لسان حال الناس في لبنان، ليت يعود الوضع كما كان منذ نصف قرن، ويشاركهم في هذه الأمنية جميع الناس في الكيانات السورية، وبذلك يعترفون أن ما مضى من أعمارهم لم يكن جسرا للعبور الى الأمام بل مهوارا ساقهم الى الوراء.
يفكر أصحاب الرأي والألقاب في لبنان وكيانات سوريه الطبيعية من خارج سلّم الارتقاء والتطور، فلم تعد تشبع غليلهم سايكس بيكو ولا نظرية الوحدة القائمة على التنوع المتناقض، أعجبتهم الفقاقيع العائمة على سطح الماء من المشترك بين أنواع السمك التي هي في جهوزية دائمة لخوض حروب إثبات الحقوق والمصالح. هؤلاء الناس حقنهم الأجنبي بحقنة ملونة جعلتهم ينفصلون عن الواقع ويفكرون من خارج ثقافة التفاعل والتكامل.
كم نشبه أولئك الذين وقفوا على شواطي المسابح وراحوا يرمون فتاة الخبز لتجتمع الأسماك على نيل حصصها وتعود الى معركة إثبات وجودها داخل المسابح.
كيف ننجو ونحن نتزود بالزاد المسرطن، ونمشي على طريق المقبرة.
كيف ننجو ونحن دخلنا موج البحر دون أن نتعلم السباحة.
بعضنا يتكبر على التاريخ، فينساه التاريخ، وينسى أن من يتكبر على التاريخ يقع على رأسه شك، وبعضنا انتقى من التاريخ ما يتناسب مع غرائزه فأُصيب بالمرض الخبيث، بعضنا آمن بأن التاريخ يعيد نفسه فأراد تكرار حوادثه فأصابه مرض المراوحة في المكان، وقلة قليلة تعاملت مع التاريخ للدروس والعبر وأُصيبت بمرض الفرادة فتعثرت وتفركشت.
بعضنا لم يعد يبغي سوى السلامة وسلامة الصحة ووفرة الطعام والماء والدواء ورفاهية تأمين المحروقات من غاز ومازوت وبنزين أما ما بقي فلا نحتاج اليه، فقد استبدلنا رُقي الحياة بسخافة العيش وهو راض عن عودة لا يملك فيها سوى خفي حُنين.
لست أدري لماذا علينا أن نخرج من الأزمات تسللا وندخلها تسللا، لماذا ندخلها دون أن نعرف لماذا؟ ونخرج منها بإرادة الآخرين وليس بإرادتنا، أهي الطفولة؟ أم المراهقة؟ أم القصور في التفكير. لا اعرف لماذا علينا ان نكون الكرة وعلى الآخر ان يكون اللاعب!
لأننا نجهل طرح الأسئلة نفشل في استحضار المخارج.
لأننا نُكثر من العناوين ونجهل علم التفاصيل نخرج عن محور التطور والارتقاء، وتموت العناوين قبل ان تصبح في حيز الوجود. فمن أبشع المعتقدات السائدة في بلادنا معتقد ان الشيطان يسكن في التفاصيل، مع العلم انه لا يمكن حصول تفاعل حقيقي يؤدي الى صياغة مخارج دون البحث في التفاصيل
عندما تغيب مفاتيح النهضة وتتعطل حركة بعثها، يصبح من الطبيعي ان تحضر مفاتيح العودة الى الوراء وتفتح جميع الأبواب.
يتم قراءة الآن
-
حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان
-
إيران: الانفجار الكبير أم التسوية الكبيرة؟
-
العلويّون ضحايا العلويين
-
"Soft landing" فرنجية : فتّش عن المحيطين "كفانا خسارة"! جنبلاط نسق مع بري وقطع الطريق على جعجع القوات تنتظر بري وناقشت كلّ الخيارات منها المقاطعة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
17:59
مساعد الرئيس الروسي: الرئيس بوتين سيلتقي ببشار الأسد ولكن لم يتم تحديد الموعد بعد
-
17:52
مصدر في الكرملين: روسيا تلقت مقترحات لاستضافة محادثات بين بوتين وترامب من دول مختلفة
-
17:51
الكرملين: موسكو تجري اتصالات مع السلطات السورية الجديدة على المستويين الدبلوماسي والعسكري
-
17:39
التحكم المروري: انقلاب بيك آب على اوتوستراد البترون باتجاه بيروت سبب بازدحام مروري تتم المعالجة من قبل دراج مفرزة سير اميون
-
17:30
حزب الله: تولي الدكتور الحاج يوسف الزين مسؤولية العلاقات الإعلامية خلفاً للشهيد الإعلامي الحاج محمد عفيف وذلك ضمن استكمال المسيرة الإعلامية.
-
16:16
حركة المرور كثيفة على اوتوستراد الدورة باتجاه جونية