اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تبدأ الأمراض الجلدية في التفاقم وتصبح مصدرًا كبيرًا للقلق لدى الكثيرين. يعتبر الصيف فترة حافلة بالتحديات الجلدية بسبب التعرض المكثف لأشعة الشمس، زيادة التعرق، والرطوبة العالية التي تخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات. تتنوع المشكلات الجلدية التي تظهر في هذا الفصل بين الطفح الجلدي، حروق الشمس، وتفاقم حالات مثل الإكزيما وحب الشباب. إضافة إلى ذلك، يسهم الاستخدام المتزايد لمستحضرات الحماية من الشمس في بعض الأحيان في سد المسام وتفاقم مشاكل الجلد. في هذا السياق، يصبح من الضروري التوعية بطرق الوقاية والعناية بالبشرة خلال الصيف لتجنب تفاقم هذه الحالات والحفاظ على صحة الجلد.

وفي هذا الصدد، أعلنت الدكتورة بولينا راجيفا أخصائية الأمراض الجلدية، أن عوامل مختلفة تلعب دورا في تفاقم الأمراض الجلدية في الربيع والصيف. وتشير الطبيبة في حديث صحفي إلى أن من بين هذه العوامل ارتفاع درجة الحرارة ورطوبة الهواء وتأثير الأشعة فوق البنفسجية وتغير نمط الحياة.

وقالت: "يزيد الطقس الحار والتعرض لأشعة الشمس من تكوين الزهم، ما يسبب ظهور طفح جلدي على الوجه وأحيانا على الظهر والكتفين والصدر- تورم وبثور وتصلبات تحت الجلد ذات لون أحمر أو أرجواني مزرق".

ووفقا لها، قد يرتبط تفاقم مرض الهربس (مرض يسببه فيروس الهربس البسيط الذي يظهر على شكل بثور مجتمعة على خلفية احمرار الجلد)، بنتيجة التعرض لأشعة الشمس.

وتابعت: "يمكن أن يتفاقم في الصيف التهاب الجلد التأتبي (مرض التهابي مزمن يؤدي إلى تعطل الحاجز الواقي للجلد). ويصبح الجلد في هذه الحالة عرضة للجفاف والحساسية ويظهر عليه طفح جلدي يثير الحكة وبقع وحطاطات وتجاعيد. ويظهر هذا لدى الأطفال على الوجه والركبتين والمرفقين والجذع. ويظهر لدى البالغين عادة على الوجه واليدين والركبتين والمرفقين".

ووفقا لها، المرض الجلدي المزمن الآخر الذي يجلب أحاسيس مزعجة في موسم الصيف هو مرض الصدفية. يتجلى هذا المرض في شكل تورمات حمراء ولويحات مغطاة بقشرة فضية بيضاء اللون. لم تحدد أسباب هذا المرض إلى الآن بصورة دقيقة ونهائية، ولكن الخبراء يعتقدون أن الاستعداد الوراثي واضطراب عمل منظومة المناعة وعوامل خارجية قد تلعب دورا في تطوره.

وقالت: "لمنع تفاقم هذه الأمراض وغيرها يجب اتباع قواعد الوقاية، التي تتضمن استخدام واقيا من الشمس مناسبا لا يسبب الحساسية أو تفاقم الأمراض الجلدية، وارتداء ملابس وقبعات خفيفة، وعدم التعرض للشمس خلال ذروة نشاطها من الساعة 11 وإلى الساعة 16. كما يجب استخدام الكريمات لترطيب البشرة للحفاظ على وظائفها الوقائية".

كما سبق وذكرنا، إنّ الأمراض الجلدية الخطرة تشكل تحديًا كبيرًا لصحة الإنسان، حيث تمتد تأثيراتها من الناحية الجمالية إلى تهديد الحياة في بعض الحالات. هذه الأمراض قد تكون ناتجة عن عوامل وراثية، أو التهابات بكتيرية أو فطرية، أو نتيجة لاضطرابات مناعية تؤدي إلى مهاجمة الجسم لأنسجته، مثل مرض الذئبة الحمراء. من بين أخطر الأمراض الجلدية سرطان الجلد، الذي ينشأ نتيجة التعرض الطويل والمكثف لأشعة الشمس دون حماية، حيث يمكن أن يتطور بشكل خفي ويصبح مهددًا للحياة إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر.

الأمراض الجلدية الأخرى الخطرة تشمل الصدفية، التي قد تؤدي في حالات متقدمة إلى التهاب المفاصل الصدفي وتشوه العظام، والأكزيما الحادة التي قد تسبب التهابات شديدة وجروح عميقة. هناك أيضًا التهاب الجلد التماسي التحسسي، الذي يمكن أن يتفاقم ليشمل مناطق واسعة من الجلد، ما يسبب ألمًا شديدًا ويؤثر على جودة الحياة بشكل كبير.

هذا ويتطلب تشخيص هذه الأمراض تدخلاً طبيًا متخصصًا، وغالبًا ما يحتاج إلى علاجات معقدة تشمل الأدوية الموضعية، والمضادات الحيوية، والعلاج الضوئي. الوقاية منها تعتمد بشكل كبير على تجنب المسببات المعروفة، مثل استخدام واقيات الشمس بشكل يومي، والحفاظ على نظافة الجلد وترطيبه بشكل منتظم، والابتعاد عن المواد الكيميائية القاسية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للأمراض الجلدية الخطرة متابعة صحتهم بانتظام مع أخصائيي الجلدية لتجنب تفاقم الحالة والوصول إلى مضاعفات خطيرة.

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...