اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعدّ الأمعاء من أهم أعضاء الجسم وأكثرها تعقيدًا، فهي ليست مجرد أنبوب لهضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية، بل هي أيضًا موطن لمليارات البكتيريا النافعة التي تُشكل ما يُعرف باسم "ميكروبيوم الأمعاء". يؤدي هذا الميكروبيوم دورًا حيويًا في صحتنا العامة، بدءًا من الهضم المناعي ووصولًا إلى صحة الدماغ والمزاج.

وفي هذا الصدد، أعلنت الدكتورة إيميلي ليمنغ خبيرة التغذية البريطانية، أن تناول الألياف والقهوة والنشاط البدني المنتظم والنوم الجيد يساعد على زيادة تنوع البكتيريا في الأمعاء وتحسين وظيفتها. ووفقا للخبيرة، يمكن أن يكون ميكروبيوم الأمعاء غير المتوازن عامل خطر للإصابة بالخرف ومرض باركنسون والاكتئاب والقلق والأمراض الأيضية (مثل داء السكري).

وقد أكدت ذلك نتائج العديد من الدراسات، لأن قدرة ميكروبيوم الأمعاء على التأثير في الحالة المزاجية، ومقاومة الإجهاد، والصحة الجسدية والعقلية، تعود إلى محور الأمعاء والدماغ. ويشير هذا المصطلح إلى منظومة الغدد العصبية الصماء ثنائية الاتجاه التي تربط بين الجهاز العصبي المركزي والجهاز الهضمي.

ووفقا للخبيرة، يساعد ميكروبيوم الأمعاء السليم على تحسين مؤشرات الذاكرة والانتباه والتعلم والصحة النفسية والحالة الصحية العامة. ولزيادة التنوع البكتيري وتحسين وظيفة الأعضاء، يجب تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف (الألياف النباتية المفيدة)، الموجودة في الخضر والفواكه والبقوليات والحبوب. لأنه وفقا لدراسة نشرت عام 2023، كل 5 غرامات من الألياف المستهلكة يوميا تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 5 في المئة.

وتشير الخبيرة إلى أنه من الضروري اتباع جدول محدد للنوم واليقظة وممارسة الرياضة بصورة منتظمة لأن تغير موعد النوم مدة 90 دقيقة يرتبط بزيادة البكتيريا المسببة للأمراض في الأمعاء. أما النشاط البدني فيساعد على زيادة تدفق الدم إلى الأمعاء والدماغ، ما يزودهم بالمواد المغذية اللازمة والأوكسجين.

ووفقا لها، تناول فنجانين من القهوة يوميا له تأثير إيجابي في الأمعاء، وقد أظهرت دراسات علمية أن تركيب ميكروبيوم الأمعاء لدى الأشخاص الذين يتناولون القهوة بانتظام أكثر تنوعا. وقد يرجع هذا التأثير المفيد على الأرجح، إلى احتواء القهوة على نسبة عالية من مادة البوليفينول (مركبات نشطة بيولوجيا مفيدة مضادة للالتهابات) والألياف.

العوامل التي تؤثر في صحة الأمعاء

- النظام الغذائي: يلعب النظام الغذائي دورًا رئيسيًا في صحة الأمعاء. فالنظام الغذائي الغني بالألياف والمضادات الحيوية يساعد على تعزيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، بينما يُمكن أن يُؤدي النظام الغذائي الغني بالدهون والسكري إلى زيادة نمو البكتيريا الضارة.

- الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية: تُقتل المضادات الحيوية البكتيريا الضارة والنافعة على حدٍ سواء. لذا، فإن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يمكن أن يُؤدي إلى اختلال توازن الميكروبيوم المعوي، مما قد يؤثر في صحة الأمعاء بشكل سلبي.

- التوتر والقلق: يمكن أن يُؤثر التوتر والقلق في صحة الأمعاء بشكل سلبي. فالتوتر يُؤدي إلى إفراز هرمونات الكورتيزول، التي تؤثر في وظائف الأمعاء وتُقلل من نمو البكتيريا النافعة.

- قلة النوم: يُعدّ النوم ضروريًا لصحة الأمعاء. فالنوم يُساعد على تنظيم إفراز هرمونات الجوع والشبع، كما أنه يعزز وظائف الجهاز المناعي.

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تحت صدمة أمنيّة جديدة بعد استهداف الحوثيين «تل أبيب» ماذا ينتظر المنطقة؟ وهل يشهد شهرا آب وايلول تصعيداً عسكرياً على كلّ الجبهات؟ المقاومة تقصف لأول مرّة 3 مُستعمرات جديدة