اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



ونظر موسى الى الشمال (لبنان) نحو جبال لبنان، وسأل الله بعد ان اتى من الجنوب عابرا الصحراء، واطل على هذا الجبل الاخضر، فانذهل وانبهر لجماله، فسأل الله هل سيعطيه ملكا له؟ وهذا الجبل لمن؟

ويقول احد نصوص الكتاب المقدس: "فغضب الله" وقال لموسى: موسى اغمض عينيكَ، هذا الجبل لن تطأه قدماكَ، لا انتَ ولا الذي سيأتي من بعدكَ (الكتاب المقدس تثنية الاشتراع 3/25).

لذلك، اقول للخائفين على لبنان، لا تخافوا فهناك قدرة الهية تحمي لبنان، والتاريخ هو بين يدي الله وليس بين يدي البشر، وخاصة الذين يظنون انهم يصنعون التاريخ.

يجب ان نعرف ان اسم لبنان يرد لاكثر من 81 مرة في الكتاب المقدس، ويجب ان نعرف انه من نعم الله على لبنان، انه وضعه على خط الطول الجغرافي، وهو اجمل خطوط الجغرافيا، وهو الخط 21 الذي يمر في بيروت، واقام الله له سلسلة الجبال الشرقية، لتمنع عنه رياح الصحراء الحارة، وهجوم الريح الحارة وكثبان رمالها، ووهبه سلسلة جبال غربية منفتحة على البحر ،وهي تحجب وتمنع الغيوم الحاملة الندى من العبور عن المنحدر الغربي لهذه الجبال، حيث يكثر الخير والغلال والمواسم والخصوبة والينابيع والمياه. انه وطن وارض تحل البركة عليه.

لبنان، حافظوا عليه فهو لكم نعمة من نعم الله: نعمة البحر والجبال والمياه، ونعمة فيض من الثلج والمطر، واعتدال المواسم الجغرافية في بيئة صحراوية، لم يعط اي وطن آخر اعتدال الطقس والفصول كما اعطى لبنان، وتجليات ذلك في الفكر والفلسفة والشعر والادب والصلوات والاناشيد والملاحم وطقوس الموت والحياة، وللعبور من زمن لزمن ومن فصل لفصل بطريقة منتظمة وجميلة، وفي تجليات سلوكية مستندة على المحبة والخنوع والرحمة والاعتدال والشفقة والرقة، بعيدة عن القساوة والعنف، فكان لبنان وطن التنوع الحضاري والروحي والثقافي والديني والفولكلوري والطقوسي وجمال اللباس وطيب المأكل والمشرب (تبولة عرق دبكة غندرة رقص) وسط مجتمع "ضيق العين"، حيث القلب لا يحب الجمال ولا الحياة،  ويشرع "دونية" المرأة وتحطيم كرامتها . حق المرأة هو هبة من الله وليس منة من الرجال.

كلكم زائلون ولبنان باق، حافظوا على بيئة لبنان وارضه وترابه، فهو وحده ارثنا العظيم الذي اعطانا اياه الله.

لا تخربوا وطنكم بايديكم ، وحافظوا على اخوته الانسانية وتعدديته وتنوعه وغناه البشري والروحي والثقافي والحضاري والوجودي والانساني، والا جميعكم ستبكون عليه دما وندما، حين لا ينفع الندم.

وحدها قيم الرحمة والمحبة والغفران والمسامحة، هي اجابة المسيحية لبناء تاريخ انسانية عادلة وشغوفة في الوطن لبنان، مع مجتمع بعيد عن شهوة الحسد والمال والسلطة، كما يقول يوحنا الانجيلي "الموقف السامري" هو موقف المسيحية النابع من كلام يسوع المسيح، هذه هي رسالة المحبة.

رسالة المسيح هي المحبة والسلام وقبول الآخر المختلف، والرحمة لبناء مجتمع العدل والمساواة واحترام حقوق المرأة، التي اقرها المجتمع اللبناني سنة 1736 قبل الثورة الفرنسية 1789 بخمسين سنة.

هلا عرفتم ان مطبعة "غوتنبرغ" وصلت الى جبل لبنان، قبل ان تصل الى اوروبا. فيا لتعاسة لبنان من هذا الجيل الجاهل اليوم، الذي ولد بعد جيل العظماء، ويوم كان لبنان جوهرة الشرق وجامعة ومستشفى وفندق ومصرف ومدرسة ومثال الشرق.

لبنان ارض زارها المسيح وزارتها مريم العذراء. اتى يسوع الى جنوبه وجليله وجبله وبقاعه، وكان في عرس قانا، واتى الى صور وصيدا، والمرأة الكنعانية بنت ارضنا، ومريم العذراء زارت مغدوشة وانتظرت ابنها يسوع هناك.

فكيف تخربون ارضا مقدسة اسمها لبنان، زارها وقدسها يسوع وامه مريم العذراء، وفيها القديسون والطوباويون والشهداء والابرار.

صلوا لكي لا ينزل عليكم غضب الله ويضربكم بالعمى، لانكم لم تروا جمال لبنان وفرادته وعظمة رسالته، وما قال فيه سفر نشيد الاناشيد في الكتاب المقدس.

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان