إرتدى لبنان مرّة جديدة هذا العام، رغم الأزمات والمآسي وحرب الجنوب والشغور الرئاسي، حُلّة العُرس. فبعد تطويب البطريرك اسطفان الدويهي في بكركي في 2 آب الفائت، ها هو يحتفل باستقبال جثمان «بطريرك الأمس قدّيس الغدّ»، خادم الربّ المكرم البطريرك كريكور (أو غريغوريوس) بيدروس الخامس عشر أغاجانيان، الآتي من المعهد الحبري الأرمني في روما، وهو لا يزال بعد على حاله رغم مرور 53 عاماً على وفاته. وصحيح أنّ العريس هذه المرّة ليس من أصول لبنانية، بل هو أرمني من جورجيا، من أبناء الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، غير أنّه لبناني الجنسية، مسيحي الدين والهوى، وقد عاش وخَدَم في لبنان مدّة 25 عاماً، لا سيما في دير بزّمار. وطلب في وصيته أن يُدفن في هذا البلد الذي أحبّ، حيث شيّد المدارس والجامعات والإكليركيات ودور العبادة، وافتتح مراكز لرعاية وحماية الأيتام، والعديد من المؤسسات الكنسية والروحية والرهبانية، وأبرزها رهبانية القدّيسة الأم تيريزا دي كالكوتا، مُعبّراً بذلك عن عُمق إيمانه المسيحي، ومُحافظاً على الوجود الأرمني في لبنان.
وعلى خطى القدّيسين الذين سبقوه، يستكمل خادم الربّ البطريرك أغاجانيان (1895- 1971) مسيرة تطويبه، ومن ثمّ تقديسه في لبنان، ليُرفع إسمه بعد ذلك على مذابح الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، أي الكنيسة المسيحية الجامعة. فقد ترك بصمة محبة وسلام في قلوب اللبنانيين ومن عرفوه في حياته الأرضية، وسيبقى في قلوبهم وبينهم. هو الذي عُرف بمواقفه الداعمة للمصالحة والحوار وبقدرته على الجمع بين القادة السياسيين اللبنانيين من مختلف الطوائف حتى في أحلك الظروف، ما جعل له مكانة مميّزة...
هو ليس أوّل قديس في الكنيسة الأرمنيّة، فتاريخنا مليء بالشهداء والقديسين. ولا ننسى كل شهداء الإبادة الأرمنيّة، هؤلاء الشهداء الذين فضلوا أن تسفك دماءهم على نكران السيد المسيح.
كان أكثر من ناسك في حياته، حيث تجلت روح المسؤولية لديه من خلال كل مراحل حياته، فقد كان متجردا في حياته من كل مظاهر الغنى، في وقت كان يمكنه أن يستغلّ كل شيء، ولكن بقي كما هو ذلك الناسك المتواضع في حياته الشاهد لمحبة الله على الدوام سلك على درب القداسة ذاتها، بقداسة جديدة في وقتنا الحاضر، من خلال سيرة حياته وأعماله الطيبة. فعندما نعاين الحروب المنتشرة والحقد والكراهية التي تنتشر بقساوة في حياتنا، يظهر الكاردينال أغاجانيان كوردة نضرة في صحراء حياتنا الحاليّة، ومن خلال عطره الذي يفوح اليوم يمنحنا الرجاء والخلاص لنحيا من جديد نحو درب القداسة”.
هنيئاً للكنيسة الأرمنية، وللكنيسة الكاثوليكية الجامعة بهذه الفرحة، خصوصاً ببقاء جثمان خادم الربّ في كاتدرائية مار غريغوريوس المنوّر- مار الياس النبي في ساحة الدبّاس التي أسّسها منذ 65 عاماً، وحيث سيُطلق إسمه على الشارع المؤدّي اليها في بيروت، ليتسنّى لجميع المؤمنين زيارته والتبرّك منه.
} من المطار الى ساحة الشهداء }
واتجهت أنظار أبناء الكنيسة الكاثوليكية الجامعة بالأمس نحو لبنان، الذي شهد الحدث التاريخي والديني الذي تمثّل باستقبال جثمان الكاردينال أغاجانيان. وكان وصل الجثمان المقدّس من روما الى مطار بيروت الدولي عند الرابعة من بعد ظهر أمس، حيث أُقيم له استقبال رسمي في «الصالون الرئاسي» بمشاركة كاثوليكوس بيت كيليكيا وبطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، ولفيف من الكهنة والمؤمنين.
وصلّى ميناسيان على الجثمان الطاهر الذي وُضع في نعشٍ زجاجي، في صالون كبار الزوّار في المطار، قبل أن يتمّ نقله الى المنصّة في ساحة الشهداء. ثمّ رتّل الحضور تراتيل التسبيح والتبريك أمام الجثمان باللغة الأرمنية. وبدا البطريرك أغاجانيان، وكأنّه يغطّ في نومٍ عميق، بلباسه الكاردينالي التقليدي، وأسارير الفرح والهدوء بادية على وجهه.
وغصّت ساحة الشهداء بحشد كبير من الشخصيات الروحية والقيادات العسكرية والأمنية والقضائية والسياسية والديبلوماسية والحزبية والنقابية والأكاديمية والإعلامية، ومن المؤمنين اللبنانيين، ومن أبناء الطائفة الأرمنية التي وفدت من مختلف المناطق، فضلاً عن وافدين من أرمينيا وسوريا ومن سائر دول العالم، للمشاركة في هذا الإحتفال الوطني. وبدأ المشاركون بأخذ أماكنهم بدءاً من الخامسة من بعد الظهر في ساحة الشهداء وسط بيروت.
وحول منصّة ضخمة قامت شركة « آيس» المنظّمة للإحتفال بتحضيرها، ومثّلت شكل المدفن الذي كان موضوعاً فيه جثمان البطريرك أغاجانيان في روما، اكتسى اللون الأبيض، وزيّنته صورة كبيرة له باللباس الأحمر وُضعت وسط المنصة، وأحاطت بها شاشتان ضخمتان بثّتا صوراً للعذراء مريم، ثمّ «فيديو» روى سيرة حياة الكاردينال أغاجانيان على الأرض بصوت الممثل جهاد الأطرش، جلس عدد من رجال الدين والبطاركة والمطارنة والكهنة من مختلف الطوائف والفرقة العسكرية الهرمونية.. وحضر الإحتفال في الصفوف الأمامية عدد من رجال الدين من الطوائف الأخرى الى جانب السياسيين والفاعليات الأخرى، ما عكس مشهد عمق الإيمان المسيحي والوحدة الوطنية والتعايش المشترك.
وعلى أنغام الموسيقى التي عزفتها الفرقة الهرمونية من الجيش اللبناني برئاسة المقدّم الموسيقي نديم عبس الأسطى يعاونه الرائد الياس باشا، بدأ الإحتفال المهيب عند السابعة مساء بدخول الداعي الى هذا الحفل البطريرك ميناسيان مع عدد من المطارنة الذين مروا وسط الحشود، ثمّ كان بتطواف لجثمان البطريرك أغاجيان الذي وصل الى ساحة الشهداء في قلب بيروت على سيّارة مكشوفة، أظهرت الجثمان أمام جميع المشاركين، ليُعلن رسالة العدل والسلام لأبناء لبنان والشرق الأوسط.
وحَمَل النعش الذي زُيّن بالورود البيضاء 12 شخصاً على الأكتاف، كلّ منهم يُمثّل إحدى الطوائف التي يضمّها لبنان من مسيحيين ومسلمين، وسط تصاعد عبق البخور ونثر الأرز والأزهار وتصوير المشهد من الحواتف المحمولة، ليوضع وسط المنصّة أمام جميع الحضور وسط التصفيق الحارّ. وأدّى الكشّاف الأرمني التحية للجثمان المقدّس.
