اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


القداسةُ والمقاومة

القداسةُ، أُصولاً وفصولًا وتجلِّياتٍ في الحياة، هي الارتقاء بالنفس تطهّرًا متواصلًا الى حدّ الاتّحاد بما هو "المعنى الأكبر". والمعنى الأكبر، هنا، قد يكون الله في صورة جوهره وقد يكون الايمانَ بقضيّةٍ تساوي وجودَ المؤمن عينه. ومع هذا المستوى من الارتقاء بالنفس، ترى كلّ صعوبةٍ تهون وتتهاوى العوائقُ التي كانت تحول دون ان يبلغ الحبُّ بحامله بذلَ نفسه في سبيل من يحبّ وما يحبّ... عند هذا المنعطف من السموّ، تبدو كِلا قداسةٍ ومقاومة، وعلى ما بينهما من مظهر تباعدٍ، متماثلَتَيْنِ في جوهرٍ وفي عمق غايةٍ بعيد. القداسةُ، كَشأنٍ له صلةٌ بالسماء، ليس لمثلنا ان يتناوله بكلامٍ يستدعي أخذاً من هنا وردًّا من هناك. أمّا القداسةُ معنًى متداخلًا بشؤون الحياة الدنيا للناس فلا نرى ضيرًا أن يكون لنا وللناس عموما، حولها، كلام. والكلامُ، بمختصره المفيد، ليس يتعدى دعوةَ المعنيين رسميّاً بالقداسة والتقديس والتطويب، ولا سيما في أيّامنا البائسة التاعسة باضطراب المفاهيم، دعوتهم الى ألا يوهموا انقياء القلوب من المؤمنين بأنّ القداسة عبادةٌ وصومٌ وصلاة فقط. فالقداسة التي يحتاج اليها الناس لخلاص نفوسهم في حياتهم الدنيا قبل الاَخرة هي في توجيههم الى معرفة الحق ومناصرة اصحابه ضدّ الباطل واهله واصحابه، والى حثِّهم على مقاومة متواصلة فب مواجهة الظلم والظالمين، والفساد والفاسدين، اقتداءً بمسيرة من طرد "الباعة والصرّافين من داخل الهيكل". فالقداسة، في الدنيا والدين، هي التصدّي لِـ " الشياطين" بكلٍ اسمائهم وفي كل الحقول والميادين. المقاومةُ والقداسة يترادفان ويترافدان في مجرى حقيقة واحدة.

الأكثر قراءة

بعد كارثة غولاني... تل ابيب و194 مستوطنة في الملاجىء لغز «الشبح» يحير اسرائيل... ونتانياهو يهدد بيروت و«اليونيفيل» «ضوء اخضر» اميركي وتحذيرات من الهدوء الخادع في الضاحية