اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يحدث صديقتي ان ينهض الطفل ليلاً من النوم مذعوراً ويبدأ في البكاء، فالليل والوحدة والصور الاخيرة من حلمه المزعج، مشاكل لا يستطيع تحملها. بعض الاختصاصيين يؤكد أن صوت الأم الدافىء وذراعيها الدافئين هي الشروط الاساسية لاستعادة الواقع المقبول لديه وليس الطعام مثلاً، ففي هذه الحالة هو يطلب نجدة وليس طعاماً. من الطبيعي ان تترك الأم طفلها عند صديقتها او احدى قريباتها او جارتها مثلاً، ففي هذه الحال يقول علم النفس كاختصاصية في علم النفس للاطفال: ان الطفل وحتى مرحلة البلوغ يعاني من عقدة الخوف من تركه في عالم غريب عنه. ولمواجهة تلك العقدة، ينصح بمشاركة الطفل في التعرف الى جميع الأماكن التي يمكن ان يترك فيها أو يؤخذ اليها حتى لا يشعر بأنه منفي.

الخوف من الألم: في السنة الثانية أو الثالثة من عمره، قد يعرف الطفل مسبقاً أننا سنعطيه حقنة مثلاً، فهذا الاحساس يفجر دموعه ويطلق العنان لصرخاته. في هذه الحالة يطلب من الأم وقبل اعطائه الحقنة أن تقوم أمامه بحركات مهدئة توحي له بالطمأنينة وخاصة ضحكتها التي هي افضل بلسم لالم الطفل، فيزول خوف الطفل.

القسوة المطلقة والحنان المطلق: الاختصاصيون يرون أن هاتين الطريقتين لهما من المساوىء ما يلغيهما. فالقسوة المطلقة تدفع بالطفل الى الارتماء في متاهات الكبت والخوف من الآخرين. اما الحنان المطلق فانه يضعف قدرة الطفل على حل مشاكله بنفسه ويبقى على هذه  الحالة حتى سن البلوغ. لذا اعتماد الملاطفة هو الحل الوسط وخاصة عندما يصيب الألم الروح بدل الجسد. وذراعا الام يمكن ان يعزلا الطفل عن كل ما يحيط به من مضايقات ويعيدا اليه الثقة بالحياة. واخيراً صديقتي، ان طفلك هو كل شيء في الحياة وبه نبني مجتمعا راقيا. ان دموع الطفل كمطر الربيع يهطل بسرعة وتختفي آثاره بسرعة اكثر. فذراعاك هما صمام أمان لطفلك وكلما كبرت تغيرت المقاييس، عندئذ تستبدل حرارة ذراعيك بكلمات دافئة منك وتمتمة شفاء صادرة من أعماق قلبك المفعم حباً وعاطفة. احساسك وعاطفتك هما ملك لطفلك، والأهل وجدوا ليُشعروا الطفل بالأمان.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين