التهاب الجيوب الأنفية، هذا المصطلح الذي بات مألوفاً لدى الكثيرين، يشير إلى حالة طبية تصيب تجاويف صغيرة مملوءة بالهواء تقع خلف عظام الوجه وجسر الأنف. هذه التجاويف، المعروفة بالجيوب الأنفية، تتصل بالأنف وتُبطن بغشاء مخاطي. عندما يصاب هذا الغشاء بالالتهاب والتورم، ينتج عن ذلك مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر على نوعية حياة المصاب.
تتعدد أسباب التهاب الجيوب الأنفية، فمنها العدوى البكتيرية أو الفيروسية، والحساسية الموسمية أو المزمنة، والانحراف في الحاجز الأنفي، والأورام الحميدة، وغيرها. وتتنوع أعراض هذا الالتهاب بشكل كبير، فقد يشعر المصاب بصداع شديد وخاصة في منطقة الجبهة والعينين، واحتقان في الأنف وصعوبة في التنفس، وألم في الأسنان، وسعال مستمر، وفقدان حاسة الشم، وارتفاع في درجة الحرارة، وشعور بالإرهاق العام.
لا يقتصر تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجانب الصحي فحسب، بل يتعداه إلى التأثير على الحياة اليومية للمصاب. فالألم المستمر والإرهاق يقللان من القدرة على التركيز والعمل، ويؤثران سلباً على العلاقات الاجتماعية. كما أن رائحة الفم الكريهة التي قد تصاحب هذا الالتهاب تسبب إحراجاً كبيراً للمريض.
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون كوريون عن وجود علاقة محتملة بين التهاب الجيوب الأنفية المزمن والإصابة بالاكتئاب. وقد نشرت نتائج الدراسة في دورية جاما لطب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة العنق.
وأشار الدكتور دونغ كيو كيم، من كلية الطب بجامعة هاليم في كوريا الجنوبية، الذي قاد الدراسة، إلى أن "المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية يشعرون بألم أكبر وانخفاض شديد في مستويات الطاقة، إضافة إلى صعوبة ممارسة أنشطة الحياة اليومية أكثر من المرضى غير المصابين بمشاكل نفسية".
وأكدت الدراسة، بحسب وكالة "دويتشه فيله" الألمانية، أهمية الاهتمام بالصحة النفسية للمرضى المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، ودعت إلى إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال.
هذا ونشرت مجلة فرويندن الألمانية نصائح للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجيوب الأنفية بسبب انحراف الحاجز الأنفي أو اللحميات. وأكدت المجلة أهمية استخدام بخاخ الأنف المضاد للاحتقان مبكرًا قدر الإمكان مدة لا تزيد على 5 أيام لتجنب تفاقم المشكلة.
وأشارت المجلة إلى أن الأغشية المخاطية في الأنف والجهاز التنفسي تعد حائط الصد الأول لدى جهاز المناعة في وجه الفيروسات والعدوى. وأضافت أن نقص فيتامين "د" قد يؤدي إلى زيادة أخطار الإصابة بالعدوى، مشيرة إلى أهمية تناول مكملات فيتامين "د" لتعزيز المناعة.
في حالات التهاب الجيوب الأنفية المزمن، التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية، قد ينصح الأطباء بالتدخل الجراحي.
وشرح البروفيسور هانز بيهروبوم، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، أن "الجراحة تساهم في إزالة الزوائد الأنفية وتوسيع فتحات الجيوب؛ مما يساعد على تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة".
وتنقل دويتشه فيله عن البروفيسور بيهروبوم قوله "على الرغم من أن العملية غير معقدة، فإنها تتطلب دقة عالية نظرًا إلى قربها من العصب البصري".
في الختام، التهاب الجيوب الأنفية هو حالة شائعة قد تؤثر على جودة الحياة بشكل كبير. ولكن بفضل التقدم الطبي، أصبح من الممكن تشخيص وعلاج هذا الالتهاب بفعالية. ولذلك، فإن فهم أسباب وأعراض هذا المرض، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، هما الخطوة الأولى نحو الشفاء والوقاية.
يتم قراءة الآن
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
فضيحة "Bet Arabia" تتمدّد: رؤوس كبيرة في قبضة القضاء... وهشام عيتاني هارب الى قبرص
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
09:34
مسيّرة "إسرائيلية" استهدفت بصاروخين بلدة الخيام جنوبي لبنان
-
09:29
وزير الخارجية الأوكراني: تعرض مدن تشيرنيفتسي ولفيف ولوتسك الغربية لهجوم مروع وتضرر مناطق أخرى بالقصف الروسي
-
09:10
المفوضية الأوروبية تقترح سقفاً للنفط الروسي أقل 15% من السعر العالمي
-
08:44
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: نحذّر الولايات المتحدة وحلفاءها من خلق تهديدات أمنية لروسيا وكوريا الشمالية
-
23:51
بوليتيكو عن مصدرين: ترامب يدرس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بمئات الملايين من الدولارات.
-
23:50
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): الخارجية الأميركية وافقت على بيع عتاد صيانة لطائرات إيه-29 سوبر توكانو إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار.
