اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


التدخين، تلك العادة الضارة التي تقود إلى سلسلة من المخاطر الصحية، لا تقتصر أضرارها على الرئتين والقلب فحسب، بل تمتد لتشمل أيضًا صحة الدماغ والقدرات المعرفية.

وجدت دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعة كوليدج لندن، أن التدخين قد يكون من بين أهم عوامل نمط الحياة التي تؤثر على مدى سرعة تراجع مهاراتنا المعرفية مع تقدمنا​ في العمر. حللت الدراسة بيانات 32 ألف بالغ، تتراوح أعمارهم بين 50 عاما أو أكثر، من 14 دولة أوروبية أجابوا على استطلاعات على مدى 10 سنوات.

ودرس الباحثون كيفية اختلاف معدلات التدهور المعرفي بين كبار السن الأصحاء معرفيا، وأولئك الذين لديهم مجموعات مختلفة من السلوكيات المرتبطة بالصحة، بما في ذلك التدخين والنشاط البدني واستهلاك الكحول والتواصل الاجتماعي.

وقُيّمت الوظيفة الإدراكية تبعا لأداء المشاركين في اختبارات الذاكرة والطلاقة اللفظية. ووجد فريق البحث أن التدهور المعرفي كان أسرع لدى الأشخاص المدخنين، كما ارتبط التدخين بانخفاض الدرجات المعرفية بنسبة 85% على مدى 10 سنوات.

هذا وأوضحت الدراسة أن هذه النتائج استثنت المدخنين الذين كان لديهم أسلوب حياة صحي في جميع المجالات الأخرى، أي أنهم مارسوا التمارين الرياضية وتواصلوا اجتماعيا بانتظام.

وقالت المعدة الرئيسية للدراسة، الدكتورة ميكايلا بلومبرغ: "دراستنا قائمة على الملاحظة، لذلك لا يمكن تحديد السبب والنتيجة بشكل قاطع، ولكنها تشير إلى أن التدخين قد يكون عاملا مهما بشكل خاص في التأثير على معدل الشيخوخة المعرفية. تشير الأدلة السابقة إلى أن الأفراد الذين ينخرطون في سلوكيات صحية أكثر، لديهم تدهور إدراكي أبطأ. ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كانت جميع السلوكيات ساهمت بالتساوي في التدهور المعرفي، أو ما إذا كانت هناك سلوكيات محددة تؤدي إلى هذه النتائج".

وأضافت: "بالنسبة للأشخاص غير القادرين على التوقف عن التدخين، تشير نتائجنا إلى أن الانخراط في سلوكيات صحية أخرى مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، قد يساعد في تعويض الآثار المعرفية الضارة المرتبطة بالتدخين".

آثار التدخين السلبية على الدماغ

- تقلص حجم الدماغ: يُؤدي التدخين إلى تقلص حجم الدماغ، خاصة في مناطق مهمة للذاكرة والتعلم والتحكم في المشاعر.

- انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ: يُعيق التدخين تدفق الدم إلى الدماغ، مما يُقلل من حصوله على الأكسجين والمغذيات الضرورية لعمله بشكل سليم.

- التأثير على الناقلات العصبية: يُؤثر التدخين على توازن الناقلات العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين، مما قد يُسبب اضطرابات المزاج والاكتئاب.

- زيادة الالتهاب: يُحفز التدخين الالتهاب في الدماغ، مما يُساهم في تلف الخلايا العصبية وتدهور وظائفها.

أهمية الإقلاع عن التدخين للحفاظ على صحة الدماغ

- تحسين الذاكرة والتركيز: يُساعد الإقلاع عن التدخين على تحسين الذاكرة والتركيز والقدرة على التعلم.

- تقليل خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي: يُقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل مرض الزهايمر.

-  تحسين الصحة العامة: يُساهم الإقلاع عن التدخين في تحسين الصحة العامة بشكل عام، بما في ذلك صحة القلب والرئتين والجهاز المناعي.

في الختام، يُعد التدخين عدوا لدودا لصحة الدماغ والقدرات المعرفية. ولتجنب مخاطر التدهور المعرفي وسوء الصحة، يُنصح بالإقلاع عن التدخين نهائيا للحفاظ على صحة الدماغ والجسم بشكل عام.

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تحت صدمة أمنيّة جديدة بعد استهداف الحوثيين «تل أبيب» ماذا ينتظر المنطقة؟ وهل يشهد شهرا آب وايلول تصعيداً عسكرياً على كلّ الجبهات؟ المقاومة تقصف لأول مرّة 3 مُستعمرات جديدة