اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعتبر الدهون المتراكمة في منطقة البطن واحدة من أخطر أنواع السمنة التي تواجه النساء، وتشكل تهديدًا صحيًا جسيمًا يتجاوز المظهر الخارجي. فبينما قد تبدو بعض النساء نحيفات، إلا أن تراكم الدهون في منطقة البطن قد يخفي أمراضًا خطرة كامنة. تكمن خطورة هذه الدهون في أنها تتراكم حول الأعضاء الداخلية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة عديدة.

وليس الأمر يتعلق فقط بالصحة الجسدية، بل يتعداه إلى الصحة النفسية والاجتماعية. فالمرأة التي تعاني من سمنة البطن غالبًا ما تشعر بانعدام الثقة بالنفس، وتواجه صعوبات في قبول جسدها، مما يؤثر سلبًا في علاقتها بنفسها وبمن حولها. كما أن المجتمعات غالبًا ما تربط السمنة بالكسل والانحراف عن المعايير الجمالية السائدة، مما يزيد من الضغوط النفسية التي تواجهها النساء المصابات بالسمنة.

وفي هذا الصدد، كشفت دراسة جديدة عن خطر صحي مثير للقلق يرتبط بتراكم الدهون في منطقة البطن، التي تضم أعضاء مثل الكبد والبنكرياس. واكتشف باحثو جامعة "غرب أستراليا" أن زيادة الدهون في منطقة البطن، يزيد من خطر الإصابة بالألم المزمن في أجزاء عديدة من الجسم. ويضاف هذا إلى قائمة المخاطر المؤكدة المرتبطة بتراكم الدهون حول الخصر، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

وفي الدراسة، فحص الباحثون البيانات الصحية لأكثر من 32 ألف بريطاني (متوسط ​​أعمارهم 55 عاما)، حيث خضع كل مشارك لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي لبطنه لقياس كمية الدهون حول الأعضائه الداخلية مثل الكبد والبنكرياس، والمعروفة طبيا باسم الدهون الحشوية. وقاس فريق البحث أيضا كمية الدهون الموجودة تحت الجلد مباشرة. كما طُلب من المشاركين تحديد ما إذا كانوا قد عانوا من أي ألم في الرقبة أو الكتف أو الظهر أو الورك أو الركبة، أو في جميع أنحاء الجسم.

وبعد عامين، تم إجراء التقييمات مرة أخرى على 638 شخصا في المجموعة. وكشفت النتائج أن زيادة نسبة الدهون في منطقة البطن، ارتبطت بزيادة فرص الإبلاغ عن الألم. كما ارتبط الوزن الزائد مع مؤشر كتلة الجسم (BMI) الأعلى بفرصة أكبر للألم. ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي لديهن مستويات أعلى من الدهون حول أعضائهن وتحت الجلد، كنّ أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بألم مزمن في جميع أنحاء الجسم. وبالمقارنة، كان الرجال أكثر عرضة بنسبة 13% فقط للألم المزمن.

وقال فريق البحث: "ارتبطت المستويات الأعلى من الأنسجة الدهنية بزيادة احتمالات الإبلاغ عن الألم المزمن لدى كلا الجنسين. وكانت تقديرات التأثير المقلق أكبر نسبيا لدى النساء منها لدى الرجال". وأوضح أن الاختلاف بين الجنسين قد يكمن في التباين في "توزيع الدهون والهرمونات". ويعتقد الباحثون أن الدهون الزائدة قد تؤدي إلى الالتهاب، وهي العملية التي يطلق بها الجسم مواد كيميائية استجابة للضرر، ما يحفز الاستجابة المناعية.

هذا وهناك العديد من العوامل التي تساهم في تراكم الدهون في منطقة البطن لدى النساء، من بينها:

- العوامل الوراثية: يمكن أن تؤدي الجينات دورًا في تحديد مكان تراكم الدهون في الجسم.

- نمط الحياة: يتضمن ذلك التغذية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، والتدخين، والإجهاد.

- التغيرات الهرمونية: يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث خلال فترة انقطاع الطمث، على توزيع الدهون في الجسم.

- الأدوية: بعض الأدوية يمكن أن تزيد من خطر تراكم الدهون في منطقة البطن.

 

الأكثر قراءة

كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!