اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مرحلة المراهقة هي فترة انتقالية حساسة يمر بها الفرد، حافلة بالتغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية الهائلة. وخلال هذه الرحلة، يواجه المراهقون تحديات فريدة من نوعها يمكن أن تؤثر في صحتهم النفسية.

تمثل الصحة النفسية الجيدة للمراهقين أساسًا لنموهم المتكامل، فهي لا تؤثر فقط في صحتهم العاطفية بل تمتد لتشمل نموهم المعرفي والاجتماعي. كلما كان المراهق يتمتع بصحة نفسية أفضل، زادت قدرته على التعلم وتكوين علاقات صحية وتحقيق ذاته والمضي نحو تحقيق أهدافه.

ولكن كيف يمكننا دعم المراهقين خلال هذه الفترة الحرجة؟ مفتاح الأمر يكمن في التواصل الفعال. بادروا بإيجاد حوار مفتوح وصريح مع أبنائكم المراهقين، استمعوا اليهم باهتمام وتعاطف دون إصدار أحكام مسبقة. عبروا لهم عن حبكم ودعمكم غير المشروط، فهذا الشعور بالقبول هو الأرضية الصلبة التي ينطلقون منها لمواجهة تحديات الحياة.

بجانب التواصل، فإن توفير بيئة آمنة وداعمة أمر لا يقل أهمية. احترموا خصوصية المراهق واحتياجاته الخاصة، وضعوا قواعد واضحة ومتسقة للتعامل. شجعوهم على التعبير عن مشاعرهم بحرية، وخلقوا مساحة آمنة لهم لمشاركة أفكارهم وتجاربهم دون خوف من الانتقاد.

لا تقتصر رعاية المراهقين على توفير المأوى والطعام، بل تشمل أيضًا المشاركة الفعالة في حياتهم. اقضوا الوقت معهم في ممارسة الأنشطة التي يفضلونها، سواء كانت رياضية أو فنية أو حتى مجرد قضاء وقت ممتع مع العائلة. شجعوهم على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والرياضية، وشاركوا معهم في الفعاليات المدرسية والمجتمعية. كل هذه الخطوات تساعدهم على بناء مهارات اجتماعية جديدة وتكوين صداقات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

لكن ماذا يحدث إذا ظهرت على المراهق علامات تدل على وجود مشكلة نفسية؟ هناك بعض الاضطرابات النفسية التي قد يواجهها المراهقون، مثل اضطرابات المزاج التي تتضمن الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل التي تشمل فقدان الشهية العصبي والشراهة العصبية. كذلك، قد يظهر لديهم اضطرابات سلوكية مثل السلوك المعارض أو العدواني أو حتى تعاطي المخدرات.

إذا لاحظتم على المراهق علامات مثل التفكير في الانتحار أو إيذاء النفس، أو الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، أو التغيرات المفاجئة في المزاج أو السلوك، أو الإهمال في النظافة الشخصية أو المظهر الخارجي، فلا تترددوا في طلب المساعدة المهنية. تذكر دائمًا أن السلوك المؤثر في قدرة المراهق على الدراسة والعيش بشكل طبيعي وبناء علاقات صحية يستدعي استشارة اختصاصي صحة نفسية.

تأثير الأزمات النفسية في جوانب حياة المراهق

-  الشعور بالحزن والاكتئاب: قد يُعاني المراهق من مشاعرٍ عميقةٍ من الحزن وفقدان الأمل، مما قد يدفعه إلى الانعزال عن الآخرين والتوقف عن ممارسة الأنشطة التي كان يُحبّها.

-  الشعور بالقلق والخوف: قد يعاني المراهق من نوباتٍ متكررةٍ من القلق دون سببٍ واضح، مما قد يؤثّر في قدرته على التركيز والدراسة والنوم.

-  الشعور بالغضب والعدوانية: قد يُصبح المراهق أكثر عصبيةً وسرعةً في الانفعال، ممّا قد يؤدي إلى سلوكياتٍ عدوانيةٍ تجاه الآخرين.

-   فقدان الثقة بالنفس: قد يصبح المراهق منتقدًا لنفسه بشكلٍ قاسٍ، مما يؤثّر في شعوره بالقيمة الذاتية وثقته بنفسه.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت