للتواصل أصول

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في عصرنا الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة تؤدي دورا حيويا في حياة الناس، حيث أصبح التواصل الفعال أمرا ضروريا لبناء علاقات ناجحة سواء في الحياة الشخصية أو العملية، فالتواصل الفعال ليس مجرد تبادل الكلمات والأفكار ولا الصور ومقاطع الفيديو، بل هو فن يحتاج الى مهارات واصول تجعل العلاقات بين الناس قوية ومستدامة.

إن التواصل الفعال هو عامل أساسي في حياة الإنسان ونجاحه في مختلف جوانب حياته. فبواسطة التواصل الجيد يمكن للفرد أو الجماعة التفاعل مع الآخرين بشكل صحيح وبناء علاقات إيجابية، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية أو في المجتمع عامة. وفي المقابل إن التواصل السيىء يعرقل الأمور ويدفع الافراد الى اتخاذ قرارات تكون في اغلب الأحيان خاطئة. من هنا يجب التركيز على التواصل الايجابي والفعال. ولكي يتم التواصل بشكل فعال، يجب على الشخص الالتزام ببعض الأسس والقواعد التي تضمن تبادل المعلومات بشكل صحيح وواضح.

للتواصل اصول يجب اتقانها و قواعد يجب معرفتها وشروط يجب احترامها وسلوكيات يجب اتباعها.

في البداية يجب أن يكون الشخص واعيا ومهتما بالتواصل مع الآخرين، وأن يكون لديه الرغبة في التعرف إليهم وفهمهم، وأن يكون مستعدا للتحدث والاستماع بشكل متبادل- اعني هنا ان هناك بروفايل خاص يجب على الفرد امتلاكه- كما يجب عليه أن يظهر اهتمامه بما يقوله الطرف الآخر وعدم التفكير في الرد فقط دون الاستماع بشكل جيد بل تقدير وجهات نظر الآخرين حتى وإن كانت مختلفة عن وجهة نظره وإبداء رأيه دون انفعال بل يجب تغليب الحوار على النقاش الحاد. ويجب عليه أيضا أن يتقبل الانتقادات بروح رياضية ويكون مستعدا لتقديم الاعتذار عند الخطأ.

أهمية التواصل الفعال في الحياة اليومية لا يمكن إنكارها، فالتواصل الجيد يسهم في تحقيق الفهم والتفاهم بين الأشخاص، كما يساعد في بناء علاقات قوية ومستدامة. لذلك، يعد فن التواصل من الأمور الأساسية التي يجب على الجميع الاهتمام بها وتطويرها.

أصول التواصل تتضمن مجموعة من القواعد والسلوكيات التي يجب اتباعها لضمان تبادل المعلومات بشكل فعال وسلس. من بين هذه الأصول:

 الاستماع الفعال يعني أنه يجب على كل شخص أن يكون متفرغا تماما للشخص الآخر أثناء التحدث، وأن يبدي اهتمامه وانتباهه لما يقوله الطرف الآخر دون التقليل من اهمية كلامه او الإلهاء بأمور أخرى جانبية. علينا تعلم فن الصمت والانصات.

 اما  لغة الجسد فيجب استخدامها لتسهيل مرور الكلمات بين طرفي الحديث، اي تلطيف النقاش. فهذه اللغة تعتبر من أهم وسائل التواصل غير اللفظية. على سبيل المثال (الايماءات والعبارات الوجهية، وهي تستخدم لتعزيز المعنى وتوضيح الرسالة المراد توصيلها). لذا يجب على الشخص أن يكون حذرا من تعابير الوجه وحركات اليدين والجسم التي يقوم بها أثناء التحدث. إذ إن احيانا استعمال الجسد بطريقة خاطئة  ينتج منه سوء فهم وبالتالي اما أن يحتدم النقاش بطريقة درامية وإما أن ينقطع. وفي كلتا الحالتين نكون قد فشلنا.

في بعض الأحيان يكون استخدام اللغة خاطئا وهنا يجب على الشخص أن يتقن اللغة التي يريد ان يعبر من خلالها بطريقة مقبولة على الأقل. ويجب أن يتحلى باللباقة والاحترام في استخدام المفردات، وأن يحترم الثقافات والعادات والتقاليد الأخرى في حال كان النقاش على مستوى مناطقي او دولي.

باختصار، يمكن القول إن الاحترام المتبادل، الاستماع الفعال، التعبير الواضح واستخدام اللغة الجسدية بشكل صحيح هي أهم أصول التواصل الفعال وإن الالتزام بهذه الأصول سيساعد في بناء علاقات متينة وناجحة مع الآخرين في كافة جوانب الحياة.

تجربتي الشخصية في هذا المجال تدفعني الى اضافة الاتي:

يجب تحديد أهداف التواصل في بداية النقاش إذ ان التفريع في الافكار والأهداف يفسد النقاش فما علينا الا  أن نكون واضحين بشأن أهدافنا لنطرحها بشكل مناسب للطرف الآخر. والشيء المهم ايضا هو التأكد من الفهم، إذ يجب أن نتأكد من أن الشخص الآخر قد استوعب الفكرة أو الرسالة بشكل صحيح من خلال طلب التأكد وتكرار الطلب بشكل مختصر مجددا. اما الأهم بالنسبة لي فهو تقديم الملاحظات ، فيجب تقديمها بناء على المعرفة المبررة وأن تكون بناءة وتحتوي على اقتراحات  حلول للتحسين بعيدا عن الانتقاد والتجريح.

في النهاية، يمكن القول إن العديد من المشكلات الاجتماعية والعلاقات الشخصية أوالدولية تنشأ نتيجة سوء التواصل، لذا يجب أن نتعلم فن التواصل الفعال، والاهتمام بتطبيق أصوله في حياتنا اليومية، لبناء علاقات اجتماعية ودولية  قوية وناجحة. 

علنا في هذا الوطن الحبيب أن نتعلم فن التواصل البناء من مسيرة السيد المسيح على هذه الأرض التي امتدت لـ ٣٣ سنة، فكان محبا ومتواضعا ومطيعا لعائلته، صارما امام اللصوص، ولطيفا مع المكسورين والخطأة وحنونا مع المساكين والمرضى، وصامتا عندما واجه منفردا ظلم الرومان واليهود على الصليب.