اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منتهكآ حرمة اقدم الحواضر المسيحية على ترابها 21 ديرآ و 40 كنيسة منها ديرها الأعرَّق الثاني بعد كنيسة القيامة، بُني سجن صيدنايا عام 1987 الاكثر سرية وقسوة ليفوز بشهرة "المسلخ البشري" وليكون رمزآ لنظام تهاوى في بضعة ايام، تاركآ على جدران زنزاناته شواهدَ أسماءٍ ورموز معتقلين احياء واموات بالكاد، رسمت الاظافر بالنفس الاخير حروفآ...!

تاليآ؛ قد يدخل سقوط النظام الحديدي ضمن تصنيف المؤامرة، لكن المستحيل إخفاء او نكران وحشية مورست صنف قهر وقمع أضنى الأسى وأثكل الامهات. ثم ان الثورة أرخت ظلالها على الاقليم، فسوريا ركن اساسي في التركيبة الجيو سياسية، وإذ ينصب الاهتمام حاليآ حول مستقبلها السياسي فتركيبة الحكم المرتجى برهان نضج او مشروع تقسيم وفوضى. لذا فإن مؤتمر وطني شامل برعاية الامم المتحدة سيكون ضرورة يترجم وينتج دستورآ جديدآ للبلاد معطوفآ على إنجاز مصالحة مجتمعية وطنية. سياقآ وَفَرَّ مجلس الامن الدولي في جلسته المنعقدة يوم امس دعمآ وتوجيهآ في بيان صادر بالإجماع "دعا الى عملية سياسية شاملة بقيادة وطنية تلبي تطلعات السوريين وتمكنهم من تحديد مستقبلهم بشكل ديموقراطي، تستند للمبادئ الأساسية وفق القرار 2254 ويناشد المجلس سوريا وجيرانها الامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تقوض الأمن الإقليمي"...!

مما لا شك فيه ان فرصة تاريخية تحمل آمالآ عريضة لشعب سوريا تضع الحكومة الانتقالية وقائد الإدارة العامة احمد الشرع على محك مجموع تحديات امنية، إقتصادية وسياسية، تتوازى مع اعادة اعمار وترسيخ استقرار في ظل تعقيدات جيوسياسية تتطلب فكفكة هادئة وليس تحت النار... كما ان انضواء الفصائل المتحالفة مع هيئة تحرير الشام في عملية تاسيس قدرات الدولة يبنى عليه لجهة اهمية مكافحة الارهاب ومنع الجماعات المتطرفة من التمدد او اخذ اجزاء من سوريا ملاذآ، سيما ان الصراع "لم ينتهِ بعد رغم الاطاحة بالاسد" على ما حذر منه المندوب الاممي الخاص الى سوريا "غير بيدرسون"!

في محورية "العدالة" مطلب شعبي لإنفاذها ومحاسبة اركان النظام السابق بعد ان فُتحت السجون ونُبشت المقابر الجماعية امام ذهول واستنكار لما مورس داخل معتقلات الاستخبارات وفروعها مَر عقودٍ، جعلت "السجين صفرآ لا عبدآ" والانسانية هشة ان لم تكن معدومة... اما بالنسبة لشرائح اجتماعية او طائفية أُخضِعت للنظام فأمر مشروع منطقي إن انتابها قلق وتوجس رغم تطمينات، ما يفرض احتضانآ ومسؤولية في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة. لتأتي عظة المشرقي الروح والهوى يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس في بنودها وتوجهاتها خارطة طريق مسكونية وطنية جامعة، رؤية بحث عن وحدة سوريا، دعوة تشبث بالارض وثبوت إيمان.. لترسم عبارته عهدآ يسقط (الواو) الزائدة: "إخوتي المسلمين، ما بين النحن والأنتم تسقط (الواو) ويبقى نحن أنتم، وأنتم نحن"...!

أَنَا للميلاد إلا مجد القدوس وترنيمة الحياة، في مزود بيت لحم كان انتصار النور على الظلمة انتصارآ للحقيقة على الجهل والعدالة على الظلم... على اعتابه تشرق شمس العدل الحقيقية، تسطع لتنير البشرية جمعاء بعد ليل الخطيئة. مع نهاية العام تباشير ولادة جديدة (باليجنسيا) من فوق بالروح القدس... سوريا ترتدي حلة الميلاد المجيد...!

*عميد متقاعد، مختص في الشؤون الامنية والاستراتيجية  

الأكثر قراءة

القصر الجمهوري يستعد... هل يكون 9 كانون الثاني موعداً للحسم الرئاسي؟ «الاسرائيليون» لاهالي الجولان: لن ننسحب وستخضعون للقانون «الاسرائيلي» بالتجنيد اعتراض اميركي اوروبي على العفو العام عن الإسلاميين وطلبات إخلاء السبيل رُدّت