة.

وستكون طموحات إنكلترا في بلوغ نهائي البطولة القارية معلقة لحين الانتهاء من الاختبار الصعب أمام هولندا بقيادة المدرب رونالد كومان، والتي فشلت هي الأخرى في الظهور بشكل مقنع في دور المجموعات قبل أن تنتفض في الأدوار الإقصائية.

ويصعد الفائز من تلك المواجهة لملاقاة الفائز من موقعة فرنسا مع إسبانيا في المباراة النهائية ليورو 2024 يوم 14 تموز الاستاد الأولمبي في برلين.

ويعاني لاعبو منتخب إنكلترا من الإنهاك بعد أن احتاجوا لخوض وقت إضافي أمام سلوفينيا وسويسرا قبل حسم التأهل للمربع الذهبي في الوقت الذي حسم فيه منتخب هولندا الفوز في مباراتيه بالأدوار الإقصائية في الوقت الأصلي.

وسيكون اللقاء هو الرابع بين إنكلترا وهولندا في بطولة كبرى، حيث فازت الطواحين 3-1 في يورو 1988 بفضل هاتريك ماركو فان باستن قبل التعادل السلبي في مونديال 1990 ثم فازت إنكلترا 4-1 في يورو 1996.

وفازت إنكلترا مرة وحيدة في آخر 9 مواجهات ضد هولندا على مستوى كافة المسابقات مقابل 4 تعادلات و4 هزائم، حيث تحقق هذا الفوز في أمستردام بهدف دون رد خلال المباراة الودية التي جمعت بينهما في آذار 2018.

وفي الوقت الذي تعرض فيه ساوثغيت لانتقادات بسبب مستوى الأداء في يورو 2024 فإن سجله في البطولة لا خلاف عليه، إذ قضى منتخب إنكلترا 22 عاما بين 1996 و2018 دون أن يبلغ المربع الذهبي للبطولة القارية لكن منذ مونديال روسيا وصل الأسود الثلاثة لهذه المحطة 3 مرات في البطولات الكبرى.

وبعد 65 عاما لم تشرق فيها شمس إنكلترا في المباراة النهائية من البطولة القارية، أصبح الفريق على أعتاب بلوغ نهائي اليورو للمرة الثانية على التوالي بعد خسارة نهائي النسخة الماضية على يد إيطاليا بركلات الجزاء الترجيحية.

وخلال 3 مشاركات سابقة في الدور قبل النهائي من البطولة القارية، خسر منتخب إنكلترا في أول مباراتين على يد يوغوسلافيا في 1968 وأمام ألمانيا في 1996 ثم فاز على الدنمارك 2-1 في قبل نهائي السخة الماضية.

وتمكنت 3 منتخبات فقط من بلوغ نهائي اليورو مرتين أو أكثر على التوالي، ويتعلق الأمر بالاتحاد السوفياتي في عامي 1960 و1964 وألمانيا (ثلاث مرات) في أعوام 1972 و1976 و1980 وإسبانيا في عامي 2008 و2012.

وبالنسبة لمنتخب هولندا، سيكون هذا الظهور السادس في المربع الذهبي الأوروبي، إذ خسر الفريق في آخر 4 مشاركات له في هذا الدور، ويرجع آخر انتصار له في هذه المحطة من البطولة القارية إلى عام 1988 قبل الفوز باللقب، حين سجل فان باستن أحد أشهر الأهداف في تاريخ نهائي البطولة.

وسيكون هذا الظهور الأول لهولندا في الدور قبل النهائي لليورو منذ عام 2004، حينما خسرت أمام البرتغال بهدفين لهدف.

ويبرز في صفوف منتخب هولندا المهاجم ممفيس ديباي الذي أطلق 17 تسديدة وساهم في 10 فرص، وكذلك كودي جاكبو صاحب الـ13 تسديدة والذي ساهم في 11 فرصة.

ويعتبر جاكبو هداف الطواحين برصيد 3 أهداف يعتلي بها صدارة قائمة الهدافين رفقة ثلاثة لاعبين أخرين، في الوقت الذي يمتلك ديباي لمسة ساحرة لا غنى عنها، مثل تلك التي أمد بها ستيفان دي فري أثناء تسجيله هدف التعادل في مرمى تركيا بدور الثمانية.

وفي منتخب إنكلترا يبرز اسم الهداف التاريخي هاري كين الذي يعتبر اللاعب الوحيد رفقة الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سجل 5 أهداف في تاريخ الأدوار الإقصائية للبطولة.

