اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تتنامى المخاوف في منطقة اليورو من نمو "بنوك الظل" بشكل مطرد، تلك المؤسسات المالية والأنشطة التمويلية غير المنظمة التي تقدم خدمات إقراضية واستثمارية تشبه ما تقدمه البنوك التقليدية، ولكن دون الخضوع لنفس القواعد واللوائح الصارمة.

ويشير خبراء اقتصاد إلى أن هذا القطاع "الظل" يشكل تهديداً متزايداً للاستقرار المالي في منطقة اليورو، حيث أن نموه السريع يخفي مخاطر جسيمة قد تنكشف بشكل مفاجئ، كما حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وفي هذا السياق، حذر مسؤولون كبار في البنك المركزي الأوروبي من مخاطر "بنوك الظل" ودعوا إلى اتخاذ خطوات حاسمة لتنظيمها والحد من مخاطرها، ولكن، ما هي الخطوات التالية التي يجب اتخاذها لمعالجة هذه المخاطر؟ هل حان الوقت لفرض قيود صارمة على "بنوك الظل"؟

ما هي بنوك الظل؟

نظام الظل المصرفي أو ما يُعرف أحياناً ببنوك الظل (Shadow Banking System) هو نظام مالي موازي يشمل مجموعة متنوعة من المؤسسات المالية والأنشطة التمويلية التي تؤدي وظائف تشبه إلى حد كبير وظائف البنوك التقليدية، ولكنها ليست تحت نفس القوانين واللوائح الرقابية التي تنطبق على البنوك التقليدية.

روابط غير شفافة

إليزابيث ماكول، عضو المجلس الإشرافي للبنك المركزي الأوروبي حذرت من أن النمو "الملحوظ" للصناديق الخاصة وغيرها من مصادر التمويل خارج البنوك المنظمة يشكل أكبر تهديد لاستقرار النظام المالي لمنطقة اليورو، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" واطلعت عليه سكاي نيوز عربية.

ونقلت الصحيفة عن ماكول قولها: "هناك بالتأكيد أضواء تحذير أمامنا، المجال الأكثر شيوعاً هو الذي يحتمل أن تكون رؤيتنا فيه الأقل والذي يمكن أن تتحرك فيه الأمور بشكل أسرع من ديناميكيات الائتمان المعتادة - أي سوق الوسطاء الماليين غير المصرفيين".

ووفقاً للمفوضية الأوروبية، احتفظ الوسطاء الماليون غير المصرفيين، الذين يطلق عليهم غالباً "بنوك الظل"، بأصول بقيمة 42.9 تريليون يورو في الربع الثالث من العام الماضي، مقابل 38 تريليون يورو تحتفظ بها البنوك التقليدية.

وتعبيراً عن قلقها أضافت ماكول: "إن نمو القطاع منذ الأزمة المالية العالمية كان ملحوظاً وشيئاً يقلقنا دائماً، هذا الأمر خارج نطاق إشراف البنوك والرقابة عليها"، مشددة على أن الروابط غير الشفافة بين هذا القطاع والبنوك من خلال اتفاقيات إعادة الشراء أو خطوط الائتمان أو المشتقات تثير مخاوف بشأن "ما يترجم ذلك إلى مخاطر منهجية".

نظام الظل المصرفي يشكل خطراً؟

"تتمثل أحد المخاوف الرئيسية بالافتقار إلى الشفافية، وهو ما يخلق (ثقوباً سوداء) في البيانات المالية ما يجعل من الصعب على الجهات التنظيمية تتبع المخاطر وإدارتها، ويمكن أن يؤدي هذا التعتيم إلى مشاكل كبيرة، كما اتضح من انهيار شركة (أركيغوس كابيتال مانجمنت) عام 2021، والذي أدى إلى خسائر كبيرة لبنك ريدي سويس".

يسلط البنك المركزي الأوروبي الضوء على النمو الملحوظ للصناديق الخاصة وغيرها من الوسطاء الماليين غير المصرفيين باعتباره أكبر تهديد للاستقرار المالي في منطقة اليورو، وليس هناك شك في أن التوسع السريع لقطاع بنوك الظل، إلى جانب طبيعته الغامضة، يجعل من الصعب على الجهات التنظيمية مراقبة وإدارة المخاطر بشكل فعال، بحسب تعبيره. 

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تحت صدمة أمنيّة جديدة بعد استهداف الحوثيين «تل أبيب» ماذا ينتظر المنطقة؟ وهل يشهد شهرا آب وايلول تصعيداً عسكرياً على كلّ الجبهات؟ المقاومة تقصف لأول مرّة 3 مُستعمرات جديدة