التجربة أجريت على جثة محنطة لرجل مصري قديم يدعى "نسيامون، كان يعمل كاهنا في معبد أمون رع الملحق بمجمع الكرنك في طيبة. الرجل الذي عاش في عهد الفرعون رمسيس الحادي عسر بين عامي 1099 – 1069 قبل الميلاد، كان علاوة على ذلك كاتبا رفيع المستوى.
دراسات أجريت على مومياء نسيامون المحفوظة في بريطانيا في متحف ليدز، بينت أنه عانى من أمراض الأسنان واللثة، وأنه توفي عن عمر ناهز 50 عاما، وربما يكون توفى نتيجة مضاعفات ذلك
بعد وفاة هذا الكاهن، تم تحنيطه بحسب التقاليد السائدة ليتمكن من العيش في العالم الآخر. اللافت أن مومياء نسيامون تعد من أفضل المومياوات المحفوظة في العالم، وهذا ما شجع على إجراء هذه التجربة الفريدة.
على تابوت هذا الكاهن، نقشت عبارات طلب من خلالها من الآلهة أن تعاد إليه القدرة على الكلام حتى يتمكن من التحدث عن نفسه والدفاع عنها لنيل حق الحياة الأبدية.
إضافة إلى رغبة نسيامون الملحة في استعادة صوته التي نقشت على تابوته، وجد العلماء البريطانيون في الحالة الجيدة للأربطة وأعضاء الكلام الأخرى في المومياء فرصة مناسبة لمحاكاة صوته وجعله يُسمع من جديد في إطار مشروع أطلق عليه اسم "صوت من الماضي".
ديفيد هوارد، وهو استاذ في جامعة لندن متخصص في دراسة الكلام البشري ونمذجة المسالك الصوتية، علّق قائلا إن نسيامون كان بحاجة إلى صوت جهوري لأداء الطقوس، بما في ذلك الغناء، كل ذلك دفع أعضاء الفريق إلى اختيار هذا الكاهن للتجربة.
الفريق مهد للتجربة بإجراء فخص بالأشعة المقطعية للمومياء لوضع تصور للجهاز الصوتي، وموضع الجهاز التنفسي، والهياكل العظمية والأنسجة الرخوة، وجرت الاستعانة بهذه البيانات في التجربة.
في التجربة استخدم العلماء ماسحات ضوئية طبية وتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، واستعانوا أيضا بحنجرة إلكترونية ومكبرات صوت. هذه التقنيات سمحت بإعادة تكوين مقطع صوتي واحد قصير.
يوضح ديفيد هوارد، وهو أحد القائمين على التجربة بقوله: "لقد أعدنا تشكيل الصوت الصحيح بناء على الحالة الحالية للمومياء، لكننا لا نتوقع تطابقا تاما في الكلام ، نظرا للحالة السيئة للغة".
الفريق صحاب التجربة يلفت أيضا إلى أن نموذجا واحدا فقط لا يكفي لتجميع كلمات أو جمل كاملة، لكنهم يشيرون مع ذلك على أنه تم عمليا اتخاذ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه.
على الرغم من أن التجربة تبدو متواضعة، إلا أنها كانت المرة الأولى التي يتم فيها إعادة استصدار صوت بشري قديم. العلماء يقرون بصعوبة استنساخ صوت الكاهن الفرعوني الذي عاش قبل 3100 عام بدقة كاملة.
على الرغم من المصاعب الفنية التي واجهها القائمون على التجربة، إلا أنهم يعتقدون أن الكاهن نسيامون ومومياوات أخرى يمكن أن تسترجع أصواتها في يوم من الأيام مع تطور التقنيات المناسبة. مثل هذه التجارب أيضا مفيدة للغاية في جعل الروبوتات المزودة بالذكاء الصناعي تتكلم بصورة أفضل.
جون سكوفيلد، وهو عالم آثار في جامعة يورك، واحد المشاركين في الدراسة يوضح أهمية مثل هذه التجارب بقوله: "لا يوجد شيء شخصي أكثر من صوت أحد ما.. سماع صوت بعد مثل هذا الوقت الطويل، تجربة لا تنسى. بفضل الطريقة الجديدة، تعود الشخصيات التاريخية مثل نسيامون إلى الحياة. كما يمكن استخدام هذه الطريقة للمساعدة على استكشاف التراث التاريخي بشكل أفضل".
يتم قراءة الآن
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
18:18
رئيس بلدية معركة عادل سعد: لم يسقط شهداء في الغارة على بلدتنا بل جرح عدة مواطنين إصاباتهم طفيفة وقد نقلوا الى مستشفيات مدينة صور.
-
18:17
4 شهداء على الأقل وعدد من الإصابات في الغارة الأخيرة التي شنّها الاحتلال على بلدة الحلانية في البقاع، ولا تزال أعمال البحث تحت الأنقاض متواصلة للبحث عن مفقودين.
-
18:04
المقاومة في جنوب لبنان: شنّ عناصرنا بعد ظهر اليوم الخميس هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على ثكنة "راموت نفتالي" وأصابت أهدافها بدقة.
-
17:56
غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام مترافقة مع قصف مدفعي عنيف
-
17:54
طيران العدو "الاسرائيلي" يشنّ غارات على بلدات شمع والضهيرة ويارين وطير حرفا وشيحين في جنوب لبنان.
-
17:53
المقاومة في جنوب لبنان: استهدف عناصرنا عند الساعة 4:45 من بعد ظهر اليوم الخميس تجمعات لجنود العدو في مستعمرة "مسكاف عام" بصلية صاروخية، كما قصفوا بالصواريخ تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في الأطراف الشرقية لبلدة مركبا في جنوب لبنان.