يُعتبر التوتر والإجهاد من أكثر العوامل النفسية التي تؤثر بشكل مباشر في وظائف الدماغ، لا سيما في نظام المكافأة. نظام المكافأة هو جزء معقد من الدماغ يُعنى بتنظيم المشاعر المتعلقة بالتحفيز، المتعة، والتعلم، ويعتمد على مواد كيميائية مثل الدوبامين التي تؤدي دورًا أساسيًا في تعزيز الشعور بالسعادة عند تحقيق هدف معين أو الحصول على مكافأة.
عندما يتعرض الإنسان للتوتر أو الإجهاد المستمر، يتأثر هذا النظام بشكل كبير، مما يؤدي إلى تغييرات في طريقة تفاعل الدماغ مع المكافآت. التوتر المزمن يؤدي إلى تقليل مستويات الدوبامين في الدماغ، ما يجعل الشخص أقل قدرة على الشعور بالمتعة أو الرضا حتى عند القيام بأنشطة كانت سابقًا تجلب له السعادة. قد يشعر الإنسان بفقدان الرغبة في الأنشطة التي كانت تمنحه إحساسًا بالإثارة أو المتعة، مثل التمارين الرياضية أو الهوايات، وهو ما يفتح الباب أمام مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.
علاوة على ذلك، يؤثر التوتر في القشرة الأمامية للدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن اتخاذ القرارات والتفكير المنطقي. عندما يزداد الضغط النفسي، يصبح من الصعب على الشخص التحكم في رغباته أو القيام باختيارات مدروسة. في هذا السياق، يلجأ البعض إلى العادات الضارة مثل الإفراط في تناول الطعام أو التدخين أو تعاطي المخدرات، بهدف تهدئة القلق والتوتر، وهذا بدوره يزيد من تعطيل نظام المكافأة في الدماغ ويؤدي إلى إدمان المكافآت السريعة.
أحد التأثيرات المهمة للتوتر في نظام المكافأة هو أن الدماغ يبدأ في تطوير استجابات غير طبيعية للمكافآت. حيث يصبح من الصعب الشعور بالمتعة من المكافآت العادية أو البسيطة، وفي المقابل يبحث العقل عن مصادر قوية للتحفيز، ما قد يؤدي إلى السلوكيات الخطرة أو المتهورة. هذه الديناميكية تسبب دائرة مفرغة، حيث يبحث الشخص عن تجارب أكثر حدة لتعويض النقص في الدوبامين.
لحماية نظام المكافأة من التأثيرات السلبية للتوتر والإجهاد، يُنصح باتباع أساليب مثل التأمل، والتمارين الرياضية المنتظمة، والحفاظ على نمط حياة صحي يساعد في تقليل مستويات التوتر. كذلك، يمكن أن يكون للتحدث مع متخصص في الصحة النفسية دور فعال في إدارة التوتر وتحسين الصحة النفسية بشكل عام.
في النهاية، من المهم أن ندرك أن التوتر ليس مجرد شعور عابر، بل يمكن أن يكون له تأثير عميق في الدماغ وطريقة تفاعله مع المكافآت، وبالتالي في جودة حياتنا بشكل عام. التحكم في التوتر والإجهاد هو خطوة أساسية نحو الحفاظ على توازن صحي لنظام المكافأة في الدماغ، وضمان حياة أكثر سعادة ورضا. ومن الضروري أن نسعى إلى إدماج استراتيجيات فعالة في حياتنا اليومية لتقليل مستويات التوتر، مثل ممارسة تقنيات التنفس العميق، وتنظيم الوقت بشكل أفضل، وتطوير مهارات التأقلم الإيجابية، مما يعزز من قدرة نظام المكافأة على العمل بكفاءة ويعيد الشعور بالمتعة والرضا في الحياة.
يتم قراءة الآن
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
فضيحة "Bet Arabia" تتمدّد: رؤوس كبيرة في قبضة القضاء... وهشام عيتاني هارب الى قبرص
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:44
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: نحذّر الولايات المتحدة وحلفاءها من خلق تهديدات أمنية لروسيا وكوريا الشمالية
-
23:51
بوليتيكو عن مصدرين: ترامب يدرس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بمئات الملايين من الدولارات.
-
23:50
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): الخارجية الأميركية وافقت على بيع عتاد صيانة لطائرات إيه-29 سوبر توكانو إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار.
-
23:12
أكسيوس: "إسرائيل" ما زالت تطالب بمنطقة عازلة بعرض 2 إلى 3 كلم برفح و1 إلى 2 كلم بباقي الحدود، والوفد "الإسرائيلي" لا يزال حاليا في الدوحة والمبعوث الأميركي ويتكوف لم يتوجه بعد إلى المنطقة.
-
23:11
أكسيوس: الأميركيون اقترحوا التركيز حاليا على قضيتي قائمة الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية، المقترح الأميركي يتضمن عدم مناقشة مسألة الانسحاب إلا بعد التوصل لاتفاقات نهائية بشأن القضايا الأخرى.
-
22:14
انتهاء الربع الثالث من مباراة الرياضي والحكمة، بتقدم الرياضي (73-51).
