اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

إنقاص الوزن ليس مجرد هدف يسعى إليه الكثيرون من أجل تحسين مظهرهم الخارجي فحسب، بل هو أيضًا عامل أساسي للحفاظ على صحة الجسم والعقل. الوزن الزائد يرتبط بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة، بما في ذلك أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النوع الثاني، واضطرابات النوم، والمشاكل المتعلقة بالمفاصل والعظام. عندما يبدأ الشخص في فقدان الوزن، فإنه لا يحسن فقط مظهره وشعوره بالثقة، بل يعزز أيضًا كفاءة وظائف الجسم بشكل عام. من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وزيادة النشاط البدني، يمكن تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض، إضافة إلى تحسين مستوى الطاقة والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية بسهولة أكبر. وفي عالمنا الحديث، حيث تزايدت معدلات السمنة بشكل ملحوظ، أصبح الحفاظ على وزن صحي ضرورة وليست رفاهية.

وفي هذا الصدد، اكتشف فريق بحثي ياباني متغيرات بروتينية تزيد أثناء ممارسة التمارين الرياضية وتساعد على حرق الدهون، مما يمكن أن يفتح الطريق لتطوير عقار جديد يساعد في إنقاص الوزن بدون اتباع حمية غذائية. أظهرت نتائج الدراسة أن إصدارات مختلفة من بروتين PGC-1a يتم إنتاجها في العضلات الهيكلية عند ممارسة الرياضة، وكلما زادت الزيادة، زاد إنفاق الجسم للطاقة.

وقال فريق الباحثين، الذي يضم علماء من كلية الدراسات العليا للطب بجامعة كوبي ومؤسسات أخرى: "إن زيادة تعبير بروتين PGC-1a، والتي تعزى في الغالب إلى زيادة تنظيم المتغيرات البديلة، أمر محوري لتعزيز الإنفاق التكيفي للطاقة".

وتوصل الباحثون إلى أن الفئران التي تفتقر إلى هذه المتغيرات "تظهر ضعفًا في إنفاق الطاقة أثناء ممارسة الرياضة، مما يؤدي إلى تطور السمنة وفرط الأنسولين".

عندما فحص الباحثون العضلات الهيكلية لدى البشر، زادت أيضا متغيرات PGC-1a البديلة أثناء ممارسة الرياضة. وقالت الدراسة إن إنتاج المتغيرات يختلف من فرد إلى آخر، مما يؤدي إلى فجوة في فقدان الوزن حتى عندما يقوم الأشخاص بنفس التمارين الرياضية. وبينما يتم وصف الأدوية التي تقمع الشهية غالبًا لعلاج السمنة، فإن النتائج الأخيرة يمكن أن تؤدي إلى أدوية جديدة تحفز أو تزيد من تلك المتغيرات بشكل مستقل عن ممارسة الرياضة.

وقال واتارو أوغاوا، أستاذ في جامعة كوبي وباحث في الدراسة، إن "الأمراض المرتبطة بالسمنة هي هدف مهم للرعاية الصحية، وإذا كانت الأدوية الجديدة قادرة على القضاء على السمنة، فربما تساعد في علاج أمراض مختلفة".

وفيما يلي بعض الأمراض الأكثر شيوعا التي ترتبط بشكل مباشر بالسمنة:

- أمراض القلب والأوعية الدموية: السمنة تُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل تصلب الشرايين والنوبات القلبية. زيادة تراكم الدهون في الجسم تؤدي إلى تراكم الدهون والكوليسترول الضار في الشرايين، مما يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وزيادة ضغط الدم. هذا الوضع يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والتي تعتبر من بين الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا.

- داء السكري من النوع الثاني: ترتبط السمنة بشكل كبير بزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. الوزن الزائد يجعل الجسم أقل حساسية للأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الخلل إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مزمن، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات السكري مثل مشاكل العين، الكلى، الأعصاب، والقلب.

- ارتفاع ضغط الدم: الأشخاص الذين يعانون من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم. الوزن الزائد يزيد من العبء على القلب والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. إذا لم يُعالَج، يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى مضاعفات خطيرة، مثل السكتات الدماغية وأمراض الكلى.

- مشاكل الجهاز التنفسي:السمنة تؤثر سلبًا على وظائف الجهاز التنفسي، حيث يمكن أن تسبب ضيق التنفس وتفاقم حالات مثل انقطاع النفس النومي. الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي يتوقفون عن التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم وتعب مزمن.

- أمراض المفاصل والعظام: زيادة الوزن تضع ضغطًا إضافيًا على المفاصل، وخاصة الركبتين والوركين. هذا يمكن أن يؤدي إلى تآكل الغضاريف والإصابة بالتهاب المفاصل. الأشخاص الذين يعانون من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في العظام والمفاصل، مما يؤثر على قدرتهم على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية.

- بعض أنواع السرطان: تشير الأبحاث إلى أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، مثل سرطان القولون، الثدي، والبروستاتا. الدهون الزائدة في الجسم يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في الهرمونات ومستويات الالتهاب، مما يعزز من نمو الخلايا السرطانية.

- الاضطرابات الهضمية: الأشخاص الذين يعانون من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل هضمية مثل الارتجاع الحمضي وأمراض المرارة. تراكم الدهون حول البطن يزيد من الضغط على المعدة، مما يؤدي إلى ارتداد الحمض إلى المريء ويسبب الحموضة.


الأكثر قراءة

إنتخابات الشمال اليوم : طرابلس مخلوطة الولاءات... ومعارك الإتحادات بين الأحزاب المسيحية العدوان «الإسرائيلي» يُظلّل زيارة أورتاغوس...ومسؤول أميركي باللجنة يُلاحظ تقدّماً الحكومة لتطبيق نموذج ميقاتي للرواتب؟والإتحاد العمّالي يُلوّح بالتصعيد