اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ادرك النظام الغربي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، ان الحدث الكبير الذي تجلى في عملية طوفان الاقصى ، هو نقطة فاصلة بين مسارين متباينين كلياً، وهو حدث مغاير عن كل تاريخ الصراع بين قوى المقاومة والكيان الصهيوني ، فهو يحتاج الى تفريغ سريع لمحتوى نتائجه العملية وتداعياته الوجودية في المسار السابق، الذي اكد نجاحه في السيطرة على محيط الكيان من خلال بعض المعاهدات وخطة ابراهام التي يعمل عليها، وبدأ بالتلاشي امام المسار الثاني الذي يحمل معالم المشروع الوظيفي، الذي تم العمل عليه منذ مئات السنين من اجل منع اعادة البعد الحضاري لما يعدّ مركز العالم القديم.

الامر الذي يتطلب تجاوز كل الخطوط الحمراء، لمنع تآكل الهيمنة الغربية المستمرة في اخطر منطقة بالعالم، عبر منع الانهيار الذاتي للكيان "الاسرائيلي" بعد طوفان الاقصى ، الذي اسقط القاعدة الرئيسية التي نشأ على اساسها الكيان الصهيوني، الا وهي القوة الردعية والامن والامان للمستوطنين الصهاينة.

لتفريغ عملية طوفان الاقصى من محتواها، يؤكد احد السياسين المتابعين لمجريات الحرب الدائرة في المنطقة، أن الولايات المتحدة اتخذت قراراً ومعها كل الغرب بإطلاق يد نتنياهو ودعمه بكل ما يلزم، ليمارس عملية كي الوعي للفلسطينين وكل محور المقاومة، من خلال تدمير قطاع غزة وارتكاب اكبر ابادة جماعية في هذا العصر، ليمحي الصورة التي رسخها طوفان الاقصى في اذهان الفلسطينين، وكل من تسول له نفسه اسقاط القواعد الاساسية التي نشأ عليها الكيان، لتحتل مكانها صور المجازر والابادة الجماعية وقتل الاطفال وتدمير البيوت. لكن المفاجأة التي لم تتوقعها الادارة الاميركية والغرب ومعها الكيان الصهيوني، انطلاق جبهة الاسناد لغزة في اليوم التالي لطوفان الأقصى على ايدي المقاومة الاسلامية وحلفائها ، محدثةً اكبر عملية كي الوعي لدى الصهاينة حكومة ومستوطنين ، والذين بات ذهنهم يختزن صورة واحدة، هي صورة السيطرة الكاملة للمقاومة الاسلامية على معظم الشمال الفلسطيني، ولم تنجح كل محاولات التهديد والترغيب التي مارستها الادارة الاميركية عبر موفديها، لثني المقاومة عن اسناد غزة.

التهديدات "الاسرائيلية" الجديدة بتوجيه ضربات محدودة لاهداف تابعة لحزب الله في البقاع، وضعها السياسي المذكور في سياق التهديدات المئتين وخمسين السابقة لكل قادة العدو الصهيوني والتي لم ينفذ منها شيء، الا ان الثابت لدى "اسرائيل" رغبة كبيرة بتوسيع الحرب على لبنان، وما يمنعها انها لا تسطيع.

اضاف السياسي نفسه ان المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، شكلت مناسبة ومنصة لحفلة مزايدات تبادلها اعضاء "الكابينت" أمام الشاشات بعد انتهاء اجتماعهم.

ويتابع السياسي المذكور ويشير الى تصريح السفير الايراني في لبنان ، الذي كان في غاية الاهمية، حيث ضمنه لاءاته الثلاث ، ومن ثم اعقبه بيان وزارة الخارجية الايرانية الذي حذر من عواقب اي هجوم على لبنان، لان من شأنه ان يشعل المنطقة باكملها. تصريح السفير وبيان وزارة الخارجية الايرانية صدرا نتيجة شكوك تولدت لدى القيادة الايرانية، بأن الادارة الاميركية هي من اعطت الضوء الاخضر للعدو الاسرائيلي لارتكاب مجزرة مجدل شمس، لجعلها ذريعة للتهويل على لبنان بتوسعة الحرب، لاستدراج تنازلات في عملية التفاوض الجارية مع حماس، قبل الشروع بالبحث الجدي لوقف اطلاق النار في غزة وقد لا يكون الامر بعيداً ، خصوصاً بعدما شارف نتنياهو على انهاء المرحلة الثالثة التي تضمنت تشطيب بعض المواقع في قطاع غزة وتدميره للمعابر الشرعية، لنقلها الى اماكن اخرى تكون تحت رقابته المباشرة وبالاتفاق مع بعض الدول العربية، وهو يحاول في الايام المتبقية لهذا العدوان ان يعثر على انفاق استراتيجية لتدميرها.

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة