تغيّرات جلديّة قد تكون مُؤشراً للإصابة بمرض السكري!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

داء السكري هو حالة مزمنة تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح. من بين المؤشرات المبكرة التي قد تكشف عن الإصابة بالسكري هي التغيرات الجلدية التي قد تبدو غير مرتبطة مباشرة بالمرض ولكنها تحمل دلالات مهمة. تعد هذه العلامات على الجلد إنذارًا مبكرًا يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر والسيطرة على المرض قبل أن تتفاقم أعراضه.

قد تظهر تلك العلامات على شكل بقع داكنة، جفاف الجلد، حكة، أو تقرحات بطيئة الشفاء، وكلها قد تكون إشارة إلى أن الجسم يواجه صعوبة في تنظيم مستويات الجلوكوز بشكل طبيعي. إدراك هذه العلامات يمكن أن يسهم في التوجه للفحص الطبي في الوقت المناسب، مما يقلل من احتمالية التعرض لمضاعفات السكري الخطيرة.

العلامات

علامات الجلد التي تشير إلى داء السكري:

- الشواك الأسود: يعتبر الشواك الأسود من أبرز العلامات الجلدية المرتبطة بداء السكري، وهو يظهر على شكل بقع داكنة وسميكة على الجلد، غالبًا في مناطق الانثناءات مثل الرقبة، الإبطين، والمرفقين. هذه البقع تكون غالبًا ناعمة إلى حد ما وتحدث بسبب زيادة مقاومة الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى إفراز كميات أكبر من الأنسولين الذي يتسبب في نمو خلايا الجلد بشكل غير طبيعي.

- الجلد الجاف والحكة: يمكن أن يتسبب داء السكري في جفاف الجلد والحكة. يحدث ذلك نتيجة فقدان الجسم للسوائل بسبب التبول المتكرر الذي يصاحب ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى جفاف الجلد. كما أن ضعف الدورة الدموية قد يقلل من قدرة الجلد على التئام الجروح ويزيد من احتمال تعرضه للالتهابات الفطرية والبكتيرية التي تزيد من الحكة.

- الالتهابات الفطرية والبكتيري: الأشخاص المصابون بالسكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الفطرية، وخاصة العدوى التي تسببها فطريات الكانديدا. تظهر هذه الالتهابات غالبًا في المناطق الرطبة والدافئة من الجسم مثل الإبطين، أسفل الثديين، وبين أصابع القدمين. يمكن أن تتسبب في حكة شديدة، احمرار، وتشققات في الجلد. كما يكون مرضى السكري أكثر عرضة للعدوى البكتيرية مثل التهاب الجريبات (التهاب بصيلات الشعر)، والتي يمكن أن تظهر على شكل بثور صغيرة مؤلمة.

- البثور السكريّة: قد يصاب بعض مرضى السكري بالبثور السكرية، وهي حالة جلدية نادرة تظهر على شكل بثور كبيرة غير مؤلمة تشبه تلك التي تحدث بسبب الحروق. تظهر هذه البثور غالبًا على اليدين أو القدمين، وتُشفى عادةً من تلقاء نفسها خلال عدة أسابيع دون أن تترك ندوبًا. تعتبر هذه الحالة مؤشرًا على وجود تلف في الأوعية الدموية الدقيقة نتيجة لارتفاع مستويات السكر في الدم.

- البقع الجلدية: تظهر هذه الحالة على شكل بقع جلدية حمراء أو بنية اللون، وتكون رقيقة ولامعة، غالبًا في منطقة الساقين. قد تكون مصحوبة بشعور بالحكة أو الألم. مع مرور الوقت، قد تتطور هذه البقع إلى تقرحات. تحدث هذه الحالة نتيجة تلف الأوعية الدموية الدقيقة بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يقلل من تدفق الدم إلى الجلد ويؤدي إلى ظهور هذه التغيرات.

- بطء شفاء الجروح والتقرحات: يعد بطء شفاء الجروح أحد الأعراض الشائعة بين مرضى السكري، خاصة في القدمين. ضعف الدورة الدموية وتلف الأعصاب (الاعتلال العصبي السكري) يجعل من الصعب على الجسم التئام الجروح بشكل طبيعي. هذه المشكلة قد تؤدي إلى تقرحات القدم، التي إذا لم تعالج بشكل صحيح، قد تتفاقم وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الغرغرينا.

إنّ ظهور هذه العلامات الجلدية لا يعني بالضرورة أن الشخص مصاب بداء السكري، ولكنها قد تكون مؤشرا قويا على وجود مشكلة في مستويات السكر في الدم. من المهم عدم تجاهل هذه العلامات والتوجه للفحص الطبي عند ظهور أي من الأعراض المذكورة. التشخيص المبكر لمرض السكري يمكن أن يساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم من خلال تغيير نمط الحياة وتناول الأدوية المناسبة، مما يقلل من خطر حدوث مضاعفات طويلة الأجل.