اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يمثل انتشار الأمراض المنقولة جنسيا أحد التحديات الصحية العالمية الأكثر إلحاحا في عصرنا الحالي. وتُعزى هذه الظاهرة بشكل كبير إلى عدم الالتزام باستخدام وسائل الوقاية اللازمة، والتي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة الفرد والمجتمع.

إن الإهمال في استخدام وسائل الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا ليس مجرد قرار شخصي، بل هو قرار يحمل في طياته مخاطر صحية جسيمة قد تؤثر في حياة الإنسان بأكملها. فبالإضافة إلى الآلام الجسدية والمعاناة التي تسببها هذه الأمراض، فإنها قد تؤدي إلى عواقب اجتماعية ونفسية لا تقل خطورة، مثل العزلة الاجتماعية، والاكتئاب، وصعوبة تكوين العلاقات.

وفي هذا الصدد، تشير الدكتورة ألكسندرا فيلييفا اختصاصية الأمراض الجلدية والزهرية، إلى أن هناك مخاطر كثيرة بما فيها أمراض مميتة عند عدم استخدام وسائل الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا. ووفقا لها، يصاب في العالم سنويا أكثر من مليون شخص أعمارهم 15-49 سنة بـ30 نوعا من الأمراض منقولة جنسيا وأكثرها انتشارا هي الكلاميديا، وداء المشعرات، والسيلان، والزهري، والهربس التناسلي، وفيروس الورم الحليمي البشري، والتهاب الكبد B، وفيروس نقص المناعة البشرية. ويمكن علاج الأمراض الأربعة الأولى، ولكن لا يمكن القضاء على مسببات الأمراض الأخرى بصورة تامة.

وتقول: "تظهر لدى المصاب بالزهري تقرحات مؤلمة في الفم والأعضاء التناسلية، ولكنها تختفي تلقائيا بعد عدة أشهر، ما يجعل المصاب يعتقد بأنه تعافى. ولكن هذا وهم يشكل خطورة على حياته. لأنه من دون تناول أدوية خاصة من مضادات الحيوية يتطور المرض ويدمر الجسم. أما بالنسبة للأمراض الأخرى، مثل الكلاميديا وداء المشعرات فإنها فإذا لم تعالج تسبب العقم عند الرجال والنساء على حد سواء. كما أن فيروس الورم الحليمي البشري قد يسبب السرطان لدى الجنسين أيضا".

وتشير الخبيرة، إلى أن سرطان عنق الرحم يقضي سنويا على حياة 311 ألف امرأة في العالم. والتهاب الكبد B يصيب الكبد وقد يسبب موته. أما فيروس نقص المناعة البشرية فيدمر منظومة المناعة ويتطور إلى الإيدز. وتحذر من أن الإصابة بهذه الأمراض ممكن خلال أي اتصال جنسي حتى إذا كان الشريك لا يعاني من أي أعراض لمرض من هذه الأمراض، لأن مدة الحضانة قد تصل أحيانا إلى سنتين، يكون خلالها المصاب ناقلا للمرض دون أن يعلم.

ووفقا لها، ينخفض خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا باستخدام الواقي الذكري عند ممارسة العلاقة الحميمة التي من الأفضل أن تكون مع شريك موثوق به دائما. كما يجب سنويا على الرجال والنساء إجراء الاختبارات الخاصة بالأمراض المنقولة جنسيا، ما يساعد على تشخيص الإصابة بهذه الأمراض مبكرا.

هذا وتتنوع الأمراض المنقولة جنسيا بشكل كبير، وتتراوح بين العدوى البكتيرية التي يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، والأمراض الفيروسية المزمنة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والتي لا يوجد لها علاج شاف حتى الآن. وقد تؤدي هذه الأمراض إلى عواقب صحية خطرة، بما في ذلك:

- العقم: يمكن أن تؤدي بعض الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل الزهري والكلاميديا، إلى العقم عند الرجال والنساء.

- سرطان عنق الرحم: يعد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) أحد أهم عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهو أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا لدى النساء.

- أمراض القلب: يمكن أن ترتبط بعض الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل التهاب الكبد الوبائي، بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

- التهاب الحوض: يعتبر التهاب الحوض أحد المضاعفات الشائعة للعدوى المنقولة جنسيًا، وقد يؤدي إلى الإنجاب المبكر أو صعوبة الإنجاب.

بالإضافة إلى الأضرار الصحية، يمكن أن تؤدي الأمراض المنقولة جنسيا إلى عواقب نفسية واجتماعية خطرة، مثل:

- القلق والاكتئاب: يمكن أن يؤدي الإصابة بمرض منقول جنسيًا إلى الشعور بالقلق والاكتئاب، مما يؤثر في جودة الحياة.

- العزلة الاجتماعية: قد يؤدي الإصابة بمرض منقول جنسيًا إلى العزلة الاجتماعية، مما يؤثر في العلاقات الشخصية والمهنية.

 

الأكثر قراءة

كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!