هربا من غارات العدوالإسرائيلي التي لا تتوقف على مختلف البلدات الجنوبية والبقاعية وضاحية بيروت، وبحثا عن الأمان، حمل النازحون قسرًا أحلامهم مثقلين بالخوف والرعب، وتوجهوا إلى وجهة لا يعلمون ما ينتظرهم.
فالبعض نزح إلى مراكز للإيواء المكتظة بالأعداد والشحيحة بالحاجيات، والبعض توجه إلى بلد جار وهو اصلا يعاني من الحرب منذ خمسة عشر عاماً، أما من كان ميسورا فتوجه إلى استئجار منزل في المناطق الأكثر أماناً، لكن حاله لم يكن أفضل.
فمشكلة النزوح الكبيرة من المناطق الساخنة أدت إلى بروز مشكلة سكنية، فالطلب يزداد والعرض قليل، فحاجة المواطنين الى السكن استغلها البعض وبات الابتزاز عنوانهم، مستثمرين منازلهم بفصل غرفة عن المنزل وتأجيرها بسعر مرتفع لأصحاب الحاجة، مما حدا البعض على السكن عند أقاربهم نظراً لعدم قدرتهم على تسديد قيمة الإيجار، في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية التي يعيشها لبنان واللبنانيون على الصعيد المعيشي والاقتصادي والأمني.
فأبو هشام ابن السبعين عاماً وصف بعض أصحاب البيوت "بالمستغلين لهذه الظروف غير الطبيعية، محاولين الاستفادة وتحقيق أرباح إضافية، فهم جزارون لا يرحمون يطلبون أرقاماً خيالية، بذريعة ارتفاع تكاليف المعيشة، علماً أن القيمة الفعلية لا تكاد تصل إلى نصف المفروض حالياً".
من جهة أخرى يقول أبو سمير "الكل يغني على ليلاه وانا على ليلي بدي غني"، والسوق عرض وطلب، ونحن لسنا الوحيدين، والايجارات المرتفعة أمر طبيعي ومبرر في ظل الظروف الاقتصادية السيئة والغلاء".
نقيب مقاولي الأشغال العامة والبناء مارون الحلو دعا الاستغلاليين الى "يقظة ضمير"، والى "مراعاة الظروف الإنسانية والاقتصادية التي يمر بها النازحون عن بيوتهم، ومد يد المساعدة لهم بتأمين سكن لهم بأسعار عادلة ومقبولة من الطرفين".
من جهتها، أصدرت مفوضية الإعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" بيانا قالت فيه: "يجدد الحزب دعوته جميع المالكين والمعنيين إلى مراعاة المعدلات الطبيعية لأسعار إيجارات الشقق والمنازل، التي يستأجرها النازحون من أبناء الجنوب، والتعامل مع مقتضيات هذه المرحلة بمنتهى التضامن الوطني والاجتماعي والإنساني".
فمع كل ما تقدّم ومع غياب الضابط الإنساني والأخلاقي لبعض أصحاب العقارات، تزداد معاناة النازحين، لكن الأزمة التي نواجهها بالتزامن مع عدم الاستقرار الأمني، لن تستمر طويلاً وكل سيعود إلى منزله، فحبذا لو نتعامل بحس إنساني ونتضامن مع بعضنا في هذه الظروف القاسية والمصيرية.
يتم قراءة الآن
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
فضيحة "Bet Arabia" تتمدّد: رؤوس كبيرة في قبضة القضاء... وهشام عيتاني هارب الى قبرص
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:51
بوليتيكو عن مصدرين: ترامب يدرس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بمئات الملايين من الدولارات.
-
23:50
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): الخارجية الأميركية وافقت على بيع عتاد صيانة لطائرات إيه-29 سوبر توكانو إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار.
-
23:12
أكسيوس: "إسرائيل" ما زالت تطالب بمنطقة عازلة بعرض 2 إلى 3 كلم برفح و1 إلى 2 كلم بباقي الحدود، والوفد "الإسرائيلي" لا يزال حاليا في الدوحة والمبعوث الأميركي ويتكوف لم يتوجه بعد إلى المنطقة.
-
23:11
أكسيوس: الأميركيون اقترحوا التركيز حاليا على قضيتي قائمة الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية، المقترح الأميركي يتضمن عدم مناقشة مسألة الانسحاب إلا بعد التوصل لاتفاقات نهائية بشأن القضايا الأخرى.
-
22:14
انتهاء الربع الثالث من مباراة الرياضي والحكمة، بتقدم الرياضي (73-51).
-
21:56
المبعوث الأميركي إلى سوريا: قسد تشعر أن على واشنطن التزاما تجاهها لكننا لسنا ملزمين إذا لم يكونوا منطقيين، والاعتقاد أننا ندين لقسد لكونها شريكا لا يعني دينا بتشكيل حكومة مستقلة داخل حكومة.
