اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مع تحول فصل الصيف إلى الخريف، نشهد تغيرًا ملحوظًا في الطقس، حيث تنخفض درجات الحرارة وتزداد الرطوبة. هذه التغيرات المناخية الموسمية ليست مجرد تحولات بسيطة في الأحوال الجوية، بل هي عامل مؤثر بشكل كبير على صحتنا. فمع كل هبوب ريح خريفية ونزول قطرات المطر الأولى، تزداد فرص إصابتنا بأنواع معينة من الأمراض.

وفي هذا الصدد، تشير الدكتورة يكاتيرينا كاشوخ أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، إلى أنه بالإضافة إلى الأمراض المعدية، يؤثر الإجهاد بسبب الظروف الجوية المتغيرة وصعوبة التكيف مع الدراسة والعمل بعد فترة الإجازات الصيفية.

وتقول: "يساهم الإجهاد والاكتئاب في زيادة أعراض متلازمة القولون العصبي. أي يمكن أن تتأثر حالة الجهاز الهضمي بالعادات الغذائية التي تتغير من موسم إلى آخر".

ووفقا لها، مع بداية برودة الطقس تقل حركة الناس لأنهم يستخدمون في تنقلاتهم وسائط النقل وليس المشي على الأقدام.

وتقول: "وهذا يؤثر سلبا على عمل الجهاز الهضمي، لأنه يسبب ضعف حركة الأمعاء، ما يؤدي إلى تزايد خطر الإصابة بالإمساك. وهناك رأي سائد مفاده، أن قرحة المعدة تتفاقم في الخريف. ولكن من الناحية الإحصائية هذا غير صحيح تماما. لأن الدراسات تشير إلى أن قرحة المعدة تنشط طوال العام، وأن نتائج بعض الدراسات أظهرت أن قرحة المعدة تتفاقم في الشتاء والربيع أكثر مما في الخريف".

أسباب تفاقم الأمراض في الخريف

- دورة النوم والاستيقاظ: تؤثر التغيرات في طول النهار ودرجة الحرارة على دورة النوم والاستيقاظ، مما يؤثر بدوره على وظائف المناعة.

- الإجهاد: يرتبط الإجهاد بضعف جهاز المناعة، وقد يزيد من استعداد الجسم للإصابة بالمرض، خاصة في أوقات التغيير مثل بداية فصل جديد.

- التغيرات الهرمونية: قد تؤثر التغيرات الهرمونية الموسمية على وظائف الجهاز المناعي، خاصة عند النساء.

- بيئة الرطوبة: تعمل البيئة الرطوبة الدافئة داخل المنازل والأماكن المغلقة على تهيئة الظروف المثالية لنمو ونشر العديد من مسببات الأمراض.

- انتقال العدوى عن طريق الهواء: تنتقل العديد من الفيروسات والبكتيريا عن طريق قطرات الرذاذ التي تنتشر عند السعال أو العطس، ويزداد خطر انتقال العدوى في الأماكن المزدحمة.

- سلالات جديدة من الفيروسات: قد تظهر سلالات جديدة من الفيروسات في كل موسم، مما يجعل من الصعب على الجهاز المناعي التعرف عليها ومقاومتها.

- قلة التعرض لأشعة الشمس: يرتبط نقص فيتامين د بزيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل الروماتويد والسكري من النوع الأول.

- فيتامين د والصحة العقلية: يؤثر نقص فيتامين د على المزاج وقد يساهم في الاكتئاب، مما يؤثر بشكل غير مباشر على صحة الجهاز المناعي.

إنّ الوقاية من أمراض الخريف هي خط الدفاع الأول لحماية صحتنا في هذا الفصل المتقلب.  فبجانب التغيرات المناخية التي تزيد من فرص الإصابة، يمكننا اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية لتقوية جهاز المناعة والحد من خطر الإصابة بالأمراض.  أهم هذه الإجراءات تتمثل في غسل الأيدي بانتظام بالماء والصابون، خاصة قبل الأكل وبعد زيارة الأماكن العامة، فهذا يعتبر سلاحًا فعالًا ضد انتقال العدوى.  كما يجب تجنب ملامسة الفم والأنف والعينين بالأيدي غير النظيفة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحصول على قسط كاف من النوم وتناول وجبات غذائية متوازنة غنية بالفيتامينات والمعادن، خاصة فيتامين C وفيتامين D، يساهم بشكل كبير في تعزيز مناعة الجسم ومقاومته للأمراض.  ولا ننسى أهمية ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على نشاط الجسم وتحسين الدورة الدموية. وأخيرًا، التطعيم ضد الإنفلونزا يعتبر خطوة وقائية مهمة، خاصة لكبار السن والأطفال والمرضى المزمنين، حيث يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الإنفلونزا ومضاعفاته.

 

الأكثر قراءة

كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!