اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من الواضح ان الحكومة «الاسرائيلية» الحالية بقيادة رئيسها بنيامين نتنياهو، هي اكثر حكومة صهيونية من بين الحكومات السابقة الاكثر تطرفا وتوسعا في سرقة وقضم ارضنا. ذلك ان هذه الحكومة المتطرفة والمتهورة في الوقت ذاته، سقط القناع عن وجهها القبيح، واظهرت هدفها الخبيث تجاه لبنان: انها تريد احتلال ارضنا، وليس اعادة المستوطنين الى الشمال.

منذ البداية، نحن على دراية من اهداف هذه الحكومة المجرمة، ولكن نقول ذلك للآخرين الذين كانوا يعتقدون ان «اسرائيل» ممتعضة من حرب الاسناد، وهي خائفة على مواطنيها وتريد ان يعيشوا بامان، في حين ان الحقيقة بانت منذ ان احتل الجيش «الاسرائيلي» غزة واقدم على خطوات استفزازية في الضفة الغربية، انه بدأ يعد العدة للتوسع شمالا واحتلال اراض لبنانية واسعة.

وخلاصة القول ان الخطر «الاسرائيلي» على ارضنا وسيادتنا كبير، بخاصة مع رئيس وزراء «اسرائيلي» مجرم ومغرور، فضلا عن ان لديه دعما اميركيا مطلقا لتحقيق اهدافه تحت شعار «امن «اسرائيل».

اعتقد نتنياهو انه باعتماده سياسة الاغتيالات لقادة حزب الله، ومن ثم تجاوزه لكل الخطوط الحمراء باغتيال امين عام الحزب الشهيد السيد حسن نصرالله، انه اصبح قادرا على احتلال الجنوب الى اول الليطاني، في حين نسي ان بنية حزب الله العسكرية قوية، ومقاتليه مدربون على مقاتلة جيش الاحتلال. والحال ان هذه الحكومة الصهيونية اعتبرت ان جيشها سيصل الى حدود صيدا في غضون يومين، ولكن الميدان اظهر العكس.

ها هم مقاتلو الحزب، هؤلاء الابطال الذين اعتنقوا حب لبنان والدفاع عن ارضه وعرضه، يكبدون الجيش «الاسرائيلي» خسائر كارثية في صفوفه، الى جانب استمرارهم في اطلاق صواريخ باتجاه مستوطنات الشمال وما يلحقه من دمار وحرائق. علاوة على ذلك، لم يستخدم حزب الله حتى اللحظة صواريخه المتطورة وبعيدة المدى، وهذا ما اكده مسؤولون اميركيون. فكيف اذا بدأ باستعمال ترسانته الصاروخية المتطورة؟ ماذا سيحل بـ "اسرائيل» وبجيشها الذي فقد اكثر 14 جنديا و40 جريحا، من بينهم اصابات بالغة في اول يومين من عمليته البرية؟

الحصيلة الثقيلة التي مني بها جيش الاحتلال من قتلى وجرحى في الفرق التي توغلت في جنوب لبنان، سترتد سلبا على الداخل «الاسرائيلي»، وتحديدا على حكومة نتنياهو.

فهل تاخذ الحكومة «الاسرائيلية» المتطرفة العبرة من الاشتباكات التي حصلت بين جيشها وبين حزب الله؟

هذه الاشتباكات تؤكد لنتنياهو ولرئيس اركان العدو ولوزرائه المتطرفين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ان حزب الله لم ينته، لا بل لا يزال حزبا عسكريا قويا قادرا على ايلام «اسرائيل».

اغلب الظن ان حكومة نتنياهو والقيادة العسكرية «الاسرائيلية» لن تقبل هذه الهزيمة البرية في جنوب لبنان، وستحاول مرة جديدة التوغل بريا وربما مرات عديدة، الا ان النتيجة ستكون دائما مشابهة لما حصل في اول يومين للغزو الاسرائيلي. سيرى جيش الاحتلال انه يغرق اكثر فاكثر في رمال جنوب لبنان، وسيشهد على تصدي المقاومة له في كل ارض لبنانية يسعى لدخولها.

فاذا نظرنا الى الصورة الكبرى في القتال بين حزب الله والجيش «الاسرائيلي» منذ الثامن من تشرين الاول، نرى ان العدو تلقى ويتلقى الضربات المؤلمة، ورغم ذلك تصر الحكومة الصهيونية على مواجهة المقاومة.

هذا الامر يدل بشكل واضح ان الحكومة «الاسرائيلية» الحالية لا تريد وقف الحرب، بل تسعى الى اخذ المنطقة برمتها الى الهاوية. فنتنياهو لا يزال يكذب ويناور ويكابر على الاعتراف بان جنوده ستطأطأ رؤوسهم على ارض الجنوب.

وعليه، نطرح سؤالا لكل القوى الداعمة لحكومة نتنياهو: الم يحن الوقت لوضع حد لجنون نتنياهو وغروره، وسياساته الاجرامية والمتهورة في المنطقة؟

الم تشبعوا من سفك الدماء في فلسطين ولبنان؟ ام ان دماءنا رخيصة ليستمر الصمت العربي والتواطؤ الاوروبي والدعم الاميركي المطلق، لاراقة المزيد من الدماء في المنطقة؟

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها