اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



من المهم أن يلتقي الأجداد بأحفادهم وأن يلتقي الأحفاد بأجدادهم، لأنه - كما يقول النبي يوئيل: "الأجداد يحلمون من جديد عبر أحفادهم، والشباب يأخذون القوة من أجدادهم  ليتقدموا ويعيشوا البركة الحقيقية والحب الصافي".

اما البابا فرنسيس فعبر في اليوم العالمي للأجداد والمسنين، إذ قال: "وما زالوا في المشيب يثمرون، هي بشرى سارة وإنجيل حقيقي".

يعد الأجداد هبة ثمينة ونعمة لا تقدر بثمن في حياتنا. إنهم رمز للحكمة والتاريخ والتجارب التي تثري حياتنا وتمنحها قيمة خاصة. تعتبر العلاقة بين الأجداد والأحفاد علاقة فريدة، تحتضن الحب والاحترام والتقدير.

عندما نتأمل في دور الأجداد، نجد أنهم يحملون معهم كنوزا من التجارب والحكم التي يمكن أن تكون مصدر إلهام وتوجيه لنا. من خلال قصصهم ومشاركتهم في تجاربهم، نكتشف دروسا قيِّمة نستفيد منها وتترسخ هويتنا من خلالها.

يترك الأجداد بصمة لا تمحى في حياة أحفادهم، إذ يمكن أن تكون قصصهم وتجاربهم مصدر إلهام وتعلم كبير للأجيال الجديدة. من خلال تاريخهم وعبر تجاربهم يمكن أن نستفيد ونستلهم القيم والمبادئ التي تشكل جوهر حياتهم. تجربتي مع "ستي وجدي" كانت ممتازة، إذ كنت اشعر آنذاك عندما كنت ازورهم  وانا يافع حتى وانا  شاب انني في مملكتي الخاصة، مملكة دون ملك ولا وزراء ولا حراس ولا قوانين، مملكة تسودها الحرية المطلقة والهناء والكرم وما لذ وطاب من الجوز واللوز والصنوبر والزبيب والفواكه المتنوعة. كانت النومة في بيت ستي وجدي ٥ نجوم فهي تضاهي افخم فنادق العالم بل تتخطاها بأشواط. الى جانب ذلك، تجسد علاقتي بأجدادي رابطا بين الماضي والحاضر، حيث تعلمت منهم التجذر بالأرض والحفاظ عليها وتفعيل هويتها الثقافية ونقل القيم العائلية لأولاد الأولاد. إن الحفاظ على هذه الروابط وتكريس الوقت لقضائه مع الأجداد يعزز الروابط العائلية وينمي الشعور بالانتماء والهوية.

إذا لا يقتصر دور الأجداد على الإرث الفكري والعاطفي فحسب، بل يمتد ليشمل نقل التقاليد والقيم الأسرية والثقافية. إذ أن تعزيز هذه الروابط مع الأجداد يسهم في بناء جسور بين الماضي والحاضر ويعزز التواصل بين الأجيال المختلفة.

في النهاية، يظل الأجداد نعمة لا تُقدَّر بثمن، فهم يمثلون جسرا بين الماضي والحاضر، ويضفون لمسة خاصة على حياتنا بحكمتهم وتجاربهم وحبهم. لذا، دعونا نحتفظ بعلاقتنا بأجدادنا، ونقدر ما يقدمونه لنا من نعم وثراء. "ستي وجدي نعمة من الله" تحمل في طياتها معان عميقة تذكرنا بأهمية الروابط العائلية وتقدير الوراثة الثقافية التي نحملها.

نعم أجدادي هم نعمة من الله، هم قاطرة الزمان التي تحمل في ذاتها خيرات الشجرة العتيقة، تنبت من غصنها أفرع الأعمال الجليلة وأوراق الحكمة الوفيرة. إذا نظرنا إلى أعماق تاريخنا سنجد أسماء الأجداد تزدهر كنجوم منيرة في سماء الماضي، لترسم لنا مسارات العز والشرف التي ساروا عليها. هم ليسوا مجرد شهود على مضي الزمان، بل هم حكام ليسير القوافل ورواد بلا حصانة عبر سهول الحقائق وصروح الأفق. إنهم يمثلون أعمدة البنيان التي تحمل أعباء التاريخ وتخفف أعباء الحاضر. فكلما استشعرنا دفء العائلة ورونق الهوية، تذكرنا أسماء الأجداد كدروب النجم التي تضيء لنا الطريق.

لنصل لمن رحل منهم ونطلب طول العمر لمن هم احياء.

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان