يُعتبر فقدان السمع مشكلة شائعة تؤثر على ملايين البالغين حول العالم، ومع تقدّم العمر تزداد احتمالية الإصابة بهذه الحالة بشكل ملحوظ. لكن ما لم يكن متوقعا في السنوات الماضية هو الصلة المتنامية بين فقدان السمع والخرف، وهو اضطراب عصبي يؤثر على الذاكرة والقدرات المعرفية.
وتظهر الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع غير المعالج قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمعدلات مرتفعة، مقارنةً بمن يحتفظون بسمعهم بشكل طبيعي أو يستخدمون حلولاً علاجية مثل السماعات الطبية. هذه العلاقة المثيرة للقلق بين السمع والصحة العقلية، تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول الآليات التي تربط بين الحالتين، وكيف يمكن للتدخلات المبكرة أن تلعب دورا في الوقاية من تدهور الحالة المعرفية.
الفئة الأكثر عرضة لفقدان السمع هي كبار السن، حيث تزداد احتمالية فقدان السمع بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر. يُعد هذا النوع من فقدان السمع، المعروف باسم "الصمم الشيخوخي" (Presbycusis)، جزءًا طبيعيًا من عملية الشيخوخة ويبدأ عادةً في الظهور بعد سن الخمسين. إلى جانب العمر، هناك عوامل أخرى تساهم في زيادة المخاطر مثل التعرض المستمر للضوضاء العالية، التاريخ العائلي لفقدان السمع، والأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الأشخاص الذين يعملون في بيئات صاخبة أو يتعرضون للأدوية التي تؤثر على السمع أكثر عرضة أيضًا لهذه الحالة.
وفي هذا الصدد، أكدت دراسة جديدة كبيرة أجريت في فرنسا وجود صلة بين فقدان السمع لدى البالغين والخرف. وكتب فريق البحث بقيادة الدكتور بابتيست غرينير من جامعة باريس سيتي في الأول من أكتوبر: "نظرا للعبء الرئيسي المتمثل في التدهور المعرفي وغياب العلاج الشافي، فإن تحديد عوامل الخطر القابلة للتعديل أمر مهم". وقالوا إن مهارات التفكير قد تتراجع ليس فقط لأن الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع يصبحون معزولين اجتماعيا ولكن أيضا لأنهم يقضون فترات طويلة دون مدخلات سمعية.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط فقدان السمع بفقدان الحجم في مناطق هامة من الدماغ. ومع ذلك، قال الباحثون إن المعينات السمعية للمرضى الذين يعانون من فقدان السمع يجب وصفها بناء على الفائدة المحتملة لجودة الحياة وليس لتخفيف التدهور المعرفي. مشيرين إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من البحث من أجل ذلك.
وخلال الدراسة، قام فريق غرينير بتحليل بيانات أكثر من 62 ألف شخص في فرنسا (متوسط العمر 57 عاما) تم تجنيدهم بين يناير 2012 وديسمبر 2020، حيث خضع المشاركون لاختبارات إدراكية في البداية. وفي المجموع، كان لدى 49% منهم سمع طبيعي، و38% يعانون من فقدان سمع خفيف، و10% يعانون من فقدان سمع معوق لكنهم لم يستخدموا سماعات الأذن، و3% كانوا يرتدون سماعات الأذن. كما أجرى المشاركون اختبارات سمع واختبارات إدراكية.
ووجدت النتائح أنه كان لدى 27% من المشاركين الذين يعانون من فقدان سمع خفيف و37% يعانون من فقدان السمع المعوق، درجات إدراكية تشير إلى الضعف. وهذا مقارنة بـ 16% من المشاركين الذين كان سمعهم طبيعيا. ولم يجد الباحثون أي فرق ذي مغزى في خطر ضعف الإدراك بين الأفراد الذين يعانون من فقدان السمع المعوق والذين يرتدون سماعة أذن وأولئك الذين لا يرتدونها.
وأشارت دراسة تحليلية ذات صلة إلى أن أجهزة السمع قد تقلل من خطر ضعف الإدراك لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع المعوق بالإضافة إلى الاكتئاب.
يتم قراءة الآن
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
فضيحة "Bet Arabia" تتمدّد: رؤوس كبيرة في قبضة القضاء... وهشام عيتاني هارب الى قبرص
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:51
بوليتيكو عن مصدرين: ترامب يدرس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بمئات الملايين من الدولارات.
-
23:50
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): الخارجية الأميركية وافقت على بيع عتاد صيانة لطائرات إيه-29 سوبر توكانو إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار.
-
23:12
أكسيوس: "إسرائيل" ما زالت تطالب بمنطقة عازلة بعرض 2 إلى 3 كلم برفح و1 إلى 2 كلم بباقي الحدود، والوفد "الإسرائيلي" لا يزال حاليا في الدوحة والمبعوث الأميركي ويتكوف لم يتوجه بعد إلى المنطقة.
-
23:11
أكسيوس: الأميركيون اقترحوا التركيز حاليا على قضيتي قائمة الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية، المقترح الأميركي يتضمن عدم مناقشة مسألة الانسحاب إلا بعد التوصل لاتفاقات نهائية بشأن القضايا الأخرى.
-
22:14
انتهاء الربع الثالث من مباراة الرياضي والحكمة، بتقدم الرياضي (73-51).
-
21:56
المبعوث الأميركي إلى سوريا: قسد تشعر أن على واشنطن التزاما تجاهها لكننا لسنا ملزمين إذا لم يكونوا منطقيين، والاعتقاد أننا ندين لقسد لكونها شريكا لا يعني دينا بتشكيل حكومة مستقلة داخل حكومة.