وسجل كين نجم بايرن ميونخ هدفين فقط حتى الآن في ألمانيا ولمس الكرة 23 مرة فقط في مناطق جزاء المنافسين.

ساوثغيت يتحدى كومان

ويدخل رونالد كومان وغاريث ساوثغيت مواجهة حاسمة بالنسبة لكل منهما، فبالإضافة إلى أن الفوز سيعني بلوغ نهائي كأس أمم أوروبا في برلين، فإنه سيمثل خطوة قبل أخيرة لإسكات جميع الانتقادات والتشكيك فيهما خلال الشهر الماضي.

ولم يحظ كومان ولا ساوثغيت بالهدوء على مدار كأس أمم أوروبا، خاصة الثاني الذي أثار فريقه قدرا أكبر من الشكوك مقارنة بالفريق الهولندي الذي ارتفع مستواه تدريجيا حتى بلغ مرحلة لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يصل إليها.

وكانت التوقعات أعلى بالنسبة للمنتخب الإنكليزي الذي وصل الى نهائي نسخة اليورو السابقة قبل أن يخسر في ملعب ويمبلي أمام إيطاليا بركلات الترجيح.

لم تساهم التجارب التي أجراها ساوثغيت على الفريق في تحسين الأوضاع، ففي البداية أصر على استدعاء ظهير أيسر واحد هو لوك شاو، المصاب منذ شباط الماضي والذي كان يتوقع أن يتعافى بحلول المباراة الثانية.

لكنه لم يظهر حتى ربع النهائي ولم يتمكن من اللعب سوى لدقائق معدودة، فيما اضطر كيران تريبيير للعب في غير مركزه طوال البطولة.

كما أن المدرب اعتمد على ظهير أيمن هو ترينت ألكسندر أرنولد، ليشارك مع ديكلان رايس في صناعة الفرص وإفشال محاولات بناء الهجمات في وسط الملعب، لكنه لم يكن قرارا موفقا من ساوثغيت، الذي أجبر منذ ثمن النهائي على اللعب بشاب مثل كوبي ماينو.

ولجأ ساوثغيت في ربع النهائي إلى اللعب أمام سويسرا بثلاثة مدافعين هم كايل ووكر وجون ستونز وإيزري كونسا، وظهيرين متقدمين هما تريبيير وبوكايو ساكا.

تحسن مستوى إنكلترا أخيرا، إلا أن الأداء لم يكن جيدا بما يكفي لإرضاء الجمهور، ومع الدفع بكول بالمر الذي ينزل دوما من على مقاعد البدلاء واستفاقة ساكا، واصلت إنكلترا طريقها، كما تألق الحارس جوردان بيكفورد في التصدي لركلة ترجيح نفذها مانويل أكانجي.

وستكون هذه الطريقة على الأرجح هي التي سيعتمد عليها ساوثغيت، الذي وفي حالة عدم حدوث مفاجأة، سيدفع بثلاثة مدافعين لن يكون من بينهم كونسا البديل للموقوف مارك غويهي والذي سيعود أمام هولندا.

كما سيصبح جود بيلينغهام جاهزا وهو بطل إنكلترا الأبرز بفضل أهدافه الحاسمة، أولا في صربيا خلال دور المجموعات ثم أمام سلوفاكيا في ثمن النهائي بالتسديدة المقصية المزدوجة في الثانية الأخيرة والتي أنقذت فريقه من إقصاء مبكر.

على الجانب الآخر، لم تحظ هولندا بمسار مريح في اليورو، لا سيما خلال دور المجموعات، الذي أنهاه (البرتقاليون) في المركز الثالث، خلف فرنسا والنمسا، ليثير الشكوك حوله.

وتحمل كومان ولاعبوه عاصفة من الانتقادات بسبب المستوى المتذبذب وافتقادهم للهوية فضلا عن عدم تورع المدرب عن النقد العلني لأحد لاعبيه عقب الخسارة من النمسا 2-3 في الجولة الثالثة من المجموعات.

وكان أحد المتضررين هو جوي فيرمان الذي استبدله كومان في الشوط الأول من مواجهة النمسا قبل أن يعلق كومان لاحقا على ذلك بقوله "يفترض أنه يجيد لعب كرة القدم، لكنه يسقط".

لم تكن هذه المرة الأولى التي ينتقد فيها المدرب الهولندي أحد لاعبيه، ففي آذار الماضي وبعد لقاء ودي أمام بولندا، كان الانتقاد من نصيب تشافي سيمونز حين صرح كومان "يجب أن يدرك أن هولندا لا تستفيد شيئا من فقدان الكرة بهذا المعدل".

إلا أن الحقيقة أنه سواء أكانت هناك انتقادات أم لا، بمستوى مرض أو لا، فإن هولندا بلغت نصف النهائي وجميع لاعبيها في أتم جاهزيتهم دون إصابات ولا إيقاف، مستعدة لإنزال الهزيمة بإنكلترا.

ويتجهز كودي جاكبو وممفيس ديباي وفيرجيل فان دايك والحارس بارت فيربروغن بطل موقعة تركيا، للتحدي أمام إنكلترا تحت إمرة ساوثغيت الذي سيتلقى قدرا كبيرا من النقد لا سيما وأن هذه ثالث مباراة نصف نهائي يخوضها في 4 بطولات منذ توليه مسؤولية الفريق البريطاني قبل 8 أعوام لم يحقق خلالها أي لقب.

صراع الثنائيات

ويبرز المواجهات الثنائية في اللقاء المرتقب بين الأسود الثلاثة والطواحين.

هاري كين - فان دايك

يعيش المهاجم الإنكليزي بطولة مخيّبة للآمال، حيث افتقد حسّه التهديفي الذي رافقه الموسم الفائت في صفوف بايرن ميونيخ الألماني، بعدما عانى في نهاية الموسم من إصابة في ظهره، ومن الواضح أنه ليس في كامل جاهزيته البدنية.

ويتعيّن على كاين مواجهة قطب دفاع هولندا فيرجيل فان ديك، وهو الآخر لم يكن في أفضل حالته قبل أن يتحسّن مستواه تدريجا مع تقدّم فريقه في الأدوار الاقصائية.

تريبير - دومفريس

أثار قرار غاريث ساوثغيت، مدرب إنكلترا، بإشراك كيران تريبير في مركز الظهير الأيسر انتقادات كون الخطة دفاعية بحتة، لأنه يحرم الإنكليز من أي تقدّم إلى الأمام على هذه الجهة، وإذا كانت هناك أي مباراة يمكن أن يكون وجوده فيها حيويا فهي ضد هولندا.

في المقابل، لفت الظهير الأيمن الهولندي دنزل دومفريس الأنظار بسبب انطلاقاته الهجومية في الجهة اليمنى في كأس أوروبا التي أقيمت صيف عام 2021.

واستمرّ في النسج على المنوال ذاته في النسخة الحالية وصنع هدف الفوز لفريقه ضد تركيا في ربع النهائي بتمريرة عرضية خطيرة.

يسار هولندا - يمين إنكلترا

يتقاسم كودي جاكبو، جناح ليفربول، صدارة هدافي كأس أوروبا برصيد 3 أهداف، ويشكل التهديد الهجومي الرئيس لهولندا.

وتعتمد معظم تحركاته الخطيرة على التوغل من الجهة اليمنى، حيث يتواجد الظهير كايل ووكر، وبالتالي ستكون المواجهة مثيرة بينهما.

ويمكن لمدافع مانشستر سيتي أن يضاهي جاكبو من ناحية السرعة، وسيطلب ساوثغيت من بوكايو ساكا أن يساهم أيضا في الواجب الدفاعي لتقليل التهديد على الجهة اليسرى لهولندا.

يسار إنكلترا - يمين هولندا

يواجه جناح آرسنال ساكا خصما مألوفا هو ناثان أكي مدافع مانشستر سيتي، الذي أبلى حسنا ضده في البريميرليغ، لكنه ما يزال يعتبر الجناح الإنكليزي أحد أقوى خصومه.

بيلينجهام - شوتن وريغنديرز

إذا كان لاعب وسط منتخب إنكلترا وريال مدريد لم يصل إلى قمة مستواه حتى الآن في البطولة، إلا أنه لعب دورا حاسما في اللحظات الحاسمة في مسيرة منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي.

وكانت المساهمة الأكثر دراماتيكية لبيلينغهام (21 عاما) تسديدته في الثواني الأخيرة من المواجهة ضد سلوفاكيا، منقذا منتخب بلاده من الإقصاء المبكر في ثمن النهائي.

وتتطلّع هولندا إلى ثنائي خط الوسط المتأخر تيجاني ريغنديرز وجيردي شوتن للحدّ من خطورة بيلينغهام.

وكان أداء الثنائي الهولندي جيدا معا، ويبدو أن المدرّب رونالد كومان يثق بهما بعد أن أشرك جوي فيرمان أساسيا ضد النمسا لكنه استبدله في نهاية الشوط الأول حيث خسر الهولنديون مباراتهم الثالثة بالمجموعة. 

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت