اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يُهيىء رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بمزيد من المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين في غزة، الطريق نحو إنهاء المفاوضات لا إنهاء الحرب، وبذلك يكون قد وصل الى الرابع والعشرين من تموز تاريخ خطابه أمام الكونغرس الأميركي، ولحظة انتهاء مهلة مماطلته لجولة المفاوضات الحالية، ليُعلِن بعدها فشلها أو يرفع سقف شروطه ليُكمل تَعثّرها أكثر، كما هو متوقع.

كان واضحاً من بداية هذه الجولة من المفاوضات أن نتيجتها ستكون كسابقاتها، باعتبار أن الظروف والمواقف والنوايا "الإسرائيلية" هي نفسها، لكن كل مرة يكون نتنياهو مُحرَجاً أكثر ويقف بين مجموعة متناقضات، أطرافها الموالاة والمعارضة والرأي العام "الإسرائيلي" وأميركا ونتنياهو نفسه، فيضطر الى انتظار لحظة معينة ليقول إن المفاوضات وصلت الى حائط مسدود ، لأن مصلحته تقتضي أن لا تصل المفاوضات الى نتيجة، خاصة وكما بات معروفاً أن وقف إطلاق النار يُشكِّل خطراً على حكومته، وبالتالي ليس فقط على مستقبله السياسي وإنما على مصيره.

مشروع اليمين المتطرف في الكيان هو نسف المفاوضات واستكمال التصعيد، فرأيه يصب في خانة عدم حصول حركة حماس على أي مكسب، لا بل أكثر من ذلك فإن فكرة إنهاء الحرب تُعتبر سيئة بالنسبة له وحماس لا زالت موجودة، وهذا رأي نتنياهو أيضاً الذي لا يُناسبه إعلان وقف إطلاق النار دون تحقيق أهدافه التي أعلنها في بداية الحرب، والتي لن تتحقق مهما طالت مدّتها، لذا إطالة المعركة هي بمثابة تأجيل لنهاية تنتظره.

تنقسم الآراء المُعلَنة في "إسرائيل" الى قسمين: معارضة تريد إعادة الأسرى، ونتنياهو ومعه اليمين يُريدان إكمال الحرب حتى لو تم التخلّص من كل الأسرى الذين باتوا عبئاً على رئيس الوزراء، لكن هذا الإنقسام بشكله الحالي، حتى ولو دعّمته المعارضة بتحركات شعبية، لا يؤثر على الحكومة، وبالتالي على القرارات المتعلِّقة بالحرب، لأن الحكومة لا تَسقط في الشارع وإنما وفق الآليات الدستورية. لذا تُعتبر أزمة المتدينين تُشكِّل خطراً على حكومة نتنياهو، لأن اتخاذ قرار تجنيدهم في الجيش يُمكن أن يؤدي الى إستقالتهم من الحكومة، وبالتالي إسقاطها وهذا يُعتبر دافعاً سياسياّ كبيراً للمعارضة للمطالبة به في هذا التوقيت، رغم أن هذا الخلاف بدأ قبل الحرب، إلا أنها اليوم تُحاول أن تستثمره لصالحها.

أما الأميركي الذي تراجع عن قراره وسلّم "الإسرائيلي" شحنات الأسلحة التي قيل أنه علّقها في وقت سابق، يؤكد بكل خطوة يقوم بها بأنه مع الغرب يؤمّن غطاءً دولياً لـ"إسرائيل"، فأين أصبح قرار المحكمة الجنائية الدولية المتعلّق بمحاكمة نتنياهو؟ وأين أصبح قرار محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالقضايا المرفوعة ضد "إسرائيل" بحربها على غزة، التي تجاوزت فيها كل المعايير الإنسانية؟

إذاً، عاد الموقف الدولي ليُريح الكيان بعد تراجع الضغط الذي مارسوه عليه ولو بالمواقف المعلَنة، بفعل التظاهرات التي حصلت ببلادهم والتي أدت الى تراجعهم بتراجعها، لكن ارتياح "تل أبيب" للموقف الدولي يُقابله قلق كبير في الميدان من غزة الى كل جبهات الإسناد، الذي فعلياً هو الذي يُحدِّد مصير الحرب، وهو الذي يجعلها عالقة بين عدم إمكانية الإتفاق وعدم إمكانية توسيع الحرب، وهو الذي يفرض عليها التفكير بحل سياسي بدل العسكري في جبهة جنوب لبنان... 

الأكثر قراءة

الرصاصة التي قتلت جو بايدن