اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يسعى الاهل دائماً الى توجيه طفلهما في السنوات الاولى من عمره وتختلف الطريقة بين عائلة واخرى. ونحن في مجتمعنا ننظر الى الطفل نظرتنا الى شخص الكبير ونطالبه بما هو فوق طاقته ولا نهتم بحاجاته الخاصة.

وهذا الطفل هو مصدر جاه وفخر للعائلة ونجاحه يعكس نجاحها وعيوبه تعكس عيوبها. وهكذا ترانا نسعى الى ان يكون لنا الطفل الممتاز المطيع ولا نقبل ان يكون طفلنا مختلفاً عن غيره وله قدراته ومميزاته الخاصة.

وتختلف طرق التوجيه بصورة عامة. فمن الاهل من هو صارم شديد لا يسمح بالخطأ. ويعاقب الطفل بشدة قد تصل الى الضرب المبرح احياناً. وهناك النقيض الآخر لهذا الاسلوب. فنرى في عالمنا الحديث كثيراً من الاهل يتركون لاطفالهم حرية التصرف كاملة. فما هو الصواب؟

ان الطرفين مخطىء، فالطفل يجب ان يشعر بعدم اكتراث أهله له وهو بحاجة الى من يرسم حدوداً لتصرفاته. ويعتبر هذا الامر تعبيراً عن حب أبويه له واهتمامهما به الاهتمام الكافي، لاشعاره بالامن والطمأنينة. الحل الافضل اذن هو الطريق الوسط وهو الطريق الاصعب بل ريب، لانه يعني من ناحية  توفير الحرية في بعض الامور، كحرمة اللعب وعدم الاهتمام للنظافة اثناء ذلك الوقت، ومن ناحية ثانية فرض الحدود اللازمة لجعل بعض التصرفات ممنوعة وقابلة للقصاص. هذا نوع من التدريب الذي هو الطريق الصحيح للتربية. ولكنه يتطلب صبراً وثباتاً من الام بصورة خاصة. ونعني بالتدريب تعويد الطفل عادات حسنة في كل مجالات حياته الصغيرة، في الاكل والنوم واللعب الخ... عادات لا معنى لها بالنسبة اليه في مطلع حياته الحالة حتى سن البلوغ. لذا اعتماد الملاطفة هو الحل الوسط، وبخاصة عندما يصيب الألم الروح بدل الجسد. وذراعا الام يمكن ان يعزلا الطفل عن كل ما يحيط به من مضايقات ويعيدا اليه الثقة بالحياة. واخيراً صديقتي، ان طفلك هو كل شيء في الحياة وبه نبني مجتمعاً راقياً. ان دموع الطفل كمطر الربيع يهطل بسرعة وتختفي آثاره بسرعة أكثر. فذراعاك هما صمام امان لطفلك وكلما كبرت تغيرت المقاييس، عندئذ تستبدل حرارة ذراعيك بكلمات دافئة منك وتمتمة شفاء صادرة من أعماق قلبك المفعم حباً وعاطفة، احساسك وعاطفتك هما ملك لطفلك، والأهل وجدوا ليُشعروا الطفل بالأمان.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت