اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعدّ الأنسولين هرمونًا هامًا ينظّم نسبة السكر في الدم، ويؤدي دورًا رئيسيًا في استقلاب الغلوكوز. يُفرز الأنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس استجابةً لارتفاع مستويات السكر في الدم، مثل بعد تناول الطعام.

يُستخدم تحفيز الأنسولين، المعروف أيضًا باسم العلاج بالأنسولين، بشكل أساسي لعلاج مرض السكري، حيث يساعد على خفض مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، فإن تحفيز الأنسولين ليس خاليًا من المخاطر، ويجب على الأشخاص الذين يتلقون هذا العلاج أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة.

وفي هذا السياق، توصلت دراسة جديدة إلى أن بعض الأشخاص ينتجون المزيد من الأنسولين استجابة للبروتينات والدهون مقارنة بالكربوهيدرات.

وتشير النتائج إلى أن إنتاج الأنسولين يختلف من شخص لآخر بتفاوت أكثر مما كان يُعتقد في البداية، وهو الاكتشاف الذي يمهد الطريق لعلاج كل حالة على حدة من خلال نظام غذائي محدد. ومع هضم الطعام وإطلاق العناصر الغذائية، تفرز خلايا الجزر في البنكرياس الأنسولين لدفع سكر الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه كطاقة. والمحرك الرئيسي لإفراز الأنسولين هو الغلوكوز، الذي ينتج عند تكسير الكربوهيدرات. لكن ما زال التأثير، الذي يمكن أن يحدث بسبب الفئات الرئيسية الأخرى من المغذيات الكبرى مثل البروتينات والدهون، في إنتاج الأنسولين غير مستكشف نسبيًا.

وأجرى باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا أول دراسة واسعة النطاق تقارن كيف ينتج الأشخاص المختلفون الأنسولين استجابة لكل من المغذيات الكبرى الثلاثة واكتشفوا أنه بالنسبة لبعضهم، فإن البروتينات والدهون لها تأثير أقوى من الغلوكوز.

من جانبه، قال جيمس جونسون، أستاذ العلوم الخلوية والفسيولوجية في جامعة كولومبيا البريطانية والباحث المشارك في الدراسة: إن "الغلوكوز هو المحرك المعروف للأنسولين، لكن تكمن المفاجأة في اكتشاف مثل هذا التباين العالي، حيث أظهر بعض الأفراد استجابة قوية للبروتينات، والبعض الآخر للدهون، والتي لم يتم وصفها من قبل".

بدورها، قالت جيلينا كوليك، الباحثة المشاركة في مختبر جونسون بجامعة كولومبيا البريطانية والباحثة الرئيسية للدراسة: "يتحدى هذا البحث الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن الدهون لها تأثيرات ضئيلة على إطلاق الأنسولين لدى الجميع"، مشيرة إلى أنه "مع فهم أفضل للدوافع الفردية لإنتاج الأنسولين لدى الشخص، يمكن تقديم إرشادات غذائية مخصصة من شأنها أن تساعد الأشخاص على التحكم في مستويات السكر في الدم والأنسولين بشكل أفضل".

وتابعت: "إن هذا يعزز حقا من صحة فرضية أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين يمكن أن يكون لها فوائد علاجية لمرضى السكري من النوع 2 ويسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث في إفراز الأنسولين المحفز بالبروتين".

هذا ويقول الباحثون إنه في المستقبل يمكن استخدام الاختبارات الجينية لتحديد ما إذا كانت استجابة الأنسولين لدى شخص ما ناجمة عن عنصر غذائي معين.

وفي الوقت نفسه، يأملون في مواصلة أبحاثهم من خلال إجراء دراسات سريرية على الأشخاص الأصحاء وأولئك المصابين بداء السكري من النوع 2 لاختبار استجابة الأنسولين للمغذيات الكبرى في بيئة واقعية.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت