اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعتبر الجهاز المناعي بمثابة جيش يحمي الجسم من الغزاة الخارجيين مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات. هذا الجيش المتخصص يتكون من خلايا وأعضاء تعمل بشكل متناغم لمحاربة الأمراض وحفظ صحة الجسم. ومع ذلك، فكما تتآكل القلاع بمرور الزمن، يتعرض الجهاز المناعي للإنسان للتدهور التدريجي مع تقدم العمر، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى.

اكتشف فريق من العلماء السبب الكامن وراء تدهور المناعة لدى الأشخاص عند التقاعد عن العمل.وأوضح الفريق أن الغدة الزعترية (الموجودة خلف عظم الصدر) التي تنتج الخلايا التائية الضرورية لمساعدة الجسم على مكافحة العدوى والأمراض، تتوقف عن العمل فعليا عند سن 65 عاما، ما يعني أن أنظمتنا المناعية تصبح أضعف بكثير.

وتتقلص الغدة الزعترية مع التقدم في العمر، ويتم استبدال مناطق إنتاج الخلايا التائية بأنسجة دهنية. وتتسبب علاجات السرطان أيضا في إتلاف الغدة الزعترية، ما يجعل التعافي من العدوى أبطأ كثيرا بالنسبة للشباب المصابين بهذا المرض. ويقول العلماء إن النتائج قد تكون مهمة في تطوير علاجات تعزيز المناعة لمن هم فوق سن الستين، وأولئك الذين يخضعون لعلاج السرطان.

وقال الدكتور كيلين تشاو، المعد المشارك في الدراسة من معهد أبحاث WEHI في ملبورن بأستراليا: "تمكننا هذه المعرفة من التحقيق فيما إذا كان من الممكن استهداف هذه الخلايا علاجيا في المستقبل للمساعدة في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بالنسبة للغدة الزعترية المتقدمة في السن، وتعزيز وظيفة الخلايا التائية لدى البشر مع تقدمنا ​​في السن".

وقال البروفيسور دانييل غراي، رئيس المختبر في WEHI: "يحتاج البالغون الذين يعانون من استنفاد أجهزتهم المناعية إلى سنوات لاستعادة خلاياهم التائية، أو في بعض الأحيان لا يفعلون ذلك أبدا، ما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بعدوى تهدد حياتهم. إن استكشاف طرق استعادة وظيفة الغدة الزعترية أمر بالغ الأهمية لإيجاد علاجات جديدة يمكن أن تحسن النتائج لهؤلاء المرضى المعرضين للخطر، وإيجاد طريقة لضمان إنتاج مستوى صحي من الخلايا التائية طوال حياتنا". وأضاف: "يوفر اكتشافنا زاوية جديدة لتجديد الغدة الزعترية واستعادة المناعة، ويمكن أن يكشف عن طريقة لتعزيز وظيفة المناعة لدى المرضى المعرضين للخطر في المستقبل".

تؤثر الشيخوخة بشكل كبير على كفاءة الجهاز المناعي، حيث تتغير وظائف الخلايا المناعية، وتقل قدرتها على الاستجابة للمؤثرات الخارجية. تتجلى هذه التغيرات في عدة جوانب:

-  تراجع عدد الخلايا المناعية: مع التقدم في العمر، ينخفض عدد الخلايا التائية والخلايا البائية المسؤولة عن الاستجابة المناعية.

- ضعف الاستجابة المناعية: تصبح الخلايا المناعية أقل قدرة على التعرف على الميكروبات المسببة للأمراض والاستجابة لها بشكل فعال.

- زيادة الالتهابات المزمنة: تزداد احتمالية الإصابة بالالتهابات المزمنة لدى كبار السن، مما يضع ضغطاً إضافياً على الجهاز المناعي ويضعفه.

- زيادة خطر الإصابة بالأورام: يرتبط ضعف الجهاز المناعي بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من الأورام، حيث يفشل في اكتشاف الخلايا السرطانية والقضاء عليها.

الأكثر قراءة

اقبال متوسط وإشكالات أمنية في انتخابات الشمال عون في الكويت: نحن بحاجة لاستثمارات لا لهبات ترامب الى السعودية... سفير اميركا في «اسرائيل»: الرئيس لن يعترف بدولة فلسطينية