قدّم الحفل الإعلامي ماجد بو هدير، بداية النشيدين اللبناني والأرمني. ثمّ بُث «فيديو» بصوت الممثل جهاد الأطرش دام 10 دقائق، تحدّث فيه عن سيرة حياة الكاردينال أغاجانيان الذي قال عنه البابا بولس السادس إنّ «التاريخ سيُخبرنا بما تدين له أرمينيا والكنيسة الجامعة والإرساليات جمعاء”.
} البطريرك ميناسيان: أردنا أن نظهر للعالم
تماسكنا ومحبتنا المتبادلة بين الطوائف }
ثمّ ألقى البطريرك ميناسيان كلمة جاء فيها: «أفتتح كلمتي بآخر كلمات الكاردينال أغاجانيان، من آخر كلماته حيث قال: «أنا عطشان. عطشان لقداستكم أحبّائي». وكنا جميعنا معه من التلاميذ، وقد أصبحوا مطارنة ومسؤولين في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية. نعم هذه كانت آخر كلماته وتمنياته لنا قبل مغادرته هذه الفانية قبل 53 عاماً، وهذا ما نصبو اليه”.
أضاف: «في هذه الأيام الصعبة والمخاطر التي تحيط بوطننا الحبيب لبنان، والتحديات التي تواجهه من جميع الأطراف، أخذنا هذه المسؤولية الكبيرة، وأتينا بجثمانه الى لبنان. أتينا به لهدف سامي، وإن كان أرمنياً فهو لبنانياً، بجنسيته اللبنانية. وهو من أوائل الشخصيات التي حملت لقبها الإستثنائي بجوازها الديبلوماسي الذي حصل عليه سنة 1943 سنة الإستقلال. وليس بجواز سفر فقط، لا بل حمل وتمترس بوسام الأرز الذي ناله من الرئيس الراحل شارل حلو. أتينا به الى لبنان لنظهر للعالم أجمع تماسكنا وتعاضدنا ومحبتنا المتبادلة بين الطوائف وجميع الأطراف. هذه كانت الصورة التي أردنا التعبير عنها بحمل النعش من أشخاص من جميع الطوائف التي تمثّل العائلة اللبنانية . فلذا أشعر اليوم بواجب الشكر العميق لوطننا العملاق وطن المحبة والعطاء، وطن الرموز الروحية والاجتماعية ينبوع القديسين، ووطن التعايش المشترك”.
وكانت أغنية وطنية «رح نرجع نتلاقى، رع نرجع نتوحّد”.
} الراعي: سيكون طوباوياً
وقديساً عظيماً لهذا الجيل }
وكانت كلمة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قال فيها: «نستقبل بخشوع في هذا المساء جثمان خادم الله في وطنه لبنان، حيث سيكون ضريحه في كاتدرائية مار غريغوريوس ومار الياس النبي للأرمن الكاثوليك في ساحة الدباس بيروت. أول ما عرفته كان في سنة 1953 - 1954 عندما احتفل بقدّاس يسوع الملك، بدعوة من الطوباوي أبونا يعقوب حدّاد الكبّوشي. وأنا كنت طالباً في دير سيّدة اللويزة، وكنا نخدم قداسات العيد. وكان أبونا يعقوب يعلّمنا خدمة المذبح، منذ ذلك الحين دخل البطريرك أغاجانيان في قلبي. حتى رأيته من جديد في روما أثناء المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، وكان فيه أحد ّرؤساء جلساته، وكنت أساعد في إذاعة الفاتيكان، ممّا مكّنني من تصويب نظري الدائم اليه”.
اضاف : «كان لديّ إحساس كبير بشخصه، فلم أكن أنظر إلّا اليه بين آباء المجمع. عندما قُدّمت دعوى تطويبه سُررت جدّاً، وقلت إنّه مستاهل. والآن بحفظ جثمانه سليماً، نأمل أن يُسهّل سير الدعوى. في كلّ حال سيكون طوباوياً وقديساً عظيماً لهذا الجيل. نهنىء به الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية بل جميع الكنائس ولبنان باسره. فعلاً عجيب الله في قدّيسيه”.
ثمّ رنّمت الفنانة ليال نعمة مطر.
} ميقاتي: كان خير تعبير عن نعمةِ التلاقي }
وألقى رئيس حكومة تصريف الأعمال ميقاتي كلمة جاء فيها: «لن أتحدّثَ اليومَ لا عن حياتِه، ولا عن كهنوتِه، ولا حتّى عن دورِه الوطني في لبنان في زمنِ الازدهار والتطوّر، كما في زمنِ الانقسامات والثورات الداخليّة.فإن مآثرَه تتحدَّثُ عنه بأبلغَ الكلمات. ما أريدُ اليومَ الحديثُ فيه، هو عن لبنان الرسالة ،خصوصا وأن البطريرك الكاردينال أغاجانيان الذي نستقبلُ جثمانه بيننا، نموذجٌ بهيٌّ عن هذه الرسالة. وأول ما يجبُ قولُه أن الشعبَ اللبنانيَّ الذي يعيشُ غنى التنوع في كل ميادين الحياة، مدعوٌّ لأن يعيشَ في الوقتِ نفسِه غنى الاتحاد والتلاقي بين مكوناته وفئاته.هذه هي رسالتُه ودوره في الداخل والمشرق والعالم:أن يعطي المثال للإنسانية كلها، على أن الاختلاف والتنوع لا يعنيان التخاصم والحروبَ وإلغاءَ الآخر، بل هما السبيل الأفضل للتعارف المؤدي إلى بناء الحياة.”
وتابع:»عاش هذه التجربة الفريدةَ في داخل كيانِه، كما في المواقع التي تبوَّأَها على الصعيدين الكنسي والوطني، فكان خير تعبير عن نعمةِ التلاقي، القيمةِ الإنسانية النبيلة التي ينبغي لجميع اللبنانيين أن يجسّدوها في عيشهم معا. لكن نعمة التلاقي لا تتحققُ إلا بالحوارِ الذي ليس فقط حوار الأفكار والمعتقدات والتوجهات،بل هو أولًا وقبل كل شيءحوارُ الحياة اليومية التي بها يتأمن للجميع فعلُ المشاركة في صنعِ المصير الوطني الواحد».
وأضاف:»إن هذه المنطقة من وسط بيروت، حيث نقف الآن، لم يكن يتصاعدُ منها في الحرب المشؤومة إلا الدخانُ الأسود.اليوم، يتفاءلُ جميع اللبنانيين بحلول جثمان البطريرك الكاردينال كريكور أغاجانيان فيها، ويعقدون على ذلك الآمالَ بأن يتصاعدَ هذه المرة منها دخانٌ أبيض
يعلن البشارة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تيمنًا بمشاركة غبطتِه في انتخابات أكثر من بابا على كرسيّ روما.”
وقال:»البطريركَ المتواضعَ الممتلىء بمحبة الإنسان، ولا سيما المحتاج والفقير والمريض والمشرد، العامل على تأسيس المدارس والجمعيات ودور الأيتام، أحبَّ لبنان حبَّ الابنِ لأهلِه، وأحبّ اللبنانيين حبَّ الأبِ لأولاده.وها هو اليوم في أرضه وبين أهله، بعد أكثرَ من نصف قرنٍ على وفاته، يرفضُ أن يفصلَ الموتُ بينه وبين وطنه، فيرقدُ فيه».
} خرج الكادرينال ليُحتضن في كاتدرائية
القديسين غريغوريوس ومار الياس التي شيّدها }
وفي الختام، جرى شكر الحضور، وخرج الكادرينال أغاجيانيان الحفل المهيب كما دخل محمولاً على الأكتاف. وسط وقوف الحاضرين وتصفيقهم الحار، ليُحتضن في كاتدرائية القديسين غريغوريوس ومار الياس التي شيّدها والمجاورة لساحة الشهداء. وتابع الجميع المسار الكامل الى داخل المرقد في الكاتدرائية من أماكنهم عبر الشاشتين الكبيرتين على المنصّة، وكانت أنغام وترتيلة أرمنية ثمّ أغنية «مهما تأخّر جايي» محيياً الثقة بالله بأنّه لم يعدنا بالسفر الابدي بل بالوصول الأكيد الى شاطىء الأمان.
من هو الكاردينال أغاجانيان؟ (1895 ــ 1971)
وُلد في 18 أيلول عام 1895 في مدينة أخالتسخا أو أكهالتسيك (جورجيا حالياً) من عائلة أرمنية- جورجية، وتربّى في كنفها على الأسس والفضائل المسيحية. سمّاه والداه غازاروس. عام 1906 أُرسل إلى روما في الثانية عشرة من عمره، لينهل العلوم الكنسيّة في إكليركية الأرمن الكاثوليك، فكانت الدعوة الإلهية. ثم تابع دروس الفلسفة واللاهوت في كلية مجمع انتشار الإيمان، وحاز على شهاده الدكتوراه. سيم كاهناً في 22 كانون الأول من العام 1917، وهو في الـ 22 من عمره، واتخذ لنفسه إسم فرنسيس. ثم عاد إلى بلاده وعيّن كاهناً لرعية الأرمن الكاثوليك في مدينة تفليس.
في العام 1921 اضطر إلى مغادرة بلاده بسبب المضايقات المفروضة على الكنيسة من قبل نظام الحكم الشيوعي، وعاد إلى روما ليشغل منصب مساعد مدير الإكليركيّة الأرمنيّة الكاثوليكيّة. أصبح مديراً للإكليركيّة عام 1932. أرسله البابا بيوس الحادي عشر إلى لبنان ليكون زائراً رسوليّاً إلى دير بزمار، ومنح الدرجة الأسقفيّة عام 1935.
إنتخب بطريركا للأرمن الكاثوليك في العام 1937. منحه البابا بيوس الثاني عشر الكارديناليّة عام 1946، عندما كان في سنّ الـ 51. عيّن رئيساً مساعداً لمجمع انتشار الإيمان عام 1958. وفي عام 1960 عينه البابا يوحنا الثالث والعشرون عميداً لمجمع انتشار الإيمان. قدّم استقالته كبطريرك للأرمن الكاثوليك عام 1962، وكعميد لمجمع انتشار الإيمان في العام 1970. توفي في المعهد الحبري الأرمني في العاصمة الإيطاليّة روما في 16 أيار 1971، وأقيمت مراسم الجنازة في كاتدرائية القدّيس بطرس في روما.
} محطات مهمة في حياته }
- عيّن كأستاذ لاهوت في جامعة انتشار الإيمان، ثمّ أصبح عميداً لها.
- شغل منصب مستشار في المجمع الشرقي، وعضو لجنة تحضير الحق القانوني للكنيسة الشرقية. كما ترأس مجمع الكرادلة الانتخابي بعد وفاة البابا يوحنا الثالث والعشرين عام 1963، وكان حسب بعض الكرادلة على بضع خطوات قليلة ليخلف البابا يوحنا الثالث والشعرين في السدة البابوية، ولم تكن المرة الأولى له كمرشّح قوّي لهذا المنصب.
له دور كبير وهام في إعادة بلدة كسب والقرى المجاورة إلى الحكم السوري وإلى أصحابها وأهلها بعد أن سُلخت منهم وضُمّت الى تركيا في العام 1939. كما دافع عن الحقوق السورية في قضية لواء الإسكندرون. وقد دعاه رئيس الجمهورية العربية السورية شكري القوتلي لزيارته في القصر الجمهوري، حيث قلّده وسام أميّة الرفيع عُرفاناً من الشعب السوري لمواقفه في الدفاع عن القضايا العربيّة، ولاسيما في ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه.
- عُيّن من قبل قداسة البابا بولس السادس منسّقاً أول في المجمع الفاتيكاني الثاني في 14 أيلول 1963. كما رتّب اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والكاثوليكوس خورين الاوّل، واللقاء الآخر الذي جمع البابا بالكاثوليكوس فازكين الأوّل.
- يُروى أنّه في أحد الأيام، طلب البابا بيوس العاشر أن يلتقي طلاب إكليركية الأرمن الكاثوليك. في ذلك اليوم، تطرّق البابا في حديثه عن أرمينيا، وقدّم عدداً من النصائح للطلاب الجدد. وفي ختام كلمته تمنّى قداسته للطلاب أن يصبحوا كهنة في المستقبل، وأساقفة وبطاركة. وعندما سمع التلميذ الجديد غازاروس هذه الكلمات ابتسم، فلفت نظر البابا بيوس العاشر إليه الذي خاطبه بالقول: «إنك تبتسم لأنك ترغب في أن تكون أسقفًا!وأنا أطلب لك من الرّب القدير أن تكون ليس أسقفًا فقطـ، بل بطريركياً». فكأن كانت الكلمات البابويّة هذه كلمات نبويّة، تتحدّث عن مشيئة الله في مسيرة خادم الربّ اليو.
- تخبر شقيقته أنّها اكتشفت أن جواربه غالباً ما تبقى رثة وقديمة منذ أن كان تلميذاً صغيراً، وذلك لأنّه كان يقوم بوضع حجارة صغيرة من البحص في قدميه عندما يلبس حذاؤه بهدف تعذيب نفسه في سبيل محبة المسيح، ولكي يشعر بآلام وأحزان شعبه الأرمني».
- تمّ تثبيت العديد من العجائب بشفاعته التي تؤهّله ليكون طوباوياً ومن ثمّ قدّيساً على مذابح الكنيسة.
يتم قراءة الآن
-
بعد كارثة غولاني... تل ابيب و194 مستوطنة في الملاجىء لغز «الشبح» يحير اسرائيل... ونتانياهو يهدد بيروت و«اليونيفيل» «ضوء اخضر» اميركي وتحذيرات من الهدوء الخادع في الضاحية
-
حرب لبنان حرب الشرق الأوسط
-
أما حان بعد وقت استخدام هذا «الكثير»!!؟
-
المقاومة تقول لمن يطالبها بالاستسلام وتسليم السلاح انتظرونا بقرادوني لـ "الديار": السؤال حول نهاية الحرب وهل ستشبه غزو 1982
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:25
تواصل المواجهات عند محور – رب ثلاثين – العديسة – مركبا وقصف مدفعي عنيف يستهدف الطيبة ورب ثلاثين ودير سريان والعديسة في جنوب لبنان.
-
12:24
العدوان "الاسرائيلي" على مدخل بعلبك الجنوبي أدى إلى خروج مستشفى المرتضى عن العمل، وإلى تدمير مبنى سكني بالكامل.
-
12:24
الطيران الحربي المعادي شنّ غارة على بلدة حولا في جنوب لبنان.
-
12:17
إعلام "اسرائيلي": مقتل ضابط وجرح 5 من الشرطة "الإسرائيلية" جراء عملية إطلاق نار عند الشارع رقم 4 في أسدود.
-
09:16
مدفعية الاحتلال استهدفت تلال مقابلة لبلدة الطيبة في جنوب لبنان
-
09:05
هيئة أوجيرو: طرأ عطل تقني على الشبكة المحلية ممّا أدّى إلى توقّف خدمة الانترنت لدى بعض المشتركين في عدد من المناطق، وتعمل فرقنا على اصلاح العطل بالسرعة القصوى.