اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعاني الجيش "الإسرائيلي" من نقص في عديده، وفق ما أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية، بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة، وفي الشمال مع لبنان، وفي جبهة متوسعة في الضفة الغربية المحتلة.

وينعكس النقص في عديد "الجيش" على أزمة الاحتلال بتجنيد اليهود الأرثوذكس "الحريديم"، الذين "يقاوم أغلبهم الخدمة العسكرية"، حيث حضر في منتصف آب، 48 شاباً فقط من أصل 900 شاب من "الحريديم" تلقوا أوامر التجنيد الصادرة عن المحكمة، إلى مركز التجنيد لاستكمال تقييماتهم الأولية.

فيما التحق 300 شاب من "الحريديم بالجيش"، يوم الأحد، في حديقة خارج "تل أبيب" لبدء إجراءات تجنيدهم لتجنب المضايقات، واستقبلهم مجموعات من المتظاهرين "الحريديم" الذين انهالوا عليهم بالشتائم وصرخوا "خونة"، وطالبوهم بإزالة الكيبوت (قبعات الجمجمة) التي تميزهم.

وقال أحد "الحريديم" المتهربين من الخدمة العسكرية إنه "بالنسبة لنا، التواجد في الجيش أسوأ من الموت".

وأشارت الصحيفة إلى خشية زعماء الطائفة المتشددة، في أي يكون "الجيش" الإسرائيلي، بوتقةً ينصهر فيها وتجذب المتدينين المتشددين إلى "الثقافة الإسرائيلية" السائدة. ما قد يدفع "الجيش" قريباً إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع التهرب من الخدمة العسكرية، في وقت يسعى فيه للحصول على قوة بشرية إضافية بسبب الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وشددت الصحيفة على أن الحرب المستمرة، غيرت نهج "إسرائيل" تجاه تجنيدهم، حيث لم ينظر إليهم في السابق على أنهم "أولوية". ودفعت التوجيهات من قادة "الجيش"، إلى مضاعفة الجهود لجلب "الحريديم". وقال مسؤول مشارك في تجنيدهم إنه "قد وصلنا إلى النقطة التي يحتاج إليها الجيش الإسرائيلي للحريديم".

ولفتت إلى أن القادة "الإسرائيليين" لم يحسموا بعد كيف سيتعامل "الجيش" مع "الحريديم" المتهربين من الخدمة العسكرية. وتتلخص العملية العامة "للجيش" في إرسال نحو ثلاثة أوامر حضور قبل بدء الإجراءات القانونية، وإذا تم إعلان شخص ما هارباً، فيمكن منعه من مغادرة "إسرائيل" أو اعتقاله.

وخرجت الأزمة عن نطاق "الجيش"، وتعدتها إلى إشعال توترات، كانت قائمةً ما قبل الحرب، ما بين طائفة "الحريديم" و" العلمانيين". ويشعر "عامة" "الإسرائيليين"، بحسب الصحيفة، بالاستياء "لأنهم يتركون عبء بناء اقتصاد إسرائيل وأمنها للآخرين".

ويقول أحد جنود الاحتياط، الذي خدم لمدة خمسة أشهر في غزة، إن "شريحة ضخمة من المجتمع لم يتغير فيها شيء، كأن ما حدث في السابع من تشرين الأول لم يحدث قط". ويرأس الجندي جمعيةً تسعى "إلى الحد من النفوذ الديني على مفاصل الحكم"، ويضيف أن "التناقض صارخ للغاية في الوقت الحالي".

ولم تقتصر محاولات الاحتلال في معالجة النقص في عديده، من خلال تجنيد "الحريديم" فقط، حيث أعلن في الشهر الماضي، استدعاء آلاف الجنود الاحتياطيين المسرّحين إلى الخدمة، كما تدفع وزارة الأمن "الإسرائيلية" إلى سنّ تشريعات لزيادة الحد الأدنى للخدمة الإلزامية والتزامات جنود الاحتياط.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن الحرب في قطاع غزة استنفدت طاقات جنود الاحتياط "الإسرائيليين"، وإن العديد من جنود الاحتياط يقتربون من "نقطة الانهيار".

ويعاني الاحتياط من الإرهاق والإحباط، ويكافح من أجل تحقيق التوازن مع الخدمة العسكرية، في حين تتزايد خسائرهم الاقتصادية الناجمة عن غيابهم عن أعمالهم الأصلية.

وأشارت إلى أن الضغوط التي تمارس على الجنود هي أحد الأسباب التي تجعل المسؤولين "الإسرائيليين" مترددين في شنّ حرب شاملة على لبنان، لأنها تتطلب "الاستعانة بنفس المجموعة من جنود الاحتياط المرهقين أصلاً للقتال ضد قوة عسكرية لديها قدرات عسكرية ضخمة".

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار