اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هذه في نظر ذلك الذئب، الخارج للتو من كهف يهوه، لحظة الانقضاض على حزب الله الذي لا ظهير له “في كل العالم المتقدم”، بحسب صحيفة “يسرائيل هيوم” التي كان يمولها الملياردير النيويوركي شلدون ادلسون، قبل أن تتولى المهمة أرملته ميريام ادلسون، مع ابداء بنيامين نتنياهو امتنانه لايران كونها قدمت هدية ذهبية له بتفجير جبهة الشمال، بالتالي اعطاؤه الذريعة لازالة تلك القوة التي تشكل خطراً حقيقياً على الأمن الاستراتيجي، وحتى الأمن الوجودي لـ “اسرائيل”.

بهذه الطريقة يمكن لنتنياهو أن يغطي بالنيران التي تحرق لبنان، طروحاته الجهنمية الخاصة بمستقبل غزة، تزامناً مع محاولة تفكيك البنية السيكولوجية لبيئة حزب الله التي لا بد أن تعيش كل أشكال المعاناة، من القتل والترحيل وتدمير كل ما بنته على مدى عقود. “يديعوت أحرونوت” اشارت الى اتجاه نتنياهو الى “تحطيم ما كان يدعى “القوة الضاربة”، بتأثيراتها السياسية والاستراتيجية داخلياً واقليميا.

ما يتردد لدى بعض الأوساط الساسية أن جهات استخباراتية عربية وعالمية، ترى أن ضربات صاعقة الى حزب الله، وبعد تلك الخروقات المثيرة التي أدت الى تصفية أهم قياداته العسكرية، يمكن أن تدفعه الى الانتقال من العمل فوق الأرض الى العمل تحت الأرض، ما يجعل رؤوساً كبيرة في المنطقة في مهب الرياح، وهو الحزب الذي له امتداداته اللامرئية في أرجاء المنطقة، وبوجود عناصر مدربة تدريباً عالي المستوى، بحسب ما تشير اليه معلومات تلك الجهات.

ذات عشاء على مائدة زعيم سياسي لبناني كبير، وبعد أشهر قليلة من حرب تموز 2006، سألناه ماذا لو كان حزب الله قد خسر الحرب كما كنتم تأملون، ونزل الى تحت الأرض؟ كان جوابه الذي لن أنشره كاملاً “ما صواريخ السيد”...

وكان في نظره “والمصريون قالوا لنا ذلك من سنوات” أن أي قوة تعتبر نفسها ثورية، تكون أكثر خطراً بكثير حين تضطر الى النزول تحت الأرض”. 

حتماً بامكان “اسرائيل” أن تفعل ببيروت أو بأي منطقة ثانية، غزة الأخرى، ولكن حين يصل صاروخ المقاومة الى مقر قيادة “الموساد”، وكانت الاستخبارات المصرية تطلق عليه “مطبخ الشياطين”، يمكن لآلاف الصواريخ أن تصل الى أي مكان في “تل ابيب”، وغير “تل أبيب”. 

اشارة صاعقة بـ ”انكم هناك ونحن هنا”. هكذا فهمها الأميركيون والفرنسيون، وهكذا فهموا نتائجها الأبوكاليبتية ربما على كامل الشرق الأوسط. من هنا، كان الاقتراح الأميركي والفرنسي بهدنة الـ 21 يوماً لقيام آموس هوكشتاين بمهمته المكوكية بين بيروت و”تل أبيب”، وبعدما بدا حماس طهران لتسوية الوضع والحيلولة دون الانفجار، وهذا ما يدركه نتنياهو الذي لا بد أن يلجأ الى “الديبلوماسية المجنونة” لفرض شروطه التي لا يمكن أن يقبلها حزب الله،

في حين تشير أوساط مرجعية سياسية كبيرة الى ايجابية بعض أفكار المبعوث الأميركي.

معادلة توازن الرعب لم تعد تقتصر على جانبي الخط الأزرق ، تخطت ذلك الى المناطق الأكثر حساسية لدى الطرفين. “الاسرائيليون” يتحدثون همسأً عن مفاجأة كبرى ووشيكة، ليقول ايهود باراك ان المكان الملائم لهذه الرجل هو “مصح الأمراض العقلية”، لأنه يقود “اسرائيل” أكثر فاكثر الى الهاوية. كلنا نعرف ما نهاية الذئاب المجنونة في التاريخ.

ولكن، في ظل الدوامة الديبلوماسية حول وقف النار في غزة، هل لدينا الوقت الكافي، والجثث الكافية، لننتظر ما يقوله... التاريخ؟؟

الأكثر قراءة

إذا نزل حزب الله تحت الأرض