اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الوقت الذي ينشغل فيها العالم بالحرب المدوية واللاإنسانية التي يشنّها الكيان الغاصب "الإسرائيلي" على قطاع غزة من جهة، توّجهت الأنظار إلى الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى، ومتابعة الأحداث والتطورّات الحاصلة في الانتخابات الرئاسية المقرّر إجراؤها يوم الثلاثاء الواقع في 5 من تشرين الثاني 2024 وترقّب ما ستؤول إليه مجريات الأمور وانعكاس نتائجها على العالم.

محاولة إغتيال ترامب

ضجّت الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بخبر محاولة إغتيال المرشّح الجمهوري والرئيس السابق الأميركي دونالد ترامب، خلال تجمّع إنتخابي حاشد، مما أدى إلى تلطيخ وجهه بالدم وإصابة أذنه عقب إطلاق النار نحو رأسه من قبل شاب يدعى توماس كروكس، والذي أعلن قبيل جريمته أنّه يكره ترامب والحزب الجمهوري.

إنسحاب بايدن من المعركة الرئاسية الأميركية

وبعد مرور أيام على واقعة الإغتيال، تفاجأ العالم بخبر سحب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ترشحه عن الحزب الديمقراطي من سباق الانتخابات الرئاسية 2024، والذي أعلن عن ترشحه لولاية جديدة لها في نيسان الماضي.

هذا الرئيس الذي صافح الهواء والتي لطالما كانت هفواته تعد ولا تحصى، حتّى شُكك بمدى صحة عقله وأهليته لاستلام رئاسة ثانية لبلد "يحكم العالم".

وأشار محللون إلى أن الرصاصات التي استهدفت ترامب، أدت إلى ارتفاع كبير في شعبية أجهضت نهائياً بايدن في الفوز، وأقنعته في النهاية تحت الضغط بالانسحاب.

من سيكون بديل بايدن؟

وبعد أن كانت كل المؤشرات تعزز التوقعات التي طالما أشارت إلى أن السباق نحو البيت الأبيض هذا العام سيكون جولة مثيرة، قال خبير في الشؤون الدولية في حديث لـ "الديار" " نحن في انتظار إتفاق سيؤدي إلى إيجاد البديل عن بايدن، والمرشّح الأقوى حظاً حتى الآن هي نائبته كامالا هاريس عن الديمقراطيين، وذلك لأن هذه الأخيرة لها الأولوية في تولّي هذا المنصب لأسباب إجرائية لها علاقة بأموال المانحين للحزب الديمقراطي التي أعطيت إلى بايدن ولها، ولأنّه في حال عدم ترشّح هذه الأخيرة، سترجع هذه الأموال إلى أصحابها".

وتابع "فإذاً إجرائياً، هاريس لها الأولية في اعتلاء المنصب الرئاسي، وهذا سيكون على حساب الآليات الديمقراطية داخل الحزب الديمقراطي، والذي سيخلق إعتراضات كثيرة، خصوصاً أن الأطراف المحسوبة على اليسار وهم "جماعة" بيرني ساندرز، الذين سيحاولون المطالبة بإعطاء أولوية للآليات الديمقراطية."

وأضاف الخبير " في كل الأحوال، الحزب الديمقراطي لديه فترة زمنية محدّدة تمتد حتى موعد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي سيعقد الشهر المقبل، ليقرّر فيها ما إذا كان يريد تعيين بديل عن بايدن، ويراهن فيها على رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي التي تستطيع أن تنتج تسويات داخل الحزب الديمقراطي حتى يتجاوز أزمته الحالية، وينتخب أجنحته مرشّح لا يكون محط للخلافات، وبيلوسي واحدة من المرشحين الذين يستطيعون توحيد الحزب."

وتابع " باختصار، لدينا في المرحلة الأولى تحدّيَين كبيرين يتمثلان أولاً في انتقاء بديل لبايدن، وهذا البديل سيكون بديل إجرائي، والثاني هو تحاشي المشاكل داخل الحزب، لأن هناك رهان على نانسي بيلوسي في أن تستطيع النجاح بعملية توحيد الأجنحة للذهاب إلى الانتخابات الرئاسية داخل بيت موحّد."

ماهو تأثير إنسحاب بايدن على العالم بالمجمل والشرق الأوسط خصوصاً؟

أمّا عن سؤال ما هو تأثير إنسحاب بايدن على العالم وخصوصاً على الشرق الأوسط أجاب الخبير " كان واضحاً أن لدى بايدن مبدأ واضح يسمى بـ "عقيدة بايدن" بخصوص الشرق الأوسط، ويتضمّن عاملين أساسيين وهما : "حل الدولتين وعملية تطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل" ويعني ذلك "الصلح الإبراهيمي" بما هو متعارف عليه. ففي غياب بايدن ستنخفض أهمية هذين العاملين عند أي رئيس أميركي مقبل وخصوصاً إذا كان الرئيس المقبل هو ترامب، فيصبح مبدأ بايدن و"عقيدة الشرق الأوسط" في خبر كان، واستراتيجية الشرق الأوسط غير واضحة، بالرغم من أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بات مقروءاً لدى العالم أجمع وما هو دوره بالمرحلة المقبلة في الشرق الأوسط."

لا أهمية لزيارة نتنياهو إلى واشنطن؟

أمّا عن زيارة نتنياهو لواشنطن في 24 الجاري وتداعياتها على الحرب في غزة قال الخبير " سيذهب نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس يدافع فيه عن وجهة نظره، وكانت أهمية هذه الزيارة وجود بايدن، والآن بعد انسحاب هذا الأخير من المعركة الانتخابية، لم يعد لزيارة نتنياهو أهمية كما كانت عليه، وذلك لأن التباين بين نتنياهو وبايدن كان فيه زخم كبير وبالتالي ستكون الزيارة شبه عادية، بحيث لم يعد لدى نتنياهو عنوان يستطيع من خلاله التحدث بشكل قوي عن مستقبل الصفقة التي تتعلّق بغزة."

وتابع " سيستمر نتنياهو بالمماطلة والهروب من توقيع أي صفقة إلى حين وصول ترامب إلى البيت الأبيض. وما هو متوقّع الآن، أن يخفّ الضغط الأميركي على بايدن، وبالتالي ترامب هو أضعف من أن يتفق على صفقة مع نتنياهو، وبالتالي نتنياهو مستمر بحربه لاعتقاده بأن مع ترامب "حليفه" ستنتقل الظروف إلى مكان أفضل له. والجدير بالذكر بأن ترامب هو من أمر بنقل السفارة الأميركية من "تل أبيب" إلى القدس، وكلا الشخصين "ترامب ونتنياهو"يفكران بنفس الطريقة في القضايا المتعلّقة بالشرق الأوسط."

تلخيص الوضع العام بـ "أربع نقاط"

وختم الخبير كلامه قائلاً " يمكن أن نلخّص الوضع العام بأربع نقاط:

أولاً: نحن أمام أزمة داخلية في الحزب الديمقراطي وهي انتخاب وتعيين البديل لبايدن كمرشح للحزب الديمقراطي في الرئاسة الأميركية، والأكثر حظاً لتولي الرئاسة هي هاريس.

ثانياً: الشخص الذي يستطيع توحيد الأجنحة في الحزب الديمقراطي هي بيلوسي.

ثالثاً: زيارة نتنياهو إلى واشنطن بالرغم من انسحاب بايدن من المعركة الرئاسية الأميركية أصبحت عادية، ولم يعد هناك إمكانية للرهان على بايدن الضعيف حالياً من أن يفرض سياسة على رئيس الوزراء "الإسرائيلي".

رابعاً: أصبح لنتنياهو ذريعة أكبر بأن يستمرّ في حربه على غزة حتى وصول ترامب إلى البيت الأبيض."

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت