اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تتجه الأنظار اليوم الأحد الى الاجتماع الرباعي الذي يُعقد في روما، ويضمّ مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين في حضور رئيس الاستخبارات "الإسرائيلية"، وذلك بهدف بحث الهدنة في قطاع غزّة، في الوقت الذي وضع فيه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو شروطاً جديدة تُعرقل التوصّل الى أي اتفاق، تتعلّق بسيطرة "إسرائيل" العسكرية المستمرة على محور فيلادلفيا، وعودة النازحين الفلسطينيين المدنيين من الجنوب الى الشمال مع تدقيق أمني "إسرائيلي" وتفتيشهم.

مصادر سياسية مطّلعة على مواقف نتنياهو تقول انّه لا يبدو أنّ أي صفقة أو أي هدنة مؤقتة ستحصل بين حركة "حماس" و "إسرائيل" قريباً، ولا وقف لإطلاق النار بالتالي عند الجبهة الجنوبية، وإن أرسل رئيس الاستخبارات الى مفاوضات روما... فالخطاب الذي ألقاه أخيراً أمام الكونغرس الأميركي في واشنطن، أكّد أنّ هذا الأخير لن يمضي في الموافقة على وقف إطلاق النار في القطاع، ما دام طلب من الولايات المتحدة الأميركية بإمداده بالمزيد من الأسلحة والمعدّات لمواصلة حربه على "حماس" وإنهائها. وهذا يعني أنّه لا ينوي إنهاء الحرب، لا في غزّة، ولا في جنوب لبنان، إنّما إطالتها وتوسيعها لتشمل لبنان. أمّا الهدف الأساسي من ذلك، فهو البقاء في السلطة، وعدم الذهاب الى السجن في اليوم التالي بعد وقف إطلاق النار.

ورأت أنّ عدم كلام نتنياهو على إبرام صفقة بينه وبين "حماس"، ومهاجمته إيران بالتالي أمام الكونغرس الأميركي، والتصفيق المتكرّر الذي حصده على كلامه "الحافل بالأكاذيب والسخيف"، على ما وصفته جهات لبنانية وإيرانية وفلسطينية، دلّ بشكل واضح، على أنّ نتنياهو ماضٍ في حربه على غزّة ولبنان، رغم الضغوطات الدولية لعدم توسيع الحرب من جهة، والتهديدات اليمنية والإيرانية ومن "حزب الله" من جهة ثانية، بضرب "إسرائيل" في حال وسّعت حربها على لبنان.

وإذ يرى البعض أنّ رئيس حكومة العدو قد حصل على "الضوء الأخضر الأميركي" للقيام بعملية أمنية عند الجبهة الحدودية مع لبنان، على ما أضافت المصادر، إلّا أنّه لم يكسب الشرعية الأميركية، ولا الدولية، لتوسيع حربه على لبنان، وخصوصاً أنّ الرئيس الحالي جو بايدن يسعى الى وقف هذه الحرب وسدّ الثغر لعدم مواصلتها أو توسيعها. علماً بأنّ الجيش "الإسرائيلي" قد ابلغ القادة السياسيين اكتمال الاستعدادات لمناورة بريّة كبيرة في لبنان.

وفي حين أنّ وقف إطلاق النار في غزّة، لن يُلزم "الإسرائيلي" بوقف المواجهات العسكرية عند الجبهة الجنوبية، على ما نقل نتنياهو للأميركيين، إلّا أنّ المصادر نفسها تحدّثت عن أنّه سيكون ملزماً بوقف إطلاق النار عند الحدود الجنوبية، كون الاستمرار في هذه المعركة غير موافق عليها دولياً في المرحلة الراهنة. كذلك فإنّ نشر الإعلام الحربي لحزب الله فيديو "الهدهد 3" أخيراً والذي أظهر بوضوح كلّ ما تحويه قاعدة "رامات- دايفيد" الجوية القريبة من الحدود اللبنانية، من شأنه جعله يُعيد التفكير في ما يريد المضي به. وهذا الفيديو يعني أنّ هذه القاعدة قد تكون الهدف الأول للحزب في حال قامت حكومة نتنياهو ببدء حربها الموسّعة على لبنان.

واعتبرت أنّ زيارة نتنياهو الى واشنطن، أتت لكيلا يُبرم أي اتفاقية مع "حماس" على هدنة مؤقتة، أو على صفقة تبادل للأسرى، خصوصاً وأنّه يجد أنّ حربه على "حماس" هي "حرب وجود"، وليست كما سائر الحروب التي قادها مسؤولون "إسرائيليون" آخرون في فترات سابقة. إلّا أنّه لو أطال مدّة هذه الحرب، فهي لن تنتهي لمصلحته، على ما يعد، ولا يعتقد، كونه لن يتمكّن من القضاء على حركة "حماس" أو قادتها، ولن يتمكّن بالتالي من احتلال قطاع غزّة، وإبقاء قوّاته فيه. فالمجتمع اادولي يرفض ما يطمح اليه نتنياهو، وإلّا لما كان يحاكم في محكمة العدل الدولية في لاهاي على ارتكابه جرائم ضدّ الإنسانية، وضد الفلسطينين في غزّة.

كذلك فإنّ نتنياهو، وفق المصادر عينها، لن ينجح في أي حرب موسّعة يشنّها حالياً على لبنان، لأنّ “حزب الله” سيردّ الصاع صاعين، ولن يدع قوّاته بالتالي تتوغّل بريّاً من بوّابة المنطقة الجنوبية. كما أنّ الدمار أو "إعادة لبنان الى العصر الحجري"، على ما يُهدّد العدو، لن يقتصر على لبنان فقط، بل سيلحق بالمستوطنات الإسرائيلية أينما كانت على الأراضي الفلسطينية، ما يجعل بقاء "الإسرائيليين" فيها يهتزّ، وقد يغادرون الى دول الخارج بأعداد كبيرة، ولا يعودون اليها أبداً.

وبرأيها، إنّ نتنياهو الذي تتحدّث بلاده عن قرب إبرام صفقة مع "حماس" لطمأنة أهالي وذوي الرهائن المحتجزين لديها، لا سيما من خلال مفاوضات روما اليوم، يحاول تأجيل الموافقة على الهدنة لأشهر طويلة بعد، أي لما بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في 5 تشرين الثاني المقبل. وتعود أسباب ذلك الى أنّه أولاً، لا يتفق مع بايدن على الصعيد الشخصي، ولا يريد بالتالي أن يعطيه "هدية" تحقيق إنجاز وقف إطلاق النار في غزّة، لأنّه يُراهن على عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في حال فوز هذا الأخير في الإنتخابات المرتقبة. وثانيا، لأنّ الكنيست سيدخل في العطلة الصيفية في أوائل آب المقبل، لفترة تستمر ثلاثة أشهر، وخلالها لن يتمكّن هذا الأخير من إقالته أو و إسقاط حكومته، الأمر الذي سيبقيه على رأس الحكومة أقلّه حتى تشرين الأول المقبل. وخلال هذه الفترة يستطيع أن يتخذ القرارات التي يريدها، من مواصلة حربه على غزّة، أو توسيعها على لبنان.

غير أنّ قرار توسيع الحرب على لبنان، والذي يريد نتنياهو اتخاذه بشدّة، على ما أشارت المصادر ذاتها، لن يكون بالسهولة التي يعتقدها، بل قد تكون مفاعيله إسقاط حكومته من الداخل، على ما تتوقّع، لا سيما إذا ما كانت ضربته فاشلة. ولهذا، يبدو أنّه لن يبقى أمامه سوى المراوغة والكذب، واستمرار ارتكاب المجازر وقتل الفلسطينيين المدنيين، ما دام بعيداً عن أي إدانة دولية له. والسؤال المطروح هنا: أي حرب موسّعة يسعى اليها نتنياهو مع "حزب الله"، وقد دخل في حربه مع "حماس" منذ نحو 10 أشهر، من دون أن يُحقّق أهدافه، أو يصل الى حلّ يُخرجه منها؟! وهل قرار توسيعه الحرب على الحزب سيكون بمثابة "نزهة"، على ما يعتقد، أم قد يؤدّي الى حرب إقليمية في المنطقة، تُهدّد بحرب عالمية ثالثة؟! وهل يُمكنه بالتالي تحمّل تبعات هذه الحرب غير المحسوية النتائج من أجل أن يبقى فقط على رأس سلطة قد تزول من الوجود؟

 

الأكثر قراءة

اقبال متوسط وإشكالات أمنية في انتخابات الشمال عون في الكويت: نحن بحاجة لاستثمارات لا لهبات ترامب الى السعودية... سفير اميركا في «اسرائيل»: الرئيس لن يعترف بدولة فلسطينية