اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


التجشؤ، ذلك الصوت المزعج أحياناً والمريح أحياناً أخرى، هو ظاهرة طبيعية تحدث عندما يتم إطلاق الهواء المبتلع مع المعدة عبر المريء والفم. قد يبدو الأمر تافهاً، إلا أن عدم القدرة على التجشؤ قد يسبب إزعاجاً كبيراً للبعض، ويؤثر في جودة حياتهم اليومية. قبل أن نتعمق في أسباب عدم القدرة على التجشؤ، دعونا نفهم أولاً ما هو التجشؤ وكيف يحدث. يتم ابتلاع الهواء أثناء الأكل والشرب والتحدث بسرعة، ويتجمع في المعدة. عندما يزداد الضغط داخل المعدة، يتم طرد هذا الهواء عبر المريء والفم على شكل تجشؤ.

هذا وهناك عدة أسباب قد تؤدي إلى عدم القدرة على التجشؤ، منها:

- اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل ارتجاع المريء، القرحة الهضمية، التهاب المعدة والأمعاء، والتي قد تسبب تشنجات في العضلات الملساء للمريء والمعدة، مما يجعل طرد الهواء صعباً.

- مشاكل عصبية: قد تؤثر بعض الحالات العصبية، مثل التصلب المتعدد، على الأعصاب التي تتحكم في حركة عضلات المريء والمعدة، مما يسبب صعوبة في التجشؤ.

- الأدوية: بعض الأدوية قد تسبب آثاراً جانبية تؤدي إلى عدم القدرة على التجشؤ، مثل الأدوية المضادة للحموضة والمضادات الحيوية.

- العادات السيئة: مثل التدخين، شرب الكحول، وتناول الأطعمة الغنية بالتوابل، قد تزيد من تهيج الجهاز الهضمي وتؤثر في قدرة الجسم على التجشؤ.

- الأسباب النفسية: التوتر والقلق قد يؤديان إلى تقلصات عضلية في الجهاز الهضمي، مما يعيق عملية التجشؤ.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر ماينكا إن عدم القدرة على ‫التجشؤ يدل على الإصابة بما يسمى "الخلل الوظيفي الحلقي البلعومي ‫الرجعي"، وهو خلل يحدث في ‫عضلات المريء العلوية. ‫وأوضح كبير الأطباء في عيادة أمراض السمع والتخاطب التابعة لمستشفى ‫شاريتيه بالعاصمة الألمانية برلين أنه إلى جانب عدم القدرة على التجشؤ ‫تشمل أعراض هذا المرض المعروف اختصارا بـ"أر-سي بي دي" (R-CPD) انتفاخ البطن والشعور ‫بالتوعك والغثيان وألم في الصدر، خاصة بعد تناول الطعام.

‫وتشمل الأعراض أيضا أصوات غرغرة مسموعة ومزعجة فوق الصدر أو في منطقة ‫أسفل الرقبة، الأمر الذي يسبب حرجا بالغا للمريض.

‫وأشار الدكتور ماينكا إلى أنه يتم علاج "الخلل الوظيفي الحلقي البلعومي ‫الرجعي" من خلال حقن العضلة العاصرة العلوية للمريء (العضلة الحلقية ‫البلعومية السفلية)، والتي تقع خلف الحنجرة مباشرة، بمادة البوتوكس، مما ‫ساعد العضلة على استعادة وظيفتها.

أما بالنسبة للعلاج، فيعتمد ذلك بشكل كبير على تحديد السبب الأساسي للمشكلة. قد يصف الطبيب مجموعة متنوعة من الأدوية لتخفيف الأعراض وعلاج الحالات الكامنة. على سبيل المثال، قد تستخدم الأدوية المضادة للحموضة لتقليل حموضة المعدة، أو الأدوية التي تزيد من حركة الجهاز الهضمي لتسهيل عملية الهضم وطرد الغازات. في بعض الحالات، قد يتم وصف أدوية لعلاج القلق والتوتر، حيث يمكن أن يكون لهذين العاملين دور كبير في تفاقم المشكلة.

الأكثر قراءة

كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!