اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هربا من غارات العدوالإسرائيلي التي لا تتوقف على مختلف البلدات الجنوبية والبقاعية وضاحية بيروت، وبحثا عن الأمان، حمل النازحون قسرًا أحلامهم مثقلين بالخوف والرعب، وتوجهوا إلى وجهة لا يعلمون ما ينتظرهم.

فالبعض نزح إلى مراكز للإيواء المكتظة بالأعداد والشحيحة بالحاجيات، والبعض توجه إلى بلد جار وهو اصلا يعاني من الحرب منذ خمسة عشر عاماً، أما من كان ميسورا فتوجه إلى استئجار منزل في المناطق الأكثر أماناً، لكن حاله لم يكن أفضل.

فمشكلة النزوح الكبيرة من المناطق الساخنة أدت إلى بروز مشكلة سكنية، فالطلب يزداد والعرض قليل، فحاجة المواطنين الى السكن استغلها البعض وبات الابتزاز عنوانهم، مستثمرين منازلهم بفصل غرفة عن المنزل وتأجيرها بسعر مرتفع لأصحاب الحاجة، مما حدا البعض على السكن عند أقاربهم نظراً لعدم قدرتهم على تسديد قيمة الإيجار، في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية التي يعيشها لبنان واللبنانيون على الصعيد المعيشي والاقتصادي والأمني.

فأبو هشام ابن السبعين عاماً وصف بعض أصحاب البيوت "بالمستغلين لهذه الظروف غير الطبيعية، محاولين الاستفادة وتحقيق أرباح إضافية، فهم جزارون لا يرحمون يطلبون أرقاماً خيالية، بذريعة ارتفاع تكاليف المعيشة، علماً أن القيمة الفعلية لا تكاد تصل إلى نصف المفروض حالياً".

من جهة أخرى يقول أبو سمير "الكل يغني على ليلاه وانا على ليلي بدي غني"، والسوق عرض وطلب، ونحن لسنا الوحيدين، والايجارات المرتفعة أمر طبيعي ومبرر في ظل الظروف الاقتصادية السيئة والغلاء".

نقيب مقاولي الأشغال العامة والبناء مارون الحلو دعا الاستغلاليين الى "يقظة ضمير"، والى "مراعاة الظروف الإنسانية والاقتصادية التي يمر بها النازحون عن بيوتهم، ومد يد المساعدة لهم بتأمين سكن لهم بأسعار عادلة ومقبولة من الطرفين".

من جهتها، أصدرت مفوضية الإعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" بيانا قالت فيه: "يجدد الحزب دعوته جميع المالكين والمعنيين إلى مراعاة المعدلات الطبيعية لأسعار إيجارات الشقق والمنازل، التي يستأجرها النازحون من أبناء الجنوب، والتعامل مع مقتضيات هذه المرحلة بمنتهى التضامن الوطني والاجتماعي والإنساني".

فمع كل ما تقدّم ومع غياب الضابط الإنساني والأخلاقي لبعض أصحاب العقارات، تزداد معاناة النازحين، لكن الأزمة التي نواجهها بالتزامن مع عدم الاستقرار الأمني، لن تستمر طويلاً وكل سيعود إلى منزله، فحبذا لو نتعامل بحس إنساني ونتضامن مع بعضنا في هذه الظروف القاسية والمصيرية.

الأكثر قراءة

في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى: المقاومة تستنهض قواها للمواجهة شكل الردّ «الإسرائيلي» على ايران يُحدّد مصير المنطقة الملف الرئاسي... دقت ساعة البحث بالأسماء