اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في عالمنا المعاصر الذي يتسم بالتطور التكنولوجي المتسارع، أصبح الهاتف المحمول أكثر من مجرد أداة للاتصال. إنه شريان الحياة الرقمية الذي يربطنا بالعالم من حولنا، ويسهل حياتنا اليومية بطرق لا حصر لها. لقد تخطى الهاتف المحمول دوره التقليدي كوسيلة للاتصال الصوتي، ليصبح جهازًا متعدد الوظائف يجمع بين الاتصال، والإنترنت، والترفيه، والعمل، وغيرها الكثير. هذا ويربط الكثيرين بين استخدام الهاتف المحمول وسرطان المخ، ولكن هل هذه النظرية صحيحة أم هي مجرد إشاعة؟

يعد سرطان المخ من الأمراض المعقدة والخطيرة التي تصيب الدماغ، ولكن أسباب الإصابة به ليست واضحة تماماً حتى الآن. على الرغم من أن العلماء والباحثين يواصلون استكشاف العوامل التي قد تسهم في تطور سرطان المخ، إلا أنه لا يوجد سبب محدد يمكن القول بأنه المسؤول الوحيد عن الإصابة. ومع ذلك، هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المخ، إليكم أبرزها:

- الطفرات الجينية والعوامل الوراثية: تعتبر التغيرات الجينية واحدة من العوامل التي يمكن أن تسهم في تطور سرطان المخ. تحدث الطفرات عندما يحدث خلل في الحمض النووي للخلايا، ما يؤدي إلى انقسام غير طبيعي ونمو خلايا سرطانية. بعض هذه الطفرات قد تكون موروثة من الوالدين، مما يعني أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان المخ قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.

- التعرض للإشعاعات: يعد التعرض لمستويات عالية من الإشعاع من أحد العوامل المعروفة التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المخ. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يتعرضون لعلاجات إشعاعية في الرأس لعلاج حالات صحية أخرى يكونون في خطر أعلى للإصابة. كما أن التعرض لإشعاعات ناتجة عن الكوارث النووية قد يزيد من هذا الخطر.

- التقدم في العمر: تشير الدراسات إلى أن خطر الإصابة بسرطان المخ يزداد مع تقدم العمر. على الرغم من أنه يمكن أن يحدث في أي عمر، إلا أن سرطان المخ يعد أكثر شيوعًا بين البالغين وكبار السن. قد تكون خلايا الدماغ لدى الأشخاص الأكبر سنًا أكثر عرضة للضرر مع مرور الوقت، مما يزيد من احتمالية تطور الخلايا السرطانية.

- التعرض للمواد الكيميائية الضارة: العمل في بيئات تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل مبيدات الحشرات أو المنتجات البترولية قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المخ. على الرغم من أن الأدلة حول هذا العامل ليست حاسمة تمامًا، إلا أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة محتملة بين التعرض لهذه المواد والإصابة بالسرطان.

- نقص المناعة: الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أو الأمراض المناعية المزمنة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان المخ. هذا يشمل الأفراد الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة أو المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

- العوامل البيئية: على الرغم من أن الأبحاث لا تزال مستمرة، إلا أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن العوامل البيئية قد تلعب دوراً في الإصابة بسرطان المخ. من بين هذه العوامل استخدام الهواتف المحمولة بشكل مفرط، التعرض المستمر لموجات الراديو، أو العيش في مناطق ذات معدلات تلوث مرتفعة.

وفي هذا الصدد، خلصت دراسة جديدة، أُجريت بتكليف من منظمة الصحة العالمية للأدلة المنشورة المتوافرة على مستوى العالم، إلى عدم وجود صلة بين استخدام الهاتف المحمول وزيادة خطر الإصابة بسرطان المخ.

وأوضحت الدراسة أنه رغم الزيادة الهائلة في استخدام تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية، لم تحدث زيادة مقابلة في حالات الإصابة بسرطان المخ. وينطبق هذا حتى على الأشخاص الذين يجرون مكالمات هاتفية طويلة أو يستخدمون الهواتف المحمولة منذ أكثر من عقد.

وشمل التحليل 63 دراسة أجريت بين عامي 1994 و2022، وقيّمتها 11 جهة بحث من 10 دول، تضمنت هيئة الحماية من الإشعاع التابعة للحكومة الأسترالية.

وقال المعد المشارك للدراسة مارك إلوود، أستاذ علم الأوبئة السرطانية في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا، إنه الدراسة قيّمت تأثير ترددات موجات الراديو المستخدمة في الهواتف المحمولة وفي التلفزيون وأجهزة مراقبة الأطفال والرادارات.

وتابع "لم تظهر أي من المسائل الرئيسية التي خضعت للدراسة زيادة في المخاطر".

وبحثت الدراسة سرطانات المخ لدى البالغين والأطفال، وكذلك سرطان الغدد النخامية واللعابية وسرطان الدم، والمخاطر المرتبطة باستخدام الهاتف المحمول وأجهزة الإرسال ومحطات البث، وأيضا التعرض بحكم طبيعة المهنة. ويأتي هذا التحليل في أعقاب جهود مماثلة، فقد قالت منظمة الصحة العالمية وهيئات صحية دولية أخرى من قبل إنه لا يوجد دليل قاطع على وجود تأثيرات صحية ضارة ناجمة عن الإشعاع الذي تستخدمه الهواتف المحمولة، لكنها دعت إلى إجراء مزيد من الأبحاث. ومن المقرر أن يصدر تقييم منظمة الصحة العالمية في الربع الأول من العام المقبل.

 

الأكثر قراءة

كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!