اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 

بعد الاعتداء "الإسرائيلي" على الضاحية الجنوبية لبيروت، ارتفعت الأصوات التي تُهلِّل للحرب المفتوحة على لبنان من الفريق المناهِض للمقاومة، والتي استمرت الى لحظة رد حزب الله على العدوان الإسرائيلي بعملية "يوم الأربعين"، بحيث تحوّلت الى حملة لتسخيفه، وصولاً الى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي تراجعت بعده موجة التهويل بالحرب. لكن هذا الطرف نفسه الذي يمثّل فريق المعارضة بقيَ متفقاً على تصعيد الموقف الرافض لأي تلاقٍ قبل وبعد كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ودعوته للحوار بالملف الرئاسي، في ظل أجواء عودة حراك الخماسية.

وتقول مصادر متابعة إنه عندما دعا الرئيس نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر جميع الأفرقاء السياسيين الى الحوار، كان الهدف أن يجدّد موقف الثنائي الشيعي من الملف الرئاسي، ويؤكد أن الانتخابات ليس لها علاقة بالحرب من جهة الثنائي، وبذلك يكون جدّد دعوة العام السابق في المناسبة نفسها للحوار أو التشاور، ومِن ثم عقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس.

كلام بري جاء ليُبطِل كل تُهم التعطيل الموجَهة الى الثنائي من فريق المعارضة، وعلى رأسه "القوات اللبنانية" التي تقوم بدور التعطيل فعلاً برفضها للحوار، تقول المصادر، لذا لم ينتظر رئيس مجلس النواب رداً إيجابياً منها على دعوة لم تستجب لها في زمن السلم فكيف في زمن الحرب، الذي تعتبره فرصة لفرض شروطها وفق رهاناتها المتعلّقة بنتيجة المعركة الحالية. فوفق المصادر ان هذا الفريق يُقفِل كل أبواب الحوار لهدفين:

- الأول: خارجي أي أن المرجعيات الإقليمية له تُراهن على إضعاف حزب الله بعد الحرب.

- الثاني: داخلي ولديه الرهان نفسه، وبالتالي يضع شروطه على الطاولة ويَحجز مكاناً له في المعادلة الداخلية.

يَعرف فريق المعارضة أنه ليس له مكان في المعادلة الخارجية مهما كانت نتيجة الحرب، بوقت يوجد دول تبحث عن دور لها في المنطقة ولم تجده حتى الآن، حتى حراك "الخماسية" يوضع في هذا الإطار وتحديداً باريس والرياض، تؤكد المصادر، بحيث ان الهدف من إعادة إحيائها ليس تحريك الملف الرئاسي، وإنما القول للولايات المتحدة إنهم ما زالوا موجودين، ورغم شعور الفرنسي بعدم وجود أي دور له بالتسوية،  فإنه يستمر في المحاولة للحصول عليه من الأميركي أو على الأقل الحصول على فرصة، رغم مساهمته الضعيفة في الحرب التي ستحدِّد نتيجتها موازين القوى في المنطقة.

إذاً، لا حراك جدّي رئاسي حتى الآن، فقبل الحرب كان هناك مَن يَنتظر تحوّلاً خارجياً، وبعد الحرب بات يَنتظر نتيجتها لعلّها تصب في مصلحته، ليَحجز لنفسه دوراً فَقَدَه بفشل رهاناته التي تُعيد نفسها عند كل استحقاق مصيري للبلد بالهدف والنتيجة نفسيهما، هكذا تقول التجارب السابقة وملامح المعركة الحالية بانتظار حسمها...

.

الأكثر قراءة

دمشق بين الجيش التركي والجيش "الإسرائيلي"