اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وضع سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، كل الزيارات الديبلوماسية وحركة الموفدين العرب والغربيين في بيروت في الأيام القليلة الماضية في سياق «التهدئة على جبهة الجنوب»، معتبراً أنه «حتى أن زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين، قد أتت في أطار إيجابي خلافاً لكل المرات السابقة، حيث أنه لم ينقل أي تهديدات أو تحذيرات للبنان، بل تحدث عن أهمية التفاوض وحل المشاكل العالقة عبر الحوار». وأكد السفير طبارة في حديثٍ لـ «الديار»، أن «المهم هو دعم المفاوضات في الدوحة بحيث تكون الحركة الديبلوماسية في بيروت حركة مساندة للصفقة التي يجري التفاوض حولها في الدوحة».

ومن هنا، كشف السفير طبارة بأن الرئيس الأميركي جو بايدن «يبحث عن إنجاز قبل أن يغادر رئاسة الجمهورية، في ضوء ما وصل إليه في الآونة الأخيرة من تراجع كبير في الأداء والدور والصورة في الشارع الأميركي كما على المستوى الدولي، ما دفعه نحو البحث عن مبادرة تغيّر صورته أمام الرأي العام وتبدل الإنطباعات السلبية، لذلك فقد حرك الأساطيل كما الديبلوماسية الأميركية من أجل تحقيق صفقة التبادل ووقف النار في غزة، والسبب الرئيسي هو أن بايدن يريد ترك إرثٍ جيد عن عهده ووجوده في الحكم». أمّا اللافت وفق السفير طبارة فهو «ما يُسجّل حالياً من ضغط أوروبي غير مسبوق لدعم التوجهات الأميركية، إذ أنها المرة التي تعترض فيها المانيا على ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية، فهذا يعني مضاعفة الضغط على بنيامين نتنياهو من أجل وقف الحرب في غزة».

ورداً على سؤال حول المهمات الديبلوماسية الفرنسية والمصرية والأميركية، لاحظ السفير طبارة أنها «تندرج بإطار الدفع باتجاه تأمين الأجواء الداعمة لمفاوضات الدوحة والتي يريد بايدن نجاحها لتكون خطوة متقدمة يختتم بها عهده، وعلى المستوى اللبناني على سبيل المثال، فإن فشل مفاوضات الدوحة ، سيعيد الوضع إلى ما كان عليه في السابق، ولكن بالنسبة لبايدن، فإن هذا الفشل سيرتد عليه بشكل مباشر، ولذلك يساعده الأوروبيون حالياً وتحديداً ألمانيا التي تتحرك للمرة الأولى للضغط على إسرائيل وبريطانيا، خصوصاً وأن نتنياهو لن يحقق هذا الإنجاز لبايدن».

لكن هذا العنوان لا يعني أن الموفدين لم يلفتوا إلى أهمية التهدئة ووقف النار والحل الديبلوماسي، وذلك بشكلٍ يتماهى مع الخطاب الأميركي للرئيس بايدن الذي يؤكد بأن استعادة الأسرى لن تتم إلاّ بالتفاوض وليس بالقوة وهذا الخطاب موجه لنتياهو .

وكشف السفير طبارة بأن «واشنطن لا تمانع بتغيير حكومة نتنياهو ووصول  شخصية قريبة منها ولو كانت من اليمين المتطرف»، مشيراً إلى أن « الوزير الإسرائيلي يوآف غالانت، قد زار واشنطن حيث أجروا له فحص دم، ولكنه رسب فعاد إلى إسرائيل حيث أقاله نتنياهو وبات في المعارضة».

في المقابل، أشار السفير طبارة إلى أن «وزير الدفاع في حكومة نتنياهو، قد بدل خطابه ليتماشى مع التوجه الأميركي، إذ بات يطرح التفاوض مع حركة حماس، علماً أن هذا الواقع يعكس اللعبة الأميركية – الإسرائيلية».

ورأى السفير طبارة أنه «في الوقت الحالي، فإن السياسة الأميركية تركز على الضغط على نتينياهو وبدعم أوروبي، من أجل تحقيق هدف بايدن، والذي سيكون على حساب نتنياهو الذي لا يريد وقف الحرب في غزة، رغم أنه وافق على المشاركة في مفاوضات الدوحة ما يعني أن اليمين المتطرف تراجع عن معارضته لهذه المفاوضات ولكنه وافق عليها».

وبالتالي، وجد السفير طبارة، أن «نتنياهو سيخسر سياسياً إذا نجحت المفاوضات ولم يحقق انتصاراً، لأن واشنطن تعتبر أنه لم يعد بإمكانه تحقيق الإنتصار وعليه إعادة الأسرى بالتفاوض، علماً أنه بعد نهاية الحرب سيعود نتنياهو إلى المحاكمة في اتهامات بالفساد موجهة اليه وقد يكون مصيره السجن، ونتيجة هذا الواقع، فإن المواجهة باتت بين بايدن ونتيناهو، لأن بايدن يريد إنجازًا ونتنياهو يريد انتصاراً».

الأكثر قراءة

حزب الله يردع جيش الاحتلال ويقصف مقرات قيادية عسكرية في عمق «الشمال» هوكشتين في «اسرائيل» الاثنين وعلى الارجح سيزور لبنان في مسعى اميركي لمنع التصعيد