المجازر غير المسبوقة في تاريخ الصراع الوجودي مع العدو اليهودي الصهيوني، وعمليات الغدر الهمجي التي نفذها خلال اليومين الماضيين، لم تصب اهل الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وحسب، انما اصابت كل اللبنانيين في عمق الوجدان الانساني والوطني والقومي، وحفرت عميقا في الذاكرة البشرية، باعتبارها مجازر لم يحصل مثيل لها في التاريخ...
لعل المجازر - الصدمة، لها مفعول اكيد ان قوتها لم تكسر الهامات والارادة والتصميم، انما كانت سببا لشد العزيمة والارادة اكثر حزما وتصميما على مواصلة مسيرة الكفاح ، حتى تحقيق اهداف التحرير والنصر ...
هذا من جهة، ومن جهة اخرى فقد ايقظت مكامن الوعي القومي، والقوة التي بدأت تفعل لتغيير وجه التاريخ الراهن الكالح، عدا كونها كانت سببا في تحقيق وحدة اللبنانيين من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، ومن كل الطوائف والمذاهب والاطياف السياسية على تنوعها وفسيفسائها...
ابرز ما تحقق، كان في المشهد الشمالي المتضامن فعلا لا قولا، المنفعل والمتفاعل من اقصى الشمال في وادي خالد الى اعالي عكار في بزبينا، والسهل والدريب والقيطع، الى مدينة طرابلس واحيائها الشعبية بمختلف مستوصفاتها ومستشفياتها ومؤسساتها، الى المنية التي احتشد اهلها امام مستشفى الخير متزاحمين للتبرع بالدم، الى الكورة وزغرتا، والبترون...
جميع الاحزاب والقوى القومية والوطنية والاسلامية في الشمال، كما معظم الهيئات الانسانية والجمعيات والفاعليات، اطلقت النداءات لتنظيم حملات التبرع بالدم، في اروع المشاهد بحملات تبرع بالدم هي الاكبر في تاريخ لبنان، حيث ازدحمت اروقة المستشفيات والمستوصفات في طرابلس وفي عكار والمنية والضنية بالمواطنين، الذين لبوا النداء في اروع مشهد يعكس حجم الوحدة الروحية الوطنية، التي انتجتها المجازر الهادفة الى ايقاع اكبر قدر من الضحايا في صفوف المقاومة وبيئتها، فتحول لبنان كله الى بيئة واحدة متراصة حاضنة للمقاومة واهلها...
في مركز الخدمات الانمائية في بزبينا ، وفي مستوصفات وادي خالد، وفي مستشفى حلبا الحكومي، ومستشفى الحبتور في حرار العكارية، ومستشفى الخير بالمنية الى مستشفيات ومستوصفات طرابلس، ومناطق الشمال الاخرى، توجه المواطنون للتبرع بالدم، فيما غصت حافلات جهزت لنقل المواطنين الى بيروت، للمشاركة في عمليات الانقاذ والتبرع بالدم، وفتحت مستشفيات طرابلس ابوابها امام الجرحى المصابين.
وصدرت مواقف متضامنة من فاعليات وشخصيات عكارية وطرابلسية وشمالية تعلن وحدة الدم والموقف الوطني...
وشاركت عكار بكل طوائفها ومذاهبها واطيافها السياسية والشعبية في تشييع الشهيد على طريق القدس ابن بلدة حبشيت العكارية حسن احمد محمد (مصطفى)، في البلدة التي ازدانت برايات حزب الله. وأمّ المصلين امام البلدة الشيخ علي اسماعيل في حضور مسؤولي وقيادي حزب الله والاحزاب الوطنية والقومية والاسلامية، وحشود من مختلف انحاء عكار والشمال.
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
21:34
الأردن يعلن إحباط محاولة تسلل طائرة مسيرة إلى أراضيه
-
21:32
الخارجية القطرية: وصول طائرة مساعدات إنسانية قطرية إلى بيروت موجهة للشعب السوري ضمن الجسر الجوي الذي تسيره قطر لإغاثة الأشقاء في سوريا
-
21:31
نتنياهو: أمرت بتدمير البنية التحتية للحوثيين ولن نغض الطرف عن إيران ولن تمتلك سلاحا نوويا
-
21:15
الجيش: تسلمنا مركزا سابقا للجبهة الشعبية في الناعمة – الشوف والأنفاق العائدة له
-
18:25
نتنياهو: هناك تقدّم فيما يتعلق بمفاوضات الرهائن
-
18:25
نتنياهو: لن نسمح بتهديد حدودنا مجددا