بانتظار جلاء الغموض الذي يحيط بفيديو نشره الإعلام الإسرائيلي عن إسقاط بارجة إسرائيلية، مسيّرة أطلقها "حزب الله" بالأمس فوق حقل "كاريش " النفطي، لا تخفى الرسائل السياسية والعسكرية من ورائها في ضوء ما كانت تهدف إليه مثل هذه العملية التي تبدو شبيهة بعمليات إطلاق مسيرات "الهدهد" فوق مراكز عسكرية إسرائيلية هي أهداف بالنسبة لـ "حزب الله"، وذلك في سياق التأكيد على جهوزيته وعلى قدرته على استهدافها، ما يجعل من مسيرة "كاريش" رسالة جديدة تهدف إلى الإعلان عن ضمّ حقول الغاز إلى بنك أهداف الحزب.
ويقرأ الرئيس السابق للوفد اللبناني المفاوض حول الحدود الجنوبية اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، في تحليق المسيرة فوق حقل إسرائيلي للغاز وإسقاطها من قبل بارجة إسرائيلية، "رسالةً غير واضحة المعالم، وخصوصاً أن هوية هذه المسيرة لم تُعلن، إذ ان حزب الله كما اليمنيين لم يعلنوا المسؤولية عن إطلاقها".
وفي حديثٍ لـ "الديار"، لا يتوقع اللواء شحيتلي أن "يعلن أي طرف مسؤوليته وخصوصاً الحزب"، مؤكداً رداً على سؤال حول دلالات هذا التطور، بأنها "خطرة جداً، لأن ما حصل هو تطور خطر وليس تطوراً عادياً، فإذا كان حزب الله قد أطلقها، فإن هذا الأمر يشير إلى وصول المواجهات إلى منعطف بالغ الخطورة، وذلك سواء كان الحزب أو أي جهة إقليمية، لأنه يعني أن قرار توسيع الحرب قد اتُخذ".
إلاّ أن اللواء شحيتلي يشكك في أن يكون "حزب الله" وراء هذه المسيرة، موضحاً أنه "من الممكن أن يكون الهدف منها هو الاستطلاع فقط، وربما توجيه رسالة تهديد من قبل الحزب إلى الإسرائيليين لوقف استهدافاتهم واعتداءاتهم بعد تصعيدهم الأخير، وذلك على غرار رسالة الهدهد التي حلقت فوق القاعدة الجوية في إسرائيل، بما معناه أن كل الأهداف هي في متناول حزب الله وفي مرمى ضرباته".
وبالتالي هل سقطت الخطوط الحمراء؟ هنا يجيب اللواء شحيتلي بأن "لا خطوط حمراء كما أعلن السيد حسن نصرالله، ولكن كل هذه المعطيات تبقى مرهونة بإعلان الحزب عن مسؤوليته عن هذه المسيّرة فوق حقل الغاز، لأنه في تلك الحالة سيكون حزب الله يعلن أن كل الأمكنة باتت مفتوحة وأن الصراع مفتوح، ولكن ذلك فقط في حال أعلن الحزب المسؤولية عن هذه المسيرة".
ويشدد اللواء شحيتلي على أهمية "التمييز ما بين المسيرة القاذفة اي التي تحمل السلاح أو المسيرة الاستطلاعية من أجل التصوير والتحليق فوق الهدف، فإذا كانت مسيّرة للاستطلاع فإن العملية تندرج في سياق لعبة تصوير القاعدة الجوية من قبل الهدهد وقد تكون ربما هدهد 4 وبالتالي تكون المواجهة مضبوطة ضمن إطار اللعبة ذاتها، وأما إذا كانت مسيّرة لضرب هدف ما قد يكون حقل الغاز، نكون دخلنا في مرحلة جديدة ووضعنا رجلنا في حقل الحرب، وخصوصاً أن إسرائيل هددت الحزب بالأمس، ولذلك فقد يكون يرد المسيّرة فوق حقل كاريش وإطلاق رسالة تهديد واضحة أن الحزب قادر على إصابة كل الأهداف في إسرائيل".
ولم يتوقع اللواء شحيتلي صدور بيان عن هذه العملية، مؤكداً أن الهدف هو "عدم إراحة العدو، بل على العكس فإن باب الاحتمالات سيبقى مفتوحاً وكذلك واقع الحيرة والشكوك حول العملية برمتها وتهديد حقول الغاز الإسرائيلية".
يتم قراءة الآن
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
فضيحة "Bet Arabia" تتمدّد: رؤوس كبيرة في قبضة القضاء... وهشام عيتاني هارب الى قبرص
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:51
بوليتيكو عن مصدرين: ترامب يدرس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بمئات الملايين من الدولارات.
-
23:50
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): الخارجية الأميركية وافقت على بيع عتاد صيانة لطائرات إيه-29 سوبر توكانو إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار.
-
23:12
أكسيوس: "إسرائيل" ما زالت تطالب بمنطقة عازلة بعرض 2 إلى 3 كلم برفح و1 إلى 2 كلم بباقي الحدود، والوفد "الإسرائيلي" لا يزال حاليا في الدوحة والمبعوث الأميركي ويتكوف لم يتوجه بعد إلى المنطقة.
-
23:11
أكسيوس: الأميركيون اقترحوا التركيز حاليا على قضيتي قائمة الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية، المقترح الأميركي يتضمن عدم مناقشة مسألة الانسحاب إلا بعد التوصل لاتفاقات نهائية بشأن القضايا الأخرى.
-
22:14
انتهاء الربع الثالث من مباراة الرياضي والحكمة، بتقدم الرياضي (73-51).
-
21:56
المبعوث الأميركي إلى سوريا: قسد تشعر أن على واشنطن التزاما تجاهها لكننا لسنا ملزمين إذا لم يكونوا منطقيين، والاعتقاد أننا ندين لقسد لكونها شريكا لا يعني دينا بتشكيل حكومة مستقلة داخل حكومة.
