اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في يومنا هذا، الذي نحتفل فيه باليوم العالمي للصداع النصفي، نتوقف لحظة لنلقي الضوء على واحدة من أكثر الأمراض العصبية شيوعاً وإيلاماً، والتي تؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم. الصداع النصفي، ذلك الزائر المتكرر الذي يطرق أبواب الكثيرين، ليس مجرد ألم في الرأس، بل هو حالة صحية معقدة تتسبب بمعاناة شديدة وتؤثر في جودة الحياة بشكل كبير.

يعتبر الصداع النصفي أكثر من مجرد صداع عادي، فهو نوبة حادة من الألم ترافقها مجموعة من الأعراض الأخرى التي قد تشمل الغثيان، والقيء، والحساسية للضوء والصوت، وحتى اضطرابات بصرية. هذه الأعراض المتنوعة تجعل من الصداع النصفي تجربة مرهقة ومؤلمة للمصابين، وتؤثر بشكل كبير في قدرتهم على أداء مهامهم اليومية والعيش حياة طبيعية.

ولكن ما الذي يجعل الصداع النصفي حالة صحية تستحق كل هذا الاهتمام؟ الإجابة تكمن في تأثيره المتعدد الأبعاد في حياة المصابين. فبالإضافة إلى الألم الجسدي الشديد، يتسبب الصداع النصفي باضطرابات نفسية واجتماعية كبيرة. يعاني المصابون من الاكتئاب والقلق، ويواجهون صعوبة في التركيز والعمل، وقد يعزلون أنفسهم عن الآخرين خوفاً من تكرار النوبات.

وفي هذا الصدد، حدد البروفيسور فلاديمير بارفيونوف في اليوم العالمي للصداع النصفي الذي يصادف يوم 12 أيلول من كل عام، أسبابه وخطورته وكيفية التمييز بينه وبين أنواع الصداع الأخرى.  ويقول: "أعراض المرض مميزة: صداع شديد في جانب واحد من الرأس يصاحبه نبض وغثيان وحتى تقيؤ، ويسبب ضعفا في الأداء الوظيفي للشخص. يعاني الكثيرون من الصداع النصفي 1-2 مرة في الشهر، وهناك من يعاني منه كل يوم تقريبا. لذلك هناك مفهوم "الصداع النصفي العرضي" أقل من 15 يوما، وأكثر من 15 يوما هو "الصداع النصفي المزمن". وينقسم النوع العرضي إلى متكرر ونادر، كما يمكن أن يكون من دون هالة أو مع هالة وحينها بالإضافة إلى الصداع يعاني الشخص من اضطرابات أخرى، مثل اضطراب الرؤية، ولكنها لا تستمر طويلا".

ويضيف  بارفيونوف" تشير نظرية الأوعية الدموية الثلاثية التوائم للصداع النصفي، إلى أن العصب الثلاثي التوائم هو السبب في نوبات الصداع النصفي، وتأثيره يكون عبر أوعية دموية معينة في الأم الجافية dura mater في الجمجمة، ومن خلال مواد معينة، مثل السيروتونين والببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين. ويقول: "يعرف الأطباء هذا، لذلك تعمل جميع الأدوية وفق هذه الآلية. ومن دون شك يؤثر عامل الوراثة في الصداع النصفي، حيث اتضح أن أكثر من نصف الحالات سببها الاستعداد الوراثي، ولكن ليس بالضرورة. أي أنه ليس مرضا وراثيا، بل مجرد استعداد وراثي".

ويشير إلى أن العامل الآخر المسبب للصداع النصفي هو الإجهاد الذي يجب السيطرة عليه. كما أن مسألة التغذية مهمة، لأن الكثير من المواد الغذائية تساعد على تطور نوبات المرض: الجبن، المكسرات، الشوكولاتة، الكحول، وغيرها. ووفقا له، يؤثر أيضا النشاط البدني المكثف واضطراب النوم -قلته أو زيادته. أي إذا تمكن الشخص من تصحيح هذه العوامل فسوف تقل نوبات الصداع النصفي.

ويلفت إلى أنه لعلاج المصاب يجب قبل كل شيء تحديد هل هذا صداع نصفي أم لا، وهل هو عرضي أم مزمن. كما يجب معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من مشكلات صحية أخرى مثل آلام العضلات، اضطراب النوم، الأرق، القلق والاكتئاب. وبعد ذلك يوصف له الدواء اللازم لعلاج الأمراض المصاحبة أيضا وعلاج الصداع النصفي طبعا.

 

الأكثر قراءة

كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!