اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُنذر مجريات التصعيد الأخير جنوباً بإعادة الوضع إلى مراحل سابقة من الخطر والمخاوف من اتساع رقعة الحرب، حيث يؤكد المحلل الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن "استراتيجية تجفيف قدرات حزب الله، هي الإستراتيجية المتّبعة منذ ثلاثة أشهر، حيث أن ما تمّ قصفه خارج خطوط المواجهة هو مخازن أسلحة ولوجستيات بعيدة عن خط الجبهة، وصولاً إلى الداخل السوري، ليس جديداً، ولكن التصعيد الذي لاحظناه في الساعات ألـ 48 الأخيرة، والذي لم يكن جديداً أيضاً، يندرج في إطار ما يعتمده نتنياهو من خطوات تصعيدية بدأها بعد عودته من واشنطن، حيث أنه، وبعد التأييد الذي حصل عليه في الكونغرس، نفّذ عمليات اغتيال شكر وهنية، واستخدم القنابل الكبيرة (ألف رطل) في كفركلا، عندما دمّر أربعة مبان سكنية بضربة واحدة".

 ووانطلاقاً من هذا المشهد يقول العميد ملاعب لـ "الديار"، أن "ما نشهده حالياً من تصعيد، ليس أسلوباً جديداً، لأن إسرائيل وصلت إلى مكان لم يعد فيه جيشها هو الجيش الذي لا يُقهَر، إذ أنها استخدمت الكثير من أسلحتها وهي معتمدة على الدعم الأميركي، وقد احتفلوا في واشنطن بالطائرة رقم 500 التي نقلت الأسلحة والصواريخ وبلغت 50 الف طناً من الاسلحة، ما يثبت أن إسرائيل عاجزة عن القيام بأي حرب من دون الدعم الأميركي كما في أوكرانيا".

 ورداً على سؤال عن الزيارات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل، يشير ملاعب إلى أن "قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي يزور إسرائيل كل أسبوعين ويتابع على الأرض ، ومن الملاحظ أنه منذ أسبوعين أتى رئيس الأركان الأميركي إلى اسرائيل وجال مع هرتسي هاليفي رئيس أركان  العدو في الشمال واطلع على الجبهة، ولذا فإن تقدير الوضع لم يعد بيد الإسرائيلي بل أصبح بيد الأميركي".

 فهل يقدم الأميركي على شنّ الحرب؟ عن هذا السؤال يجيب العميد ملاعب أن "الحرب كانت محتملة عندما أحضرت واشنطن حاملتي الطائرات وما يتبعها من سفن وطرادات ، حيث كان هناك خوف من الرد الإيراني ولكن اليوم بعد سحب حاملتي الطائرات، لا خطر من حرب أكبر وأوسع ولكن هناك تصعيد أكبر، وهذا التصعيد الأكبر هو قرار أميركي، أي أنه تصعيد مدروس، كما أن تقدير الموقف يتمّ مع الأميركيين وليس مع الإسرائيليين لوحدهم".

وفي هذا الإطار يلفت ملاعب إلى أنه "عندما يحصل انتقال السلطة في أميركا، الدولة الأولى في العالم، فإن السلطة الحالية لا تورث السلطة المستقبلية المشاكل، ولذلك، سيوقفون اتخاذ القرارات الصعبة لان هناك انتخابات وحتى لو فاز الحزب الحالي فلن يورث المشاكل للعهد الجديد، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على إسرائيل لأن بايدن تعهد للإسرائيليين بأن إسرائيل لن تبقى تحت التهديد مستقبلاً، وهذا الكلام يُترجم على أرض الواقع، ويبدو أن سباقا يحصل بين الحزبين المتنافسين على دعم إسرائيل، فالقرار الإسرائيلي هو الذي سينفذ وهو مدعوم أميركياً".

ويخلص العميد ملاعب إلى أن "تقييم القرار الأميركي والإسرائيلي، هو إضعاف قدرات حزب الله قبل الوصول الى حرب معه، ما يعني أن هذه الإستراتيجية هي المتّبعة الآن بالتزامن مع العمل الدبلوماسي للوصول إلى تسوية ما تمكنهم من الإستغناء عن حرب أكبر، ولكن إن لم يتوصلوا إلى تسوية ما وتمكنوا من إضعاف قدرات الحزب بعمل ما، أعتقد أنهم سيتابعون التصعيد لأن سياسة إسرائيل هي: إذا رأيت عدوك يضعف فزد عليه القوة، كما فعلوا في غزة وكما قادوا المفاوضات، أي أنه كلما وافقت حماس على مطلب في المفاوضات زادت إسرائيل المجازر وعمليات الإبادة".

وأمّا بالنسبة لما نُشر عن "اجتماع افتراضي بين الإسرائيليين والأميركيين برئاسة آموس هوكستين، حول تبادل للأراضي في لبنان واسرائيل"، يضيف ملاعب أنه "كلام جديد، إذ أنه من غير الواضح ما سيقود إليه من حديث حول إعادة ما مزارع شبعا وكفرشوبا، إذ من الممكن ان تكون هذه هي الفجوة التي تبحث عنها أميركا لتفادي الحرب والتي تدرسها إسرائيل لأنها تدرك أن تكاليف الحرب مرتفعة".

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين