اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مرات قليلة انتخبت فيها ملكة جمال لبنان بمواصفات ملكة الجمال. مرات قليلة أنتخب فيها رئيس للجمهورية في لبنان بمواصفات رئيس الجمهورية، ليثير اتفاق الطائف، وقد انبثق منه دستور الجمهورية الثالثة، جدلاً دستورياً يكاد يكون عبثياً حول صلاحياته. أهو الباشكاتب أم هو الحجاج بن يوسف؟ في الواقع، مثلما يحمل الصليب الخشبي على كتفه يحمل السيف الخشبي بيمينه.

وقيل ان ندى كوسا بجمالها الباهر، تستحق أن تكون ملكة على لبنان، وليس فقط ملكة لجمال لبنان. على الأقل ليست بتكشيرة هذا المرشح أو ذاك، الذي يحسب أنه يمتطي حصان أبي زيد الهلالي، وهو يمتطي حصان تأبط شراً.

على كل، وبالرغم من الاستعراضات الكاريكاتورية لبعض الكتل النيابية بمبادرات عرجاء، يتناهى الينا قول سفير دولة أوروبية، بعيدة عن الضجيج السياسي، ما اذا كان اللبنانيون التائهون بين لعبة الأمم ولعبة القبائل، يستحقون الجمهورية ليكون لهم رئيس للجمهورية. كل ما يحدث الآن على المسرح السياسي أو على المسرح الاعلامي، يشير أن اللبنانيين يطبقون بالكامل نظرية الفيلسوف الانكليزي توماس هوبز "الجميع ذئاب الجميع".

حتى إن آرييل شارون قال "اللبنانيون يقبّلون أيدي النساء، لكنهم يقطعون أيدي بعضهم البعض". وحين قال السفير الفرنسي السابق رينيه آلا "لبنان ينتج اللبنانيين"، لعله كان في "هذيان الشامبانيا"، ولم يقرأ المطران جورج خضر "لبنان واقع ركام لا واقع جماعة". هذا لننقل ما قاله أحد سفراء "اللجنة الخماسية" لمرجع سياسي "آمل الاّ يكون الوقت قد فات على اعادة بناء الدولة".

اختبارنا الكبير كان في الحرب الأهلية. لن نعيد تلك الصور الفجائعية لبربرية مَن كانت بلادهم مركز اشعاع لكل شعوب المنطقة. وكنا نتمنى أن نفعل ما فعله الاسبان بعد انتهاء الحرب الأهلية في بلادهم. توقيع "ميثاق النسيان" Pacto del vido ، لا أن نقيم على تخوم جهنم.

الآن، لبنان أمام اختبار آخر. عشرات آلاف المهجرين من جنوب لبنان ومن جنوب بيروت بسبب الحرب، ليبحثوا عن مأوى لهم ببدل معقول. بماذا ترانا نختلف عن أكلة لحوم البشر؟ وهل يحدث مثل هذا في "جارتنا العزيزة اسرائيل"؟ ذاك المهجّر الذي يؤثر القبر على الخيمة. ولكن حين لا يكون هناك شعب، كيف يمكن أن تكون هناك دولة؟

أكثر من أن نكون رهائن في قبضة القرن التاسع عشر. عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو تحدث عن مجتمعات "يقطع فيها حتى الهواء بالسكين"، واصفاً الحالة بـ "شيزوفرانيا النهاية". هنا من هم اللبنانيون ومن هم اللالبنانيون؟ اسألوا الأخضر الابراهيمي الذي قال فينا "انهم يصنعون الأزمات بالطريقة نفسها التي يصنعون فيها أطباق الحلوى".

اذا كنا لا نستطيع أن نكون في خندق واحد، ونحن في مواجهة تلك البربرية التي طالما قلنا انها الآتية من ليل الايديولوجيات ومن ليل الأزمنة. لبنان، مثل المنطقة أمام احتمالات وجودية. لكننا اعتدنا العصا التي تعيدنا الى وعينا. هل ننتظر ياسر عرفات أن يخرج من قبره أم ننتظر آريييل شارون؟

ننقل ما يقال في مصر وفي الأردن، وهما القريبان مما في رأس بنيامين نتنياهو "نخشى أن يكون لبنان أمام اختبارات كبرى". ذاك الليل العربي الذي كان محمد الماغوط قد وصفه في مقالة له بـ"ليل المقبرة". لا حاجة لشقائق النعمان على قبور الموتى...

لا نستحق رئيساً للجمهورية، ولكن هل نستحق ملكة للجمال؟ بالتأكيد لا. "ملكة جمال الطائفية"، أي "ملكة جمال البشاعة"، لنسأل والكنائس كما المساجد تغص بالمصلين، لمن تراكم ترفعون صلواتكم أيها الناس... لله أم لقتلة الله؟

مسعد بولس، منسق الشؤون العربية في حملة دونالد ترامب، كان يطل علينا بأناقته الهوليودية كل ليلة تقريباً، ليقدم لنا الرجل كما لو أنه نائب المسيح، وهو نائب يوضاس، في ادارة تلك الكرة الأرضية التي حوّلها أباطرة القرن الى كرة النار. فهل يعرف بولس ما وصفها ستيف بانون بـ "رقصة العناكب" في رأس جاريد كوشنر برهانه على العودة على كتفي ايفانكا الى البيت الأبيض؟

مكاننا الأخير اما تحت انقاض منازلنا، أو تحت أنقاض الجدران البشرية التي تحكمنا. نستحق أن تحكمنا لأننا... الأنقاض البشرية!!!

الأكثر قراءة

نتيناهو يراوغ بـ«وقف النار» ويراهن على الانتخابات الاميركية لتحصين وضعه هوكشتاين يحرّض على جنبلاط وكلمة هامة لبري السبت كنعان يستقيل من التيار: لم ألمس أي رغبة بالتجاوب مع مبادرتي الانقاذية بل التصويب عليها والمس بكرامتي