اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حرقة المعدة هي حالة شائعة يعاني منها الكثيرون، وتتميز بشعور مزعج بالحرقان في منطقة الصدر أو الحلق. يحدث هذا الشعور نتيجة ارتداد حمض المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة، مما يؤدي إلى تهيج بطانة المريء. ورغم أن حرقة المعدة قد تبدو بسيطة أو مؤقتة، إلا أنها قد تكون مؤشرًا على حالة مرضية أكثر تعقيدًا تعرف بالارتجاع المعدي المريئي، والتي تتطلب متابعة طبية مستمرة.

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب حرقة المعدة أو تزيد من حدتها، بما في ذلك تناول الأطعمة الدهنية أو الحارة، تناول وجبات كبيرة أو الاستلقاء بعد الأكل مباشرة. كما أن بعض العادات الحياتية مثل التدخين، زيادة الوزن، والتوتر النفسي قد تساهم أيضًا في تفاقم الأعراض. بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل بيولوجية تتعلق بضعف العضلة العاصرة السفلية للمريء، وهي العضلة التي تمنع ارتداد الحمض بشكل طبيعي.

في حين أن العديد من الناس يلجأون إلى الأدوية التي تقلل من إفراز الحمض لتخفيف الأعراض، إلا أن التغييرات في نمط الحياة والتغذية قد تكون حلولًا فعالة وطويلة الأمد. الحرص على فهم أسباب حرقة المعدة وكيفية الوقاية منها يمكن أن يحسن نوعية الحياة ويقلل من احتمالية الإصابة بمضاعفات خطيرة على المدى الطويل.

وفي هذا الصدد، يشير البروفيسور فلاديمير بوبوف من قسم العلاج بجامعة التكنولوجيا الحيوية، إلى أنه يمكن التخلص من حرقة المعدة بتناول أطعمة معينة. ووفقا له، يجب تناول جريش الحبوب الكاملة، مثل الشوفان، البرغل، الأرز البني، وكذلك الجزر والبنجر والكوسا والهليون والبروكلي والفاصوليا الخضراء والفواكه غير الحمضية، لأن هذه المنتجات تحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تشعر الشخص بالشبع لفترة طويلة وبالتالي تجنب الإفراط في تناول الطعام الذي يسبب حرقة المعدة.

ويشير البروفيسور، إلى أنه يمكن تحييد حموضة المعدة بتناول منتجات قاعدية- القرنبيط، البطيخ الصفر، الموز والمكسرات. ووفقا له، يلعب النظام الغذائي دورا مهما في السيطرة على ظهور أعراض حرقة المعدة، لذلك يعتبر الخط الأول في الوقاية والعلاج.

وتنسب إلى الأطعمة "المحفزة" لحرقة المعدة، الأطعمة الدهنية والملح والتوابل: اللحوم الدهنية، الوجبات السريعة، ورقائق البطاطس والبيتزا والنقانق المدخنة والبهارات الحارة والصلصات. كما يمكن أن تسبب الحمضيات والخضروات والفواكه الحامضة والقهوة والمشروبات الغازية والثوم والبصل والفجل والشوكولاتة والحلويات والأطعمة المخللة، حرقة المعدة.

ويشير البروفيسور، إلى أن التدخين يحفز إفراز حمض الهيدروكلوريك في المعدة، ما يزيد من حموضة عصير المعدة. كما أن دخان التبغ يسبب تهيجا وحروقا دقيقة في الغشاء المخاطي للمريء. ويوصي بعدم شرب الماء أو الشاي والقهوة بعد تناول الطعام مباشرة.

أخيراً، من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وتجنب العادات الضارة مثل التدخين، والالتزام بجدول نوم منتظم، يمكننا تقليل حدة الأعراض ورفع جودة حياتنا.

إن فهم العلاقة بين النظام الغذائي وحرقة المعدة هو المفتاح للتخلص من هذه المشكلة المزعجة. فبإدراج الأطعمة القلوية الغنية بالألياف في نظامنا الغذائي، وتجنب الأطعمة التي تزيد من حموضة المعدة، يمكننا تحقيق تخفيف كبير في الأعراض.