اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

زيادة الوزن لدى النساء بعد سن الخمسين تعد ظاهرة شائعة تواجه العديد منهن نتيجة التغيرات الجسدية والهرمونية التي تحدث خلال هذه المرحلة من الحياة. مع اقتراب انقطاع الطمث، يتعرض جسم المرأة لانخفاض تدريجي في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، مما يؤثر بشكل مباشر على عملية الأيض وتوزيع الدهون في الجسم. هذه التغيرات تجعل النساء أكثر عرضة لاكتساب الوزن، خاصة في منطقة البطن، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب.

إلى جانب التغيرات الهرمونية، تلعب عوامل أخرى مثل انخفاض مستوى النشاط البدني، تغييرات في نمط الحياة، وتباطؤ عملية الأيض الطبيعي دورًا في هذه الزيادة. كما أن التوتر النفسي، قلة النوم، والعادات الغذائية غير الصحية قد تفاقم من المشكلة، مما يجعل من الصعب على النساء الحفاظ على وزن صحي.

مع ذلك، يمكن التحكم في زيادة الوزن بعد سن الخمسين من خلال اتباع استراتيجيات فعالة تعتمد على تحسين نمط الحياة، مثل تناول غذاء متوازن، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وإدارة التوتر. بالإضافة إلى ذلك، فإن التثقيف حول هذه التغيرات وتبني أسلوب حياة أكثر صحة يساعد النساء على تجاوز هذه المرحلة دون التأثر سلبًا بتلك التغيرات الجسدية.

يعد الانخفاض في مستويات هرمون الإستروجين واحدًا من أبرز العوامل المؤثرة في زيادة الوزن بعد الخمسين. يلعب الإستروجين دورًا رئيسيًا في تنظيم عملية تخزين الدهون وتوزيعها في الجسم. قبل انقطاع الطمث، كانت الدهون تتجمع غالبًا في مناطق مثل الوركين والفخذين، ولكن بعد انخفاض الإستروجين، يصبح الجسم أكثر ميلًا لتخزين الدهون في منطقة البطن. هذه الزيادة في الدهون الحشوية لا تؤثر فقط على المظهر، بل تزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

إضافة إلى ذلك، يمكن لانخفاض مستويات الإستروجين أن يؤثر سلبًا على حساسية الأنسولين، ما يعني أن الجسم يصبح أقل كفاءة في استخدام السكر للحصول على الطاقة، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.

مع التقدم في العمر، يبدأ معدل الأيض الأساسي في الانخفاض تدريجيًا. هذا يعني أن الجسم يحرق سعرات حرارية أقل مما كان يفعله في سنوات الشباب، حتى أثناء الراحة. بالنسبة للنساء بعد الخمسين، يمكن أن يتسبب هذا الانخفاض في اكتساب الوزن حتى مع نفس الكمية والنوعية من الطعام الذي كان يتم تناوله من قبل.

إلى جانب ذلك، قد تفقد النساء في هذه المرحلة كتلة العضلات مع الوقت، مما يؤدي إلى انخفاض في حرق السعرات الحرارية بشكل أكبر. العضلات تحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون، لذلك فإن أي انخفاض في الكتلة العضلية يبطئ من قدرة الجسم على حرق الدهون، مما يجعل زيادة الوزن أكثر سهولة.

هذا وتلعب العوامل النفسية دورًا رئيسيًا في زيادة الوزن. فالتوتر المرتبط بالشيخوخة، التغييرات في نمط الحياة، والمسؤوليات الاجتماعية أو العائلية المتزايدة قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد الذي يمكن أن يزيد من تخزين الدهون في الجسم، خاصة في منطقة البطن.

من جانب آخر، قد تجد بعض النساء أنهن أقل نشاطًا بدنيًا مع تقدم العمر نتيجة لتغيرات في نمط الحياة أو مشكلات صحية مثل آلام المفاصل أو هشاشة العظام. هذا الانخفاض في النشاط البدني يسهم في اكتساب الوزن لأنه يقلل من عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم.

مع التقدم في السن، قد تصبح العادات الغذائية غير الصحية أكثر ضررًا على الوزن والصحة العامة. الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية الفارغة، مثل الحلويات والأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية، يزيد من احتمالية اكتساب الوزن. كما أن بعض النساء قد يلجأن إلى تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع التوتر أو القلق، مما يزيد من خطر تناول كميات زائدة من الطعام.

الأكثر قراءة

إنتخابات الشمال اليوم : طرابلس مخلوطة الولاءات... ومعارك الإتحادات بين الأحزاب المسيحية العدوان «الإسرائيلي» يُظلّل زيارة أورتاغوس...ومسؤول أميركي باللجنة يُلاحظ تقدّماً الحكومة لتطبيق نموذج ميقاتي للرواتب؟والإتحاد العمّالي يُلوّح بالتصعيد