لا يزال "الإسرائيلي" يؤخّر مسألة إنهاء الحرب في غزّة ويرفض صفقة تبادل الأسرى، لا سيما مع تراجع المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في القطاع. ومن الملفت أنّه يقوم في الوقت نفسه بتوسيع رقعة إعتداءاته على لبنان، مثل الضربتين اللتين طالتا مخازن أسلحة حزب الله في البقاع هذا الأسبوع. وآخر ارتكاباته العسكرية إغتيال المسؤول في كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح خليل المقدح، شقيق اللواء منير المقدح، يوم الأربعاء بغارة جوية على صيدا في جنوب لبنان. فهل يريد تحويل المعركة بينه وبين حزب الله من "قواعد الإشتباك" الى توسيع دائرة الحرب من دون أي ضوابط أو قواعد، من خلال استهداف قادة المقاومة من جميع الأحزاب والحركات ، مع الحديث عن نقل مركز ثقل المعركة من الجنوب الى الشمال؟! علماً بأنّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله سبق وأن تحدّث عن "مرحلة جديدة" من المواجهات العسكرية مع العدو، بعد اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت؟ّ
مصادر سياسية مواكبة أشارت الى أنّ كلّ ما تقوم به "إسرائيل" أخيراً، من توسيع رقعة المعركة ومن استهداف قادة المقاومة من مختلف الأحزاب والحركات أينما وُجدوا، وآخرهم شقيق المقدح الذي تتهمه بتهريب الأسلحة الى الضفّة الغربية، يصبّ في دائرة محاولة السيطرة على زمام الأمور، بهدف وضع حزب الله في موقع ردّ الفعل، وجعله غير قادر على ضبط الأمور. لكن هذا لم ولن يحصل، سيما وأنّ الحزب يقوم بخطّة عسكرية مدروسة بعيداً عن الإنفعالات، لعدم جرّ لبنان والمنطقة الى حرب شاملة، تجعل "الإسرائيلي" ليس في موقع المبادر أو المتحكّم بالمواجهات العسكرية، إنّما في موقع الذي يخشى من الردّ على اغتيال شكر، ما يجعله يقوم باعتداءات موسّعة إستفزازية.
من هنا، فإنّه من الصعب على "إسرائيل"، وفق المعلومات، المبادرة الى حرب على لبنان، لهذا تتحدّث عن القيام بضربة إستباقية لم تُقدم عليها بعد، تطال ليس فقط حزب الله بل لبنان ككلّ. ففي شمال فلسطين المحتلّة تهجّر أكثر من 80 ألف مستوطن، وهُدّمت منازلهم في المستوطنات الشمالية بفعل المواجهات العسكرية عند الجبهة الجنوبية، الأمر الذي يجعلهم يتحدّثون عن أنّ مساحة "إسرائيل" من وجهة نظرهم، قد تقلّصت بسبب إخلاء منازلهم في هذه المستوطنات، وعدم إمكانية العودة اليها في المرحلة الراهنة. ولهذا يُطالبون من حكومتهم بشنّ ضربة عسكرية موجعة على الحزب أو على لبنان.
وتقول المصادر نفسها بأنّ الفارق في هذه "المرحلة الجديدة" بين حزب الله و"إسرائيل"، أنّ هذه الأخيرة تستهدف المدنيين، أكان في جنوب لبنان (30 % من القتلى من السكّان المدنيين)، أو في قطاع غزّة (حيث وصل عدد القتلى الى 40 ألف فلسطيني، وتعدّى المئة ألف بين جريح ومفقود، غالبيتهم من المدنيين) من دون أي ضوابط أو منطق بحجة القضاء على المقاومة. فهي تقصف المدنيين وتُهدد بالتصعيد في حال طالت الضربات سكّانها. في حين أن الحزب لم يستهدف أي من المدنيين منذ بدء المواجهات عند جبهة "الإسناد" وحتى الساعة، وهو لا يضرب سوى المواقع العسكرية، أكانت قديمة أم جديدة. وما اتهمته "إسرائيل" به بأنّه ضرب المدنيين في مجدل شمس، لتبرير توسيع رقعة المعركة على لبنان، هو اتهام كاذب وغير صحيح على الإطلاق.
وكشفت المصادر عينها بأنّ "الخطوة الإستباقية" التي ينوي "الإسرائيلي" شنّها على حزب الله أو على لبنان، ليس قادراً اليوم على تنفيذها نظراً لنقص العديد وكوادر التدريب على القتال الذي يُعاني منه، ما جعله يستدعي 12 ألفاً للإلتحاق بالجيش ويُمدّد التجنيد الإجباري. كما لا يُمكنه أن يؤدّيها بالتالي من دون أي إرتدادات على الداخل وفق معادلة حزب الله "إذا ضربتم نضرب"... لهذا يقوم بتصعيد ضرباته على لبنان، بدلاً من تنفيذ هذه الخطوة التي لا يعرف مدى تداعياتها عليه. ويقول المتحدّث باسم جيش العدو دانييل هاغاري بأنّه في حال جرى استهداف المستوطنين، فسوف يتمّ الردّ عليه بتصعيد مماثل. في حين يستهدف هو المدنيين اللبنانيين تحت ذريعة ضرب قادة المقاومة.
ولكن رغم مضي "الإسرائيلي" في التصعيد، على ما أوضحت المصادر، فإنّ الأميركي لا يزال ضدّ التصعيد على نطاق أوسع في لبنان، لا سيما في هذه المرحلة بالذات التي تسبق الإنتخابات الرئاسية الأميركية، والذي يمكن أن يكون له عواقب مدمّرة على لبنان والمنطقة بأكملها. لهذا يُواصل الأميركي مع القطري والمصري وسواهما إتصالاته للتوصّل الى صفقة ما توقف الحرب، رغم عدم التوصّل الى أي إتفاق مبدئي في المفاوضات التي جرت أخيراً في الدوحة وفي القاهرة.
يتم قراءة الآن
-
«الثنائي» يعتبر تكليف سلام دون الميثاقيّة الشيعيّة محاولات لتصحيح الخلل بالتأليف لمنع عرقلة انطلاقة العهد الحزب يتحدث عن «كمين»... وبري: لن نستسلم للأمر الواقع
-
مَن عليه أن يخاف من الثنائي عون ــ سلام !
-
عصا الجنرال
-
أوساط رفيعة المستوى في الثنائي الشيعي لـ "الديار": تسمية نواف سلام إنقلاب على التوافق... وتصعيد دولي ومحلي ضدّ حزب الله "الثنائي الشيعي" يتشاور ويتريّث ويدرس خطواته ويترقب: "كل شي بوقتو حلو"!
الأكثر قراءة
-
عون: انكسار اي طرف انكسار للبنان وسلام: لا اقصاء الثنائي الشيعي يوازن بين المواقف: مشاركة مرهونة بالتوافق الوطني بيطار يُحيي ملف المرفأ وتحذيرات من «دعسة ناقصة» في توقيت حساس
-
كرة النار أمام القصر وأمام السراي
-
مَن جاء بنواف سلام وأطاح بميقاتي... وما هي حكاية سيناريو الليل والفجر ؟ كيف انقلب الملتزمون على وعودهم؟ وما هي اجواء الإشارات الخارجيّة ؟
عاجل 24/7
-
22:29
البيت الأبيض: متفائلون جدا بأننا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق في القطاع قبل مغادرة بايدن للحكم
-
22:13
البيت الأبيض: اتفاق وقف إطلاق النار في المتناول ونعمل عليه بشكل مكثف للغاية فالشعب الفلسطيني يستحق السلام
-
21:50
الجيش الإسرائيلي يُفجّر عددًا كبيرًا من الأحياء السكنية في عيتا الشعب بقضاء بنت جبيل
-
20:04
الجديد: - الثنائي الشيعي اتخذ قراراً بعدم المشاركة في الاستشارات النيابية غير الملزمة مع الرئس المكلف نواف سلام
-
20:03
الجديد: - بري تلقى اتصالاً من ماكرون وناقش أزمة الحكومة الحالية
-
19:10
يسرائيل هيوم: نتنياهو يعقد حالياً اجتماعاً لمناقشة تطورات صفقة التبادل