اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مرض التوحد، المعروف أيضًا باضطراب طيف التوحد، هو حالة معقدة ومتنوعة تؤثر في نمو الدماغ وتطوره. يظهر هذا الاضطراب عادة في السنوات الأولى من حياة الطفل، ويؤثر بشكل كبير في طريقة تفاعله مع العالم من حوله. إنّ ما يجعل التوحد حالة فريدة يتراوح بين عوامل عديدة، بدءاً من التنوع، إذ أنّه لا يوجد طفل مصاب بالتوحد يشبه الآخر. تختلف أعراض التوحد وشدة حدتها من طفل الى آخر، مما يجعل كل حالة فريدة في نوعها، مروراً بالتأثير في الحياة اليومية، فيؤثر التوحد في جميع جوانب حياة الطفل، بما في ذلك التواصل الاجتماعي، والتعلم، والسلوك، والعلاقات العائلية.

وصولاً إلى الأسباب المعقدة، فعلى الرغم من التقدم الكبير في الأبحاث، لا يزال السبب الدقيق للتوحد غير معروف. يعتقد العلماء أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية تؤدي دورًا في تطور هذا الاضطراب.

وفي هذا الصدد، كشفت دراسة جديدة، أجراها معهد كارولينسكا في السويد، عن نموذج جديد للتنبؤ بالتوحد لدى الأطفال الصغار من معلومات محدودة نسبيا.  استخدم فريق البحث قاعدة بيانات أميركية كبيرة (SPARK)، تحتوي على معلومات عن حوالى 30 ألف فرد مصاب وغير مصاب باضطرابات طيف التوحد.

وطوّر الباحثون 4 نماذج مميزة للتعلم الآلي، من خلال تحليل معلومات حول الأطفال يمكن الحصول عليها دون الحاجة إلى تقييمات طبية مكثفة واختبارات طبية قبل بلوغهم 24 شهرا من العمر.

وأطلق على النموذج الأفضل أداء اسم "AutMedAI"، حيث تمكن من تحديد حوالى 80٪ من الأطفال المصابين بالتوحد، من بين نحو 12 ألف فرد.

وكانت الجملة القصيرة الأولى في حياة الطفل، مع وجود صعوبات في الأكل بالاشتراك مع معايير أخرى، من المؤشرات القوية على التوحد.

وأظهر نموذج الذكاء الاصطناعي نتائج جيدة في تحديد الأطفال الذين يعانون من صعوبات أكثر شمولا في التواصل الاجتماعي والقدرة الإدراكية، والذين يعانون من تأخيرات نمو أكثر عمومية.

هذا وتقول كريستينا تاميميز، الأستاذة المساعدة في KIND، قسم صحة المرأة والطفل في معهد كارولينسكا، والمعدة المشاركة في الدراسة: "نأمل أن تكون هذه أداة قيمة للرعاية الصحية".

وقال المعد الأول للدراسة، شيام راجاغوبالان: "نتائج الدراسة مهمة، لأنها تظهر أنه من الممكن تحديد الأفراد الذين من المرجح أن يصابوا بالتوحد من معلومات محدودة نسبيا ومتاحة بسهولة".

ويقول الباحثون إن التشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية للبدء بالتدخلات العلاجية الفعالة، التي يمكن أن تساعد الأطفال المصابين بالتوحد على التطور بشكل مثالي.

ويضيف راجاغوبالان: "يمكن أن يؤدي هذا إلى تغيير جذري في ظروف التشخيص المبكر والتدخلات العلاجية، وتحسين نوعية الحياة في نهاية المطاف للعديد من الأفراد وأسرهم".

ويخطط فريق البحث للتحقق من صحة النموذج في البيئات السريرية. كما يجري العمل على تضمين المعلومات الجينية في النموذج، ما قد يؤدي إلى تنبؤات أكثر تحديدا ودقة.

الأكثر قراءة

اقبال متوسط وإشكالات أمنية في انتخابات الشمال عون في الكويت: نحن بحاجة لاستثمارات لا لهبات ترامب الى السعودية... سفير اميركا في «اسرائيل»: الرئيس لن يعترف بدولة فلسطينية