اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اكدت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أنّ تقدّم القوات الروسية شرقي أوكرانيا أشعل انتقادات حادة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على خلفية نقله نخبة القوات إلى خطوط القتال في إقليم كورسك الروسي وإهماله تعزيز الخطوط الدفاعية في جبهة دونتسك، في وقت اشارت فيه وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أقال قائد القوات الجوية، ميكولا أوليششوك، بعد يوم واحد من الكشف عن تحطّم طائرة من طراز «أف 16».

ميدانيا كشفت أوكرانيا، إسقاط 24 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا، التي أعلنت بدورها أن قواتها سيطرت على بلدة كيروفه في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، في وقت أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تأييده للهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية.

فقد أشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقريرٍ لها، إلى أنّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يواجه سيلاً من الانتقادات من جانب جنود وأعضاء في البرلمان، ومحللين عسكريين، بسبب التقدّم السريع للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، بعد عملية القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي.

وقالت الصحيفة إنّ كثيراً من الأوكرانيين احتفلوا بتوغّل قواتهم في إقليم كورسك الروسي في الـ8 من آب الجاري، أملاً في أن «تجبر هذه العملية روسيا على نقل قواتها إلى الجبهة الجديدة»، مما قد يؤدي إلى تغيير مسار الحرب لصالح أوكرانيا، لكن اختراق الخطوط الأمامية في إقليم دونتسك بشرق أوكرانيا، في نقاط ذات أهمية استراتيجية بالغة، أشعل انتقادات حادة للقيادة في كييف.

ويرى المنتقدون أن إعادة نشر الآلاف من أفضل قوات أوكرانيا في إقليم كورسك الروسي أدى إلى إضعاف جبهة دونتسك.

وتقترب القوات الروسية من مدينة بوكروفسك، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في إقليم دونتسك، وقد سيطرت على مجموعة من المدن المحيطة بها هذا الأسبوع، بعد أن اضطرت الوحدات الأوكرانية التي تعاني من نقص في أعداد المقاتلين، إلى التراجع من مواقعها.

ووصف المحلل العسكري بمركز أبحاث في كييف، أولسكندر كوفالينكو، الوضع شرق مدينة بوكروفسك بأنه «فشل دفاعي كامل»، مشيراً إلى أن ما حدث ليس خطأ الجنود العاديين في مواقعهم على خطوط القتال. وأوضح كوفالينكو، وفقاً للصحيفة، أنّ «الخطأ من جانب من يتخذون القرارات لهؤلاء الجنود»، مشيراً إلى الرئيس الأوكراني، إذ عبّر كثير من الجنود الأوكرانيين عن مخاوفهم بشأن الخطوط الدفاعية حول مدينة بوكروفسك.

وفي سياق متصل، أكدت وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أقال قائد القوات الجوية، ميكولا أوليششوك، بعد يوم واحد من الكشف عن تحطّم طائرة من طراز «أف 16».

ولم يذكر المرسوم الرئاسي سبب الإقالة، التي أعلن عنها زيلينسكي في خطاب مصوّر عبر «تلغرام»، مكتفياً بالقول إنه «من المهم تعزيز القوات الجوية على مستوى القيادة من أجل الأمن القومي وطمأنة السكان».

وكانت صحيفة «إيكونوميست» البريطانية، قد تحدثت ، عن فشل أوكرانيا في تحقيق أهدافها المرجوة من خلال عملية كورسك ومحاولة التوغل في المقاطعة الروسية، وهي تشتيت انتباه القوات الروسية عن تقدمها نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في جمهورية دونيتسك الشعبية في منطقة دونباس، المركز اللوجستي الحيوي للقوات الأوكرانية.

ونقلت الصحيفة، في تقرير لها، اعتراف القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكي، في 27 آب الجاري، أن روسيا كثّفت من تركيزها على المدينة، في حين يبدو أن الدفاعات الأوكرانية آخذة في الانهيار، حيث تحقّق روسيا مكاسب سريعة على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة، إلى تغيّر مشهد الحرب في كورسك، بعد أسابيع من بدء الجيش الأوكراني عملياته المستمرة منذ السادس من آب، مع تشكّل «خطّ أمامي جديد، يمتد لمئات الكيلومترات».

ميدانيا أعلنت أوكرانيا، إسقاط 24 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا، التي أعلنت بدورها أن قواتها سيطرت على بلدة كيروفه في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، في وقت أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تأييده للهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية.

وفي كييف قال سلاح الجو الأوكراني ، إن الدفاعات الجوية أسقطت 24 من أصل 52 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجمات خلال الليلة الماضية على 8 مناطق بأنحاء أوكرانيا. وأضاف في بيان على تليغرام أن 25 طائرة مسيرة من طراز «شاهد» الإيرانية الصنع سقطت من تلقاء نفسها، فيما حلّقت 3 مسيرات أخرى تجاه روسيا وروسيا البيضاء. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة جراء الهجمات.

ودوت صفارات الإنذار عدة مرات خلال الهجمات بالطائرات المسيرة، ما دفع الكثيرين من السكان إلى الإسراع إلى الملاجئ، وقال مسؤولون في كييف إن الهجوم كان الرابع بالطائرات المسيرة على العاصمة خلال أيام.

وحسب البيانات الصادرة عن كييف أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية أيضا طائرات مسيرة روسية في مناطق بولتافا وتشيركاسي وكيروفوهراد ودنيبروبيتروفسك وسط أوكرانيا، ومناطق تشرنيهيف وسومي في الشمال وميكولايف في الجنوب.

وقال مسؤولون بمنطقة تشيركاسي إن حطاما للطائرات المسيرة ألحق أضرارا بعدة منازل، وذكر سلاح الجو الأوكراني أن القوات الروسية أطلقت أيضا 5 صواريخ خلال الهجوم، دون تفاصيل أخرى.

وتستخدم أوكرانيا الحرب الإلكترونية ومجموعات المطاردة المتنقلة والدفاعات الجوية لصد الضربات الروسية المتكررة بالطائرات المسيرة والصواريخ.

تقدم روسي

على الجانب الآخر، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها سيطرت على بلدة كيروفه في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

ودونيتسك واحدة من 4 مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها ضمتها إليها غير أنها لا تسيطر عليها بشكل كامل، وترفض كييف والغرب ذلك باعتباره غير قانوني، وسبق أن تعهدت أوكرانيا باستعادة المنطقة.

وتحقق روسيا مكاسب تدريجية بدونيتسك في وقت تسعى فيه القوات الأوكرانية إلى التقدم بمنطقة كورسك الروسية بعد اجتياح مباغت عبر الحدود في السادس من آب الجاري.

دعم الناتو

في غضون ذلك، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ لصحيفة «دي فيلت الألمانية» أن أوكرانيا كانت على حق في شن هجومها المفاجئ على منطقة كورسك الحدودية الروسية «كعمل دفاعي عن النفس».

وقال ستولتنبرغ، في المقابلة التي نُشرت اليوم، «لأوكرانيا الحق في الدفاع عن نفسها. ووفقا للقانون الدولي، فإن هذا الحق لا يتوقف عند الحدود، والجنود والدبابات والقواعد الروسية في كورسك أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي».

وفاجأ الهجوم الأوكراني، الذي بدأ في 6 آب الجاري، الكرملين، حيث زعمت كييف أنها استولت على عشرات المستوطنات وأكثر من 1200 كيلومتر مربع من الأراضي.

كما فاجأ الهجوم أيضا حلفاء كييف، حيث قال ستولتنبرغ إن أوكرانيا «لم تستعرض خططها مع حلف شمال الأطلسي، والتحالف العسكري الغربي «لم يلعب أي دور».

ورحب ستولتنبرغ بالتزام ألمانيا بـ»البقاء أكبر مانح عسكري أوروبي لأوكرانيا وثاني أكبر مانح على مستوى العالم، حيث تستعد برلين لخفض مساعداتها لكييف في ميزانية العام المقبل».

وتعرضت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتز لانتقادات شديدة بسبب قرار، الأسبوع الماضي، بأن ألمانيا ستواصل تزويد الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى التسليح والعدد بالمعدات التي يحتاجها.

ولم يغيّر هجوم كورسك الكثير على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث تواصل روسيا التقدم نحو مكاسب تدريجية، بما في ذلك 3 قرى.

واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن جيشه يواجه وضعا «صعبا للغاية» بالقرب من المركز الإستراتيجي لبوكروفسك، في منطقة دونيتسك، مع اقتراب القوات الروسية.

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